دبى ـ صوت الأمارات
أوضح الدكتور عوني الخصاونة مدير المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة الأمين العام للاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك ، أن مشروع «مسبار الأمل» خطوة جديدة نحو التقدم العلمي والتقني ليس فقط للإمارات، وإنما لجميع الدول العربية، خصوصاً أن هذه الصناعات تحتاج إلى كيان وطاقم علمي يضم كل المتخصصين في مجالات متعددة.بالإضافة إلى بنية تحتية تكنولوجية قوية من خدمات الإنترنت والشبكات اللاسلكية وتكنولوجيا البرمجة الحديثة.وأشار إلى أن برنامج الإمارات الفضائي يتميز بأنه متنوع ومستدام، ويتضمن العديد من المشروعات المهمة المختلفة، مثل تصنيع أقمار صناعية بأيد وطنية، وإعداد أجيال من رواد فضاء إماراتيين، من خلال برنامج الإمارات لرواد الفضاء.
والذي نجح في إطلاق مهمة «طموح زايد»، وإرسال رائد الفضاء هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، فضلاً عن مشروع مسبار الأمل، وخطة بناء أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر بحلول 2117، وإطلاق مهمة الإمارات لاستكشاف القمر.وأضاف أن الإمارات دولة فتية في قطاع الفضاء، وأنها أثبتت أن لديها القدرة