الإمارات تشارك العالم "يوم السعادة"

تحتفل الإمارات مع العالم بـ "اليوم العالمي للسعادة" الذي يصادف في الـ 20 من مارس من كل عام، وذلك على وقع النتائج الإيجابية والتقدم المستمر الذي تحققه في مؤشر السعادة العالمي حيث بات الإماراتيون أسعد شعب عربي وفي المركز الـ 11 عالميا سنة 2018. وتنظر دولة الإمارات للسعادة كهدف إنساني وحق مكتسب لجميع مواطنيها والمقيمين على أرضها وحتى الزوار.. لذلك سعت لتصدير هذا الهدف على سلم أولويات عملها الحكومي من خلال استحداث أول وزارة للسعادة في العالم وإطلاق ميثاق وطني يكرس ريادتها العالمية في هذا المجال.

ومنذ يناير/كانون الثاني 2014 رفعت دولة الإمارات سقف التحدي وأعلنت من خلال أجندتها الوطنية عن هدفها في أن تكون ضمن أفضل 5 دول في العالم الأكثر سعادة في عام 2021، وانطلقت وفق خطط وبرامج حكومية شاملة نحو تحقيق هدفها المنشود. وجاءت النتائج الإيجابية لدولة الإمارات على صعيد مؤشر السعادة العالمي بناء على ما حققته من تقدم واضح في جميع المحاور التي يستند إليها المؤشر ومن أبرزها الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد، ومتوسط العمر الصحي المتوقع، بالإضافة إلى الدعم الاجتماعي، والفساد.

وانعكست القفزات الكبيرة التي حققها الاقتصاد الإماراتي على مستوى معيشة المواطنين، حيث ارتفع نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي في الإمارات، ليصل إلى 59,9 ألف دولار - 220 ألف درهم - ليكون نصيب الفرد في الإمارات، ثاني أعلى نصيب للفرد من الدخل القومي الإجمالي في العالم لعدة سنوات. وتؤكد تقارير التنمية البشرية الصادرة عن الأمم المتحدة أنه لا يوجد أي مواطن إماراتي يعيش في فقر مدقع، وأن نسبة السكان الفقراء في الإمارات هي صفر، بينما تصل نسبة السكان المعرضين لخطر الفقر في الدولة إلى 2 بالمائة وهي نسبة ضئيلة للغاية وتعد من أقل المعدلات على مستوى العالم.

ويحظى قطاع الصحة في الإمارات باهتمام بالغ كونه القطاع الأهم الذي يلامس حياة الإنسان وسعادته، لذلك تكرس جهودها على ترسيخ الجانب الوقائي وتخفيض معدل الأمراض المتعلقة بنمط الحياة كالسكري والقلب والسرطان، وصولاً إلى رفع متوسط العمر الصحي وتحقيق أفضل المراكز في المؤشر العالمي لجودة الرعاية الصحية.

ووفقا لـ "تقرير إحصاءات الصحة العالمية" في عام 2017 والذي شمل 194 دولة في مجال متوسط العمر الصحي المتوقع ارتفعت نتيجة الإمارات من 67 سنة في 2015 إلى 67.9 سنة في 2016، متصدرة بذلك كل الدول العربية..كما أظهر مؤشر جودة الرعاية الصحية الصادر عن معهد "ليجاتوم" في العام 2017 تقدم الإمارات من المرتبة 34 في العام 2015 إلى المرتبة 28 على مستوى العالم في العام 2016.

وتضطلع وزارة تنمية المجتمع بالدور الرئيس في توفير الدعم الاجتماعي لكافة الفئات المعنية في المجتمع، وتمثل الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية التي أنشئت في عام 1999 مظلة حماية لأفراد المجتمع بعد بلوغهم سن التقاعد. وتعتبر سياسة الإسكان في الإمارات أحد أبرز أوجه الدعم الاجتماعي التي تساهم في الاستقرار الأسري والاجتماعي للمواطنين.
 
ويمثل برنامج الشيخ زايد للإسكان أحد أبرز الأذرع الحكومية المشرفة على تنفيذ سياسة الإسكان في الدولة وقد أصدر منذ إنشائه في عام 1999 وحتى نهاية عام 2017 حوالي 59 ألف قرار دعم سكني بقيمة 32 مليار درهم في مختلف إمارات الدولة توزعت ما بين قروض ومنح سكنية. وأطلقت حكومة دولة الإمارات مجموعة من المبادرات التي ترمي إلى تحقيق بيئة عمل سعيدة تمثلت في تعيين رؤساء تنفيذيين للسعادة والإيجابية، وتأسيس مجالس للسعادة والإيجابية لدى الجهات الاتحادية.

كما أطلق أبطال السعادة من 42 جهة حكومية وخاصة مبادراتهم ليوم السعادة العالمي 2018، مبادرة "جولة السعادة"، بتنظيم وإشراف دبي الذكية، وذلك بهدف نشر مفاهيم وقيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" والتي ركزت على أهمية نشر وزرع السعادة بين كافة فئات المجتمع وفي كل مكان، والعمل بشكل حثيث لترسيخ السعادة بين الناس من خلال المبادرات والمشاريع المختلفة.

وقالت الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، مدير عام دبي الذكية: إن محور السعادة يشكل برنامج عمل متكاملا ونهجا أساسيا لعمل الحكومة في دولة الإمارات، انطلاقاً من إرث مبادئ وقيم الوالد والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ومن رؤية قيادتنا الحكيمة.

وانطلقت "جولة السعادة" من حي دبي للتصميم متجهة إلى "مركز دبي لتطوير نمو الطفل"، حيث شارك أبطال السعادة الأطفال في زراعة النباتات المختلفة وبث السعادة في نفوسهم، وتبع ذلك توجه أبطال السعادة في زيارة ترفيهية وتعريفية لمدرسة "دار المعرفة"، بهدف ترسيخ مفهوم السعادة لدى فئة الطلاب في المرحلتين الأساسية والمتوسطة باعتبارهم الجيل الناشئ الذي سيشكل مكونات مجتمع المستقبل في مدينة دبي، حيث تم توزيع القصص الهادفة على الأطفال والكتب القيمة التي تعزز مفهوم السعادة والثقة بالنفس، إضافة إلى الهدايا المقدمة من الجهات الحكومية وغير الحكومية، وتم تعريف الطلاب بالجهود التي تبذلها هذه الجهات لتحقيق سعادة أفراد المجتمع وبناء مستقبل أفضل، كما عقد أبطال السعادة حلقة نقاشية مع طلبة المرحلة المتوسطة في المدرسة حول السعادة.

وتشارك بلدية دبي اليوم دول العالم في الاحتفال بيوم السعادة العالمي الذي أقرته الأمم المتحدة في دورتها السادسة والستين، هذا اليوم من كل عام يوم دولي للسعادة اعترافا بأهمية السعي للسعادة أثناء تحديد أطر السياسة العامة لتحقيق التنمية المستدامة، وتوفير الرفاهية لجميع الشعوب.

وقالت منال بن يعروف رئيس فريق أبطال السعادة في البلدية: إننا في بلدية دبي قد أعددنا احتفالا وحزمة من المفاجآت تتناسب مع هذه المناسبة العالمية وخاصة أن توجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، بأن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة دولة السعادة الأولى في العالم وعلى مدار العام وليس يوما واحدا فقط في العام.

وأوضحت بأنها شاركت مع أبطال السعادة على مستوى الإمارة بزيارة العديد من المواقع مثل المدارس وسكن العمال لإدخال السعادة في نفوسهم وقدمت لهم مفاجآت تتضمن تذاكر مجانية للمتعاملين لحضور فعاليات عرض الدلافين في حديقة الخور وتوزيع مجموعة من النباتات المنزلية الداخلية والخارجية. وأكد متخصصون وخبراء أن السعادة والإيجابية هي الطريق إلى حياة أفضل، والطريق إلى بناء الثقة في القدرات، ومواصلة تحقيق الإنجازات والنجاحات على جميع المستويات.

 وجاء ذلك في الجلسات الحوارية التي تم تنظيمها ضمن فعاليات اليوم الخامس من الدورة الثانية من رحلة السعادة التي تنظم تحت رعاية الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي. وشدّد المتحدثون على الدور الكبير للأسرة والتناغم والانسجام بين أفرادها في تحقيق السعادة، وأن السعادة قرار ذاتي ينبع من داخل كل فرد في المجتمع.
وفي جلسة "الذكاء العاطفي طريقك إلى حياة أفضل"، تحدثت حنان السماك المؤلفة الإماراتية عن قدرة الإنسان على فهم المشاعر الداخلية للذات والآخرين، مؤكدة أن هذا يشكل منهجاً ذا تأثير فعال في نفوس الآخرين. وأوضحت السماك أن الذكاء العاطفي يؤثر بنسبة 80% على نجاح الشخص على المستوى الذاتي والمهني، كما أن الأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء العاطفي يعيشون بسعادة أكثر، يمتلكون طاقة إيجابية، وتفكيراً فعالاً لخدمة مجتمعهم وخدمة الآخرين.

وقدم عبد الله الموسى، مقدم البرامج الدينية، محاضرة تفاعلية حول مقومات التناغم الأسري الذي يؤدي إلى تحقيق الانسجام بين جميع أفراد الأسرة، والذي يساهم في تحقيق السعادة لجميع المجتمع، واستعرض المهارات الحياتية التي ينبغي على الأزواج التمتع بها، ابتداءً من النية الحسنة، ثم ضرورة فهم نفسية المرأة، إضافة إلى التحلي بطيب الكلام والحوار اللطيف.

وأكد فهد هيكل، الإعلامي والناشط في وسائل التواصل الاجتماعي، في جلسة بعنوان "أسرار السعادة"، أن السعادة هي الغاية والمطلب الأول لجميع سكان الأرض منذ قديم الأزل، وعلينا فهم معنى السعادة لكي نتمكن من تحقيقها والشعور بالسعادة والإيجابية، مشيرًا إلى الفوارق بين مفهوم السعادة ومشاعر الفرح والسرور والمتعة.

وفي جلسة بعنوان "الطعام يجمعنا"، تحدث داني كوبين، من فريق جيمي أوليفر وداليا دغمش المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن أهمية الطعام ونوعيته ودوره في تحقيق السعادة في حياتنا وتحفيز قدراتنا وتزويدنا بالطاقة والحث على التفكير بإيجابية.