عدن ـ عبدالغني يحيى
نجا مسؤول عسكري بارز مِن محاولة اغتيال في مدينة مأرب (شرقي اليمن) مساء السبت، وقال مصدر أمني إن صاروخا موجّها غير معروف مصدره استهدف سيارة مدير دائرة المشاة في وزارة الدفاع العميد الركن حيدر محفل، أثناء مروره أمام شركة الغاز في مدينة مأرب.
وأكد المصدر أنّ العميد محفل نجا من محاولة الاغتيال، بينما أصيب عدد مِن مرافقيه بجروح مختلفة.
على جانب آخر، شنّت مقاتلات التحالف العربي عددا من الغارات الجوية على مواقع الميليشيات الحوثية في مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء، واستهدفت الغارات تجمعات وتعزيزات للميليشيات في التباب السود، ومنطقة محلي، ومواقع أخرى في جبهة الميسرة.
وأدت الغارات إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات علاوة على تدمير 3 مدافع وعربات وأطقم قتالية.
في غضون ذلك قصفت مقاتلات التحالف العربي السبت، تجمعات وتعزيزات لميليشيا الحوثي الانقلابية جنوبي شرق محافظة تعز.
واستهدفت الغارات مواقع للميليشيا الحوثية أسفل نقيل مديرية الصلو، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الميليشيات الحوثية، وتدمير آليات ومعدات قتالية.
وفجّر انتحاريان سيارتين مفخختين، السبت، في البوابة الرئيسية لمقر "قوات مكافحة الإرهاب" اليمنية في مدينة عدن (جنوب) بالتزامن مع محاولة فاشلة لاقتحام المقر الأمني من قِبل مسلحين شاركوا في الهجوم، وأدى الهجوم المزدوج، الذي تبنّاه على الفور تنظيم داعش، إلى مقتل 5 أشخاص، حسب مصدر أمني، وجرح نحو 31.
وتوعّد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في اتصال هاتفي مع وزير الداخلية أحمد الميسري، وآخر مع مدير أمن عدن شلال شايع، بملاحقة المتورطين في الهجوم، وقال إن تلك العمليات لن تثني الشرعية عن الاستمرار في مكافحة الإرهاب في اليمن.
وأفاد شهود ومصادر أمنية بأن الانتحاري الأول فجّر سيارته المفخخة في البوابة الخارجية لمقر "قوات مكافحة الإرهاب" الواقع في حي الساحل الذهبي في مديرية التواهي جنوبي مدينة عدن، قبل أن يتبعه الانتحاري الآخر بتفجير سيارة ثانية.
وأضافت المصادر أن "نحو 7 مسلحين آخرين ملثمين باشروا بإطلاق النار من أسلحتهم الرشاشة عقب التفجيرين، في محاولة لاقتحام المقر، إلا أن عناصر الأمن وحراس المقر تمكنوا من إحباط المحاولة بعد تبادل كثيف لإطلاق النار".
وأدى الهجوم، حسب مصادر طبية، إلى مقتل 6 أشخاص بينهم طفل وإصابة نحو 35 آخرين من عناصر الأمن ومرتادي الساحل من المدنيين، كما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة بالمباني المجاورة والسيارات المركونة في الجوار.
وتداول ناشطون صورا لآثار الهجوم، في وقت هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان لنقل الجرحى إلى مشافي المدينة، وسط ترجيحات بارتفاع عدد القتلى نظرا إلى الإصابات البالغة التي لحقت ببعضهم.
وتشهد المدينة، منذ دحر ميليشيات الحوثيين منها قبل نحو عامين، هجمات انتحارية وتفجيرات تستهدف المقرات الأمنية، يقف خلفها الفرع اليمني من تنظيم داعش ومسلحو تنظيم القاعدة، إلى جانب عمليات اغتيال طالت العديد من عناصر الأمن والقوات الحكومية والقيادات الحزبية. وقبل يومين أنهت قوات الجيش اليمني بدعم من التحالف العربي عملية عسكرية غربي مدينة المكلا في محافظة حضرموت تخلصت خلالها من آخر جيوب لمسلحي "القاعدة" في وادي المسيني.
وقال مدير أمن مدينة عدن شلال شايع، في تصريحات أعقبت الهجوم، إن قوات الأمن أحبطت مخطط المسلحين من الهجوم الإرهابي الذي استُخدم فيه تفجير سيارتين مفخختين وعدد من المسلحين وصفهم بـ"الانغماسيين" حاولوا الاقتراب من المبنى الأمني. وأضاف أن "يقظة رجال الأمن في (الكتيبة الثانية عاصفة) أفشلت المخطط وتمت تصفية الانغماسيين الإرهابيين عل الفور قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى البوابة الخارجية لمقر مكافحة الإرهاب".
وأفاد شايع بأن 5 قتلى سقطوا في الهجوم بينهم طفل و31 جريحا من المدنيين من مرتادي الساحل المقابل لمقر إدارة مكافحة الإرهاب بينهم 7 جرحى من أفراد "الكتيبة الثانية عاصفة" الموجودة قبالة المقر الأمني.
ووصف الرئيس اليمني الهجوم بـ"الجبان والغادر والإرهابي"، وقال في اتصال هاتفي مع وزير الداخلية أحمد الميسري إن "العناصر الإرهابية ومَن يُساندها تحاول من خلال الهجوم عبثا أن تعكر صفو الأمن والاستقرار الذي تشهده العاصمة المؤقتة عدن".
وذكرت وكالة "سبأ" الحكومية أنّ الرئيس هادي "وجّه بمتابعة حيثيات العمل الإرهابي الجبان، وأخذ المعلومات والتحريات من الأجهزة الأمنية المعنية ومتابعة خيوطها ومن يقف خلفها".