المؤتمر الصحافي الذي عقده الدكتور علي راشد النعيمي

أعلنت اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر العالمي للأقليات المسلمة في المجتمعات غير المسلمة، إنشاء المجلس العالمي للأقليات المسلمة، ويكون مقره أبوظبي، استجابة لمطالبات قادة الأقليات المسلمة في مختلف دول العالم، لتكون أبوظبي الحاضنة لأول منصة تهتم بشؤون الأقليات المسلمة.

وجاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر العالمي للأقليات المسلمة في المجتمعات غير المسلمة في أبوظبي الإثنين، مشيرًا إلى أن المؤتمر من المقرر أن تستضيفه العاصمة الإماراتية، يومي 8 و9 مايو المقبل، ويحضره 500 مشارك ينتمون إلى أكثر من 140 دولة. ويعد الأول من نوعه في المنطقة وعلى مستوى العالم الإسلامي الذي يؤسس لمنصة تجمع الأقليات المسلمة، بحضور 340 ممثلًا الأقليات المسلمة.

وأشار المجلس إلى تلقي الكثير من الرسائل من شخصيات ومؤسسات تمثل الأقليات المسلمة في العالم تطالب باستحداث كيان عالمي يجمع الأقليات المسلمة، ويهدف إلى توضيح الصورة الحقيقية للإسلام، وحق المسلمين في ممارسة شعائرهم وفقًا لدولة القانون، ويكون مرجعية للأقليات فيما يتعلق بالقضايا والمشاكل التي تواجههم والفتاوى حسب الواقع الذي يعيشونه، ومسألة الولاء والمواطنة والضوابط والأحكام.

ويعمل المجلس من خلال قادة الأقليات المسلمة، ويعد فرصة للتحاور والتشاور ومناقشة مشاكلهم وتبادل الخبرات، وقطع الطريق أمام جماعات الإسلام السياسي التي اختطفت البعض، بما أضر بالصورة الصحيحة للإسلام، وأضر بالمسلمين في البلدان المختلفة.

وقال النعيمي، خلال المؤتمر الصحافي، إنه انطلاقًا من الرسالة الحضارية لدولة الإمارات الهادفة إلى نشر ثقافة السلم لتحقيق الأمن المجتمعي، وترسيخ قيم العيش المشترك والاحترام المتبادل بين شعوب العالم، وتعزيز التسامح والحوار بين أتباع الأديان وارتكازًا على طلبات كثير من قيادات مؤسسات الأقليات المسلمة، أعلنت اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر العالمي للأقليات المسلمة في المجتمعات غير المسلمة عن إطلاق منظمة دولية "المجلس العالمي للأقليات المسلمة"، مشيرًا إلى أن الجمعية التأسيسية ستنعقد إبّان المؤتمر العالمي للأقليات المسلمة في المجتمعات غير المسلمة والذي يعقد في أبوظبي مايو المقبل، ليكون المجلس بمثابة كيان مؤسساتي يعزز دور الأقليات المسلمة ويرتقي بممارساتها التطبيقية في مجتمعاتها، إلى جانب المحافل الدولية.
 
وأشار النعيمي إلى أن أكثر من نصف مليار مسلم - يعيشون حالة أقلية دينية وبشرية في بلدان متعددة الثقافات والأديان والأعراق، ومع ازدياد التحديات التي تواجه هذه الأقليات، برزت الحاجة المتزايدة لنشر ثقافة الاعتزاز بالانتماء الوطني والتفاعل مع بقية المكونات المجتمعية، علاوة على التحديات الفكرية التي تواجه تلك الأقليات، مثل تغلغل لتيارات الغلو والتطرف أو تصدي المشهد السياسي من طرف أحزاب عنصرية والكراهية للآخر، ما تطلب من الجميع تعزيز الجهود الهادفة إلى دمج تلك الأقليات في مجتمعاتها وتحصينها فكريًا وروحيًا وحمايتها من التمييز العنصري أو التطهير العرقي.

تصحيح الصورة
ولفت الدكتور النعيمي إلى الحاجة التي دعت إلى إطلاق مبادرة عالمية رائدة تساعد على تعزيز مفهوم المواطنة ونشر قيمها لدى أبناء الأقليات المسلمة، كمكوّن أساسي فاعل في تنمية بلدانها، من خلال العمل على تصحيح الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين تضمن للمنتمين لهذه الأقليات حقوقهم الطبيعية في ممارستهم شعائرهم وفق المضامين الأممية لحقوق الأقليات الدينية والعرقية مما يضمن حق المجتمعات في التعددية الثقافية والدينية.

وأضاف النعيمي، أن المجلس العالمي للأقليات المسلمة يعد مؤسسة دولية تهدف إلى تنسيق جهود مؤسسات الأقليات المسلمة المحلية والارتقاء بدورها الوظيفي من خلال تشجيع أفراد الأقليات المسلمة على المساهمة في نهضة دولهم، وتصحيح الصورة النمطية عن الإسلام والأقليات المسلمة، ولتجسير الهوة الفكرية والثقافية بين مكونات المجتمع الإنساني.

وأكد النعيمي أن المجلس لا يهدف أن يكون بديلًا عن المؤسسات المحلية العاملة في مجتمعات الأقليات المسلمة أو المؤسسات الحكومية، بل سيركز نشاطه على مساعدة هذه المؤسسات لوضع آليات تفعل دور الأفراد في خدمة أوطانهم، من خلال منصة تساعدهم على تبادل التجارب والعمل المشترك، ليتمكنوا من بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة في مجتمعاتهم مع الحرص على التعاون مع حكومات بلدان الأقليات المسلمة لتحقيق ذلك.

