وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو و رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو

 بدأ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو زيارته إسرائيل أمس الأحد، معربًا عن قلق من "النشاطات المزعزعة للاستقرار والخبيثة" إلى إيران في المنطقة، ومن "تصعيد خطر لتهديداتها"، مشددًا على أن واشنطن تقف مع تل أبيب "في هذه المعركة".

وتزامن ذلك مع إعلان فرنسا وبريطانيا وألمانيا تمسكها بالاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست، بوصفه "السبيل الأفضل لاحتواء خطر امتلاكها سلاحاً نوويًا"، وشددت الدول الثلاث على وجوب "التعامل مع عناصر مهمة لا يشملها الاتفاق"، متعهدة التعاون مع الولايات المتحدة لـ"مواجهة تحديات تطرحها" طهران.

وأبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني، نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي أن الاتفاق "غير قابل للتفاوض بأي شكل"، وأضاف "مستقبل الاتفاق بعد العام 2025 تحدده القرارات الدولية، وإيران لا تقبل أي قيود خارج تعهداتها".

وأعلن قصر الإليزيه في بيان له، أن ماكرون ونظيره الإيراني تحدثا عبر الهاتف لأكثر من ربع ساعة أمس، واتفقا على العمل سوياً في الأسابيع المقبلة للحفاظ على الاتفاق النووي، موضحًا أن ماكرون اقترح توسيع المناقشات لتشمل "3 مواضيع إضافية لا غنى عنها"، مشيرًا إلى برنامج الصواريخ الباليستية، وأنشطة طهران النووية بعد عام 2025، و"الأزمات الإقليمية الرئيسة" في الشرق الأوسط.

وأتت تصريحات بومبيو بعد لقائه في القدس المحتلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي حضّ على "وقف ايران وسعيها إلى امتلاك قنبلة نووية وعدوانها"، وأضاف "نحن ملتزمون وقفها معًا".

وأضاف "أضخم تهديد للعالم ولدولتينا، ولكل البلدان، هو مزاوجة الإسلام المتطرف بالأسلحة النووية، تحديداً محاولة إيران امتلاك هذه الأسلحة. أجرينا حديثاً مثمراً جداً في هذا الصدد".
ووصف نتنياهو بومبيو بأنه "صديق حقيقي" لإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات بين الدولة العبرية والولايات المتحدة أقوى مما كانت أي وقت.

أما الوزير الأميركي فأعلن بعد اللقاء ان بلاده "لا تزال قلقة بشدة من التصعيد الخطر لتهديدات إيران تجاه إسرائيل والمنطقة، وطموحها الى الهيمنة على الشرق الأوسط"، ولفت إلى أن "التعاون القوي مع الحلفاء المقربين، مثل "إسرائيل"، أمر حاسم لجهودنا لمواجهة النشاطات المزعزعة للاستقرار والخبيثة لإيران في الشرق الأوسط، وفي أنحاء العالم".

وشدد بومبينو على أن "الولايات المتحدة مع إسرائيل في هذه المعركة"، مكرراً أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "سينسحب" من الاتفاق النووي "إذا لم نتمكّن من إصلاحه".

وأعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون ان ترامب "لم يتخذ قراراً بعد في شأن الاتفاق النووي، سواء لجهة البقاء او الانسحاب" منه، علماً ان الرئيس الأميركي سيعلن موقفه في هذا الصدد، في 12 أيار/ مايو المقبل.

وأضاف بولتون ان ترامب "يدرس" اقتراح ماكرون بدء مفاوضات في شأن اتفاق جديد موسع، وزاد "انه أمر يهمّ الرئيس ويستحق التفكير فيه".

وأعلن مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أنها أجرت اتصالين هاتفيين بماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل، بعدما زارا الولايات المتحدة الأسبوع الماضي وحاولا إقناع ترامب بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي.

وأضاف أن القادة الثلاثة "ناقشوا أهمية الاتفاق النووي، بوصفه السبيل الأفضل لاحتواء خطر امتلاك ايران سلاحاً نووياً، وتوافقوا على ان أولويتنا، بوصفنا مجتمعاً دولياً، تبقى منعها من تطوير سلاح نووي"، وتابع أن الأطراف الثلاثة "توافقوا على ان الاتفاق لا يشمل عناصر مهمة علينا ان نتعامل معها، خصوصاً الصواريخ الباليستية، وماذا سيحصل بعد انتهاء مفعول الاتفاق، إضافة الى نشاط ايران المزعزع للاستقرار في المنطقة".

وأضاف أن القادة الثلاثة "تعهدوا، مع إقرارهم بأهمية الحفاظ على الاتفاق النووي الأصيل، مواصلة العمل معاً، ومع الولايات المتحدة عن كثب، في شأن كيفية مواجهة التحديات التي تطرحها ايران، لا سيّما (ما يتعلّق) بالملفات التي يمكن ان يشملها أي اتفاق جديد".