القاهرة - محمود حساني
يشارك الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال زيارته إلى أبوظبي، الجمعة، في فعاليات العيد الوطني الـ 45 للدولة، إذ تحتفل الإمارات العربية المتحدة ، بيومها الوطني، في الثاني من كانون الأول/ ديسمبر من كل عام، وذالك تخليدًا لذكرى قيام اتحاد الإمارات العربية.
وبدأ الرئيس السيسي، الخميس، زيارته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ، وكان في استقباله لدى وصوله إلى مطار أبوظبي ، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالإضافة إلى عدد من الوزراء وكبار المسؤولين الإماراتيين. وأقيمت للرئيس المصري مراسم الاستقبال الرسمي، وتم استعراض حرس الشرف، وعزف السلامين الوطنيين.
وعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، جلسة مباحثات موسّعة مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي رحب بالرئيس المصري، معربًا عن تقديره العميق لمشاركته في فعاليات العيد الوطني الخامس والأربعين لدولة الإمارات.
وتتسم العلاقات الإماراتية- المصرية بأنها نموذجًا يُحتذي به في العلاقات العربية ـ العربية سواء من حيث قوتها ومتانتها وقيامها على أُسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة أو من حيث استقرارها ونموها المستمر أو من حيث ديناميكية هذه العلاقة والتواصل المستمر بين قيادتي البلدين وكبار المسؤولين فيها.
ويرجع تاريخ العلاقات المصرية ـ الإماراتية إلى ما قبل عام 1971 الذي شهد التئام شمل الإمارات السبع في دولة واحدة هي دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي دعمت مصر إنشاءها وأيدت بشكل مطلق الاتحاد الذي قامت به دولة الإمارات، وتُعد مصر من بين أولى الدول التي اعترفت بالاتحاد الجديد فور إعلانه ودعمته دوليًا إقليميًا كركيزة للأمن والاستقرار وإضافة قوة جديدة للعرب.
وكانت الانطلاقة التاريخية لهذا الاتحاد بدأت بإجماع حكام إمارات أبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة وأم القوين في الثاني من كانون الأول/ديسمبر عام 1971 واتفاقهم على الاتحاد فيما بينهم، وأقرّ دستور مؤقت ينظم الدولة ويحدد أهدافها. وفي العاشر من شباط/فبراير عام 1972، أعلنت إمارة رأس الخيمة انضمامها للاتحاد ليكتمل عقد الإمارات السبع في إطار واحد ثم أخذت تندمج تدريجيًا بشكل إيجابي بكل إمكاناتها.
والإمارات كانت من أولى الدول التي دعمت مصر عقب ثورة الثلاثين من حزيران/ يونيو، وجاءت زيارة الشيخ محمد بن زايد لتؤكد على استمرار هذا الدعم. ولم يقتصر التقارب بين البلدين على الجوانب الاقتصادية والسياسية، بل تعدى ذلك إلى التوافق الفكري، إذ استعانت الإمارات بمصر في تأصيل الفكر الإسلامي الوسطي، من خلال الاتفاق على افتتاح أول فرع خارجي لجامعة الأزهر في الإمارات.