أبو ظبي ـ سعيد المهيري
حقّقت دولة الإمارات، على مدى الخمسة عشر عامًا الماضية، بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، نهضة شاملة وإنجازات تاريخية في المجالات كافة.وأكد بن زايد منجزات مرحلة التأسيس في خطابه في اليوم الوطني الثالث والثلاثين، الموافق للأول من ديسمبر/كانون الأول 2004، وهو الأول بعد توليه مقاليد الحكم بقوله:
“إن ما وصلت إليه بلادنا من مكانة ورفعة وعزة، وما تنعم به من طمأنينة ورخاء، هو ثمرة مسيرة طويلة من الجهد والمثابرة والعمل الشاق الدؤوب، قادها فقيدنا الكبير بحكمة وحلم وصبر، إذ سخّر كل ثروات البلاد، ونذر حياته لبناء الوطن وتقدّمه، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة، حتى أصبحنا على ما نحن عليه اليوم”.
ويحتل المواطن وتوفير الحياة الكريمة والمستقرة له الأولوية في فكر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومنذ توليه مقاليد الحكم، أطلق سموه مشاريع عملاقة تعزّز هذا الفكر، وتحوّله إلى واقع معيش يلمسه المواطن في حياته اليومية، من خلال مشاريع تضع الإمارات على عتبة نهضة شاملة في شتى المجالات.
ويحرص سموه على أن تنال المشاريع الإسكانية والصحية والتعليمية الأولوية، لضمان الاستقرار الأسري والاجتماعي، مع الأخذ بعين الاعتبار تطوير شبكات الطرق على مستوى الدولة لتسهيل التنقل.
ورفع مستويات الأمان والسلامة بما يتماشى مع النهضة الحضارية التي تشهدها الدولة، إذ تمّ تشكيل “لجنة متابعة تنفيذ مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة” لتطوير البنية التحتية التي خصّص لها 16 مليار درهم، لتنفيذ حزمة من المشاريع الحيوية في مختلف مناطق الدولة.
استراتيجية المستقبل
وفي عام 2007، أطلق سموه “استراتيجية المستقبل” ومبادرة الهوية الوطنية، ووجّه سموه في خطابه باعتماد عام 2008 عامًا للهوية الوطنية، ويؤمن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بأن الإنسان يمثل ركيزة أساسية في المشروع النهضوي لتحقيق الرفاهية والرخاء.
ويقول سموه: “إن الرفاه الذي نتطلع إليه لا يمكن تحقيقه أو ضمان استمراره من دون إنسانٍ منتمٍ ماهرٍ منتجٍ مثقفٍ ملتزم بالقيم والمثل والأخلاق، معتدٍ بعقيدته معتزّ بدولته وخصوصيته، قادر على قبول الآخر والانفتاح على ثقافته، فلا قيمة لوطنٍ من دون مواطنٍ، ولا نفع منه مهما ضمّت أرضه من ثروات وموارد، والمواطنة في حد ذاتها ليست امتيازًا إذا لم يقترن الانتساب إلى الدولة بولاءٍ مخلصٍ وانتماء صادق وعطاء متفانٍ”.
التلاحم الوطني
وجاء إطلاق مبادرة التلاحم الوطني تجسيدًا لدعوة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، في خطابه التاريخي بمناسبة اليوم الوطني الثامن والثلاثين في ديسمبر 2009، وقد عكست المبادرة حرص سموه على إحياء جميع الممارسات التي تعزز قيم التلاحم بين كل مكونات مجتمع دولة الإمارات، من أجل إرساء القيم والأخلاق العربية والإسلامية الفاضلة في أوساط المجتمع، وبناء الشراكة المجتمعية وإعلاء قيم المواطنة الصالحة.
وفي العيد الوطني الأربعين، أعلن سموه حزمة من المبادرات والقرارات التي تجسّد رؤاه الاستراتيجية في ترسيخ ثقافة المواطنة، وتعميق حب الوطن، وتأكيد الولاء له، وتعزيز التلاحم والتواصل القائم بين الشعب وقيادته.
السياسة الخارجية
وحققت دولة الإمارات العربية المتحدة مكانة إقليمية ودولية مرموقة على المسرح السياسي الدولي، بفضل الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبناء علاقات التعاون مع مختلف البلدان، تقوم على التعاون والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للآخرين.
وامتدّت من خلال المساعدات الإنمائية التي تقدّمها الدولة للدول النامية، الشقيقة منها والصديقة، لبناء جسور أوسع من التفاهم الإنساني والصداقة المتينة، ناهيك عن المساعدات الإغاثية التي عبّرت عن نهج راسخ للإمارات في إعلاء قيم التسامح والتعايش وتعزيز الحوار بين الحضارات والأديان، وهي تمدّ كذلك يد العون والمساعدة إلى المحتاجين من منكوبي الكوارث الطبيعية، أو تلك التي هي من صنع الإنسان من جراء الحروب والنزاعات، من دون تمييز بسبب اللون أو العرق أو العقيدة.
ثوابت
ومنذ تولى سموه رئاسة الدولة عام 2004، حققت السياسة الخارجية نجاحات متوالية اعتمادًا على الثوابت التي أرسى معالمها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة وباني نهضتها، على مجموعة من الثوابت الراسخة، تتضمن خدمة مصالح الوطن، والوقوف إلى جانب الحق والعدل في مختلف القضايا الدولية، والحكمة والاعتدال.
والالتزام بميثاق الأمم المتحدة، واحترام المواثيق والقوانين الدولية، وإقامة علاقات قوية مع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، واعتماد الحوار أساسًا لحل النزاعات الدولية، ودعم الاستقرار والسلم الدوليين.
وأصبحت الإمارات نموذجًا متفردًا في السياسة الخارجية للدول، ومن أبرز القوى الفاعلة ذات التأثير الإقليمي والعالمي لتكتسب الاحترام والتقدير في العالم كله، وصارت مقصدًا أساسيًا لقادة الدول المختلفة خلال زيارتهم منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي. وتواصل الدولة سياستها الخارجية بمنظومة قيم ثقافية وسياسية قوامها التسامح والاعتدال والوسطية والاحترام المتبادل والمشاركة الإيجابية بما يخدم التنمية مع مختلف دول العالم.
وقد أدت سياسة الدولة الخارجية إلى تبوّؤ الإمارات مصاف الدول المتقدمة على خريطة العالم، إذ حققت انفتاحًا واسعًا على العالم الخارجي، أثمر إقامة شراكات استراتيجية سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية وتربوية وصحية مع العديد من الدول في مختلف قارات العالم، بما عزز المكانة المرموقة التي تتبوأها الإمارات في المجتمع الدولي.
وحققت دبلوماسية دولة الإمارات انفتاحًا واسعًا على العالم الخارجي، أثمر إقامة شراكات استراتيجية سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية وتربوية وصحية مع العديد من الدول في مختلف قارات العالم، وتمكنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي أخيرًا من الحصول على إعفاءات التأشيرة المسبقة من 179 دولة حول العالم أو ما يعادل 90%.
العمل العربي المشترك
أولى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظة الله، العمل العربي المشترك اهتمامًا خاصًا، انطلاقًا من رؤية سموه بارتباط الإمارات بمحيطها العربي، وحرصها على أمن منظومة الدول العربية واستقرارها.
وقد كانت توجيهات سموه بمدّ يد العون والمساعدة إلى الأشقاء في أغلب الدول العربية. وركّزت الإمارات في علاقاتها الدولية على البلدان العربية والإسلامية، وكان من بين الأولويات التي نالت اهتمام سموه القضية الفلسطينية والعمل العربي المشترك.
بناءً على توجيهات قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة حفظة الله، برز اهتمام خاص بمسائل تعزيز العمل الخليجي المشترك والتضامن العربي، والتعاون الدولي لما فيه خير البشرية والإنسانية جمعاء.
وقد تجلّت هذه المواقف في الزيارات الرسمية لرئيس الدولة لأشقائه قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقادة العرب، ولعدد من الدول الصديقة، وحرص سموه على حضور القمم الخليجية والعربية، كما تجلّت في تصريحات صاحب السمو رئيس الدولة لوسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية.
قد يهمك ايضا