إطلاق المبادرات
ونوه الدكتور محمد البشاري، نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر العالمي للأقليات المسلمة في المجتمعات غير المسلمة بأن "المجلس العالمي للأقليات المسلمة" سيضطلع بمجموعة من المهام التي تعزز من ممارسات الأقليات المسلمة في الدول المختلفة، وزيادة فعالية أدائها تجاه أبنائها ومجتمعاتها، وذلك من خلال إطلاق عدد من المبادرات ذات العلاقة بأهداف المجلس، ومنها: الميثاق العالمي للأقليات المسلمة للحقوق والحريات، والخطة الإستراتيجية للنهوض بالدور الحضاري للأقليات الإسلامية.

وكشف الدكتور البشاري عن أن رؤية المجلس هي تفعيل الدور الحضاري للأقليات المسلمة لتعزيز قيم المواطنة والتعددية الثقافية، من خلال إبراز رسالته المتمثلة في تعزيز الشراكة من أجل سلامة الأوطان وأمنها، كما يهدف المجلس - وفق البشاري - إلى تعزيز التنسيق بين المؤسسات الناشطة في مجتمعات الأقليات المسلمة وتبادل الخبرات فيما بينها والتنسيق مع المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية والمحلية لخدمة رسالتها.

التعددية الثقافية
ويهدف المجلس، وفق الدكتور محمد البشاري، إلى العمل على تأصيل التعددية الثقافية واحترام الخصوصيات الثقافية والفكرية للأقليات المسلمة في العالم، والعمل على تعزيز قيم الاعتدال والحوار والتسامح والانتماء الوطني ونشرها، ونبذ التعصب الديني والكراهية للآخر، والتأكيد على تعزيز الحقوق المدينة والسياسية للأقليات المسلمة، باعتبارها حقًا أصيلًا من حقوق الإنسان وفًقا للمواثيق الدولية والوطنية. وأضاف أن اللجنة المنظمة للمؤتمر تؤمن بضرورة تأصيل خطاب ديني يساعد على تمكين مجتمعات الأقليات المسلمة من التوفيق بين مقتضيات الانتساب إلى الدين ومقتضيات الانتماء إلى الوطن، بما يكفل تعزيز قيم المواطنة لديها، بالإضافة إلى توعية الأقليات المسلمة من خطر الجماعات الدينية المتشددة ومواقعها الإلكترونية.

وقال الدكتور محمد البشاري "إن المجلس يهدف إلى تفعيل الآليات الأكاديمية والمهنية والقانونية والحقوقية للحد من الصور النمطية عن الإسلام والأقليات المسلمة في الإعلام"، علاوة على تأهيل الأسر والنساء والشباب والأطفال من الأقليات المسلمة في مجال التربية على المواطنة والاعتزاز بهويتهم الوطنية والثقافية والدينية والمساهمة في تنمية مجتمعاتهم. وأكد أن المجلس سيسلط الضوء على نجاحات أبناء الأقليات حول العالم. ونشر النماذج التي تعزز الممارسات الإيجابية والمساهمة الحضارية لأفراد الأقليات المسلمة من خلال تفاعلها المنفتح مع باقي مكونات مجتمعاتها، بالإضافة إلى إعداد وتهيئة القيادات في الأقليات المسلمة من خلال وضع النظم والبرامج المناسبة لتنمية وتطوير كفاءات الموارد البشرية والقادة بمختلف مؤسسات الأقليات المسلمة، وإطلاق منصات للتواصل بين قيادات الأقليات المسلمة ومد جسور التعاون فيما بينها.

اندماج الأقليات في الدول المقيمين بها
فيما صرح الدكتور علي النعيمي، إن أكبر تحد يتعلق بالأقليات المسلمة هو الاندماج في الدول التي يقيمون فيها، والالتزام بقوانين هذه الدول، مشيرًا إلى دعوة حكومات الدول التي يقيمون فيها للاستماع لهذه الأقليات والإسهام في حل معضلة عدم الاندماج، موضحًا أن عرض الأقليات لمشاكلهم وتبادل الخبرات خلال المؤتمر الذي ينعقد في أبوظبي يومي 8 و9 مايو المقبل، وإنشاء منصة لهم يعد نقلة مهمة في التعامل مع مشاكل الأقليات المسلمة.

وأبرز النعيمي أن قادة الأقليات المسلمة الذين سيحضرون المؤتمر أجمعوا على ضرورة إنشاء منصة جامعة للأقليات، وأبدت الإمارات موافقتها على ذلك خدمة ومساعدة للأقليات المسلمة، ولتوفير الدعم المطلوب لهم وتحقيق الاندماج الكامل، مشيرًا إلى الأقليات المسلمة ظلت لسنوات محط اهتمام وتجنيد جماعات الإسلام السياسي.
 
فيما بيّن الدكتور محمد البشاري أن المجلس سيكون فرصة لتبادل الخبرات بين الأقليات المسلمة والتباحث، والعمل على تعزيز قيم المواطنة والتواصل مع الحكومات لمساعدة الأقليات المسلمة لنيل حقوقها، وتحقيق الاندماج في المجتمعات التي تعيش فيها.