أبوظبي - سعيد المهيري
واصل قطاع الشؤون الزراعية بجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية مباشرة خطوات مشروع يستهدف تزويد 4515 مزرعة بمناطق في العين وأبوظبي بالمياه المُعالجة، وأعد دراسة تتضمن حلولًا لإحياء 1665 مزرعة مهملة، بحسب المهندس مبارك على القصيلي المنصوري المدير التنفيذي للقطاع، الذي أشار إلى أن هناك 140 مزرعة تُروى حاليًا بالمياه المعالجة المنتجة بمشروع "النهضة" في أبوظبي.
واستعرض المنصوري، في محاضرة استضافها مجلس مفلح بن عايض الأحبابي بمنطقة المرخانية في العين، مساء الخميس، بحضور جمع من أهالي المنطقة والمناطق المجاورة، مسترشدًا بالأرقام والإحصاءات، حجم الطفرة الكبيرة التي حققها القطاع الزراعي في الدولة بوجه عام، وفي إمارة أبوظبي على وجه الخصوص، حيث ارتفع إجمالي عدد المزارع في الإمارة إلى 24 ألفًا و100 مزرعة، من بينها 3600 مزرعة في منطقة أبوظبي، و8500 مزرعة في منطقة الظفرة، و12 ألف مزرعة بمنطقة العين، تتضمن الملايين من أشجار النخيل التي تنتج نحو 250 ألف طن من أصناف التمور سنويًا.
وأرجع الفضل في هذه الطفرة الزراعية النوعية الكبيرة التي تحققت في الدولة بوجه عام، وفي إمارة أبوظبي خاصة، إلى الجهود الكبيرة المخلصة التي بذلها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، منذ توليه حكم الإمارة عام 1966، حيث كانت تنحصر الزراعة في عدد محدود من الحيازات في العين وليوا، فيما تنحصر الثروة الحيوانية في مجموعات صغيرة محدودة من رؤوس الحيوانات التي ارتفع إجمالي عددها في الوقت الراهن بالإمارة إلى 3 ملايين و600 ألف رأس من الأغنام والماعز والماشية والجمال، تلقى رعاية بيطرية متميزة عبر 3 مستشفيات رئيسة، و30 عيادة بيطرية، تتوزع على مختلف مناطق الإمارة.
واستعرض المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الزراعية بجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية في محاضرته جانبًا من الخدمات العديدة التي يوفرها القطاع لأصحاب المزارع وعزب الحيوانات، ومن بينها خدمة دعم الأعلاف التي يجري توفيرها عبر مراكز الأعلاف التابعة للجهاز، والبالغ عددها 16 مركزًا، منها 6 مراكز في منطقة العين، و8 في الظفرة، ومركز في كل من منطقة أبوظبي والمناطق الشمالية، علمًا أن إجمالي عدد المستفيدين من مشروع دعم الأعلاف يبلغ 18 ألفًا و500 مستفيد بإماره أبوظبي، فيما يبلغ عدد المستفيدين في الإمارات الشمالية نحو 13 ألف مواطن.
ودعا المنصوري، في معرض رده على استفسارات الحضور، المواطنين أصحاب المزارع إلى تكثيف الجهود ومضاعفة الاهتمام بتحقيق معايير الاستدامة في الزراعة، بترشيد استهلاك المياه وانتقاء الأصناف الجيدة من المحاصيل، وبخاصة أصناف النخيل التي تزرع في الدولة، والبالغ عددها نحو 180 صنفًا، يتراوح عدد الجيدة منها بين 25 ـ 30 صنفًا فقط، كما طالب بتقليل نسب الهدر في مياه الري المستخدمة في ري الحدائق المنزلية والزراعات التجميلية، والاستفادة من الخدمات التي يوفرها مشتل الكويتات في اختيار شتلات الفاكهة والخضراوات والزهور المناسبة، مؤكدًا ضرورة تضافر الجهود لمواجهة تحديات ظروف البيئة المحلية، خاصة ارتفاع معدل الملوحة في المياه والتربة، ضمن الخطط والاستراتيجيات التي تتبناها الحكومة.