جانين آنييز تعلن نفسها رئيسة انتقالية

أعلنت زعيمة المعارضة في بوليفيا جانين آنييز، نفسها رئيسة مؤقتة للبلاد عقب استقالة الرئيس إيفو موراليس، ومغادرته إلى المكسيك "خوفًا على حياته".واستغلت آنييز، السياسية التي تنتمي إلى اليمين، غياب أعضاء حركة موراليس عن المجلس وكذلك سلسلة استقالات يوم الثلاثاء، لتسيطر على الموقف وتعلن نفسها رئيسة انتقالية للبلاد.

وقالت إنها ستتولى منصب الرئيس مؤقتا لحين إجراء انتخابات جديدة، لكن موراليس أدان هذا الإعلان ووصفها بأنها "سيناتور يميني تشجع الانقلاب".وكان موراليس قد وصل إلى المكسيك على متن طائرة تتبع سلاح الجو المكسيكي، وقال إنه طلب اللجوء فيها نظرا "لوجود خطر على حياته".واجتمع مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء لحل أزمة فراغ السلطة، وتم استدعاء الأعضاء للتصديق على استقالة موراليس وتعيين آنييز في منصب الرئيس المؤقت الانتقالي.

وقالت آنييز، إنها الشخص الذي يجب أن يتولى السلطة وفقا للدستور، وهي واثقة من أن أعضاء مجلس الشيوخ سيصوتون لتعيينها من أجل "إنهاء هذا الغموض والتخريب وعدم الاستقرار في البلاد".

 

لكن خطط آنييز واجهت تشكيكا ومعارضة من جانب حركة الرئيس موراليس من أجل الاشتراكية (MAS)، التي قالت قاطعت التصويت، ما يعني أن النصاب القانوني للمجلس لم يكتمل.

 

 

 

واستقال موراليس من منصبه، يوم الأحد، بعد أسابيع من الاحتجاجات الشعبية ضده عقب إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية التي أثارت نتائجها جدلا في البلاد.

 

 

وحضر موراليس مؤتمرا صحفيا موجزا في المطار عقب هبوطه من طائرة مكسيكية أقلته إلى مكسيكو سيتي، وقال إنه "أُجبر على التنحي، لكنه فعل ذلك عن طيب خاطر حتى لا يكون هناك المزيد من سفك الدماء".

 

وأضاف الزعيم اليساري إنه والحكومة البوليفية "ممتنون للغاية" للرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، وقال إنه "أنقذ حياته".

وأكد موراليس أنه طالما ظل على قيد الحياة فسوف يظل يمارس السياسة كما أن "المعركة مستمرة". وتابع "لكل شعوب العالم الحق في تحرير أنفسهم من التمييز والإذلال".

 

ومن جانبه قال وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إبرارد، إن موراليس قد وصل "بأمان" إلى البلاد، ونشر تغريدة لصورة الطائرة التي حملته إلى المكسيك.

 

تم انتخاب موراليس، وهو مزارع، رئيسا لأول مرة في عام 2006، فأصبح أول زعيم للبلاد من السكان الأصليين.

 

وحصل على الإشادة لجهوده في محاربة الفقر وتحسين الاقتصاد في بوليفيا، لكنه أثار جدلا بتخطيه الحدود الدستورية والترشح لولاية رابعة في انتخابات رئاسية أكتوبر/تشرين أول الماضي. وهناك مزاعم بوجود الكثير من المخالفات خلال الانتخابات.

 

رحلة "الخطة البديلة"

ظهر موراليس مبتسما ورفع قبضته في الهواء عند مغادرته الطائرة في مطار مكسيكو سيتي الدولي، يوم الثلاثاء.

 

لكن السلوك المتفاءل للرئيس المستقيل جاء مخالفا للصعوبات والمخاطر التي شهدتها رحلته من بوليفيا إلى المكسيك وعملية إخراجه من مدينة كوتشابامبا البوليفية، التي لجأ إليها بعد إعلان استقالته.

 

في البداية أرسلت المكسيك طائرة تابعة لسلاح الجو لإخراج موراليس من بوليفيا، وتوقفت أولا في دولة البيرو للتزود بالوقود وانتظرت للحصول على إذن لدخول المجال الجوي البوليفي.

 

ولكن بمجرد هبوط الطائرة في بوليفيا تلقت إخطارا من البيرو بعدم السماح لها بالعودة إليها والتوقف فيها للتزود بالوقود "لأسباب سياسية".

 

وكشف وزير الخارجية المكسيكي أن هذا التوقيت فرض على الحكومة المكسيكية أن تضع خطة بديلة "ب"، لإخراج موراليس سالما ونقله إلى المكسيك.

 

وقال الوزير إبرارد: "كان الموقف صعبا للغاية ومتوترا جدا، لأن الوضع كان معقدا في المطار حيث كان إيفو موراليس ينتظر".

 

بعد مفاوضات مع دول عدة في المنطقة، حصلت الطائرة على إذن للتزود بالوقود في باراغواي قبل أن تصل إلى المكسيك عبر البرازيل والبيرو.

 

ما هي أحدث التطورات في بوليفيا؟

واندلعت الاضطرابات مرة أخرى في شوارع لاباز، العاصمة الإدارية في بوليفيا، ووقعت اشتباكات مؤيدة للزعيم الاشتراكي مع قوات الأمن، بينما كان موراليس يستعد لمغادرة البلاد.

 

فقد أمر القائد العسكري في بوليفيا قوات الجيش بدعم الشرطة التي حثت بدورها السكان على البقاء في منازلهم في محاولة لإنهاء العنف.

 

وحذر الاتحاد الرئيسي لنقابات بوليفيا، يوم الثلاثاء، بأنه سيبدأ إضرابا لأجل غير مسمى إذا لم يستعد قادة البلاد النظام الدستوري والسلام في غضون 24 ساعة.

 

كيف وصلت الأمور إلى هذه النقطة؟

تزايد الضغط على موراليس منذ فوزه بفارق ضئيل في الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي.

 وشككت منظمة الدول الأمريكية في النتيجة، وقالت المنظمة الإقليمية في أمريكا اللاتينية إنها وجدت "تلاعبا واضحا"، ودعت إلى إلغاء النتيجة.

ردا على ذلك، وافق موراليس على إجراء انتخابات جديدة. لكن منافسه الرئيسي، كارلوس ميسا، الذي احتل المرتبة الثانية في التصويت، طالب بضرورة استبعاد موراليس من خوض انتخابات جديدة.

وتدخل الجيش وطلب قائده الجنرال ويليامز كليمان، من الرئيس موراليس التنحي لصالح السلام والاستقرار.

وبالفعل أعلن موراليس عن استقالته، وقال إنه اتخذ القرار لحماية رفاقه من القادة الاشتراكيين من "المضايقات والاضطهاد والتهديد". كما وصف إقالته بأنها"انقلاب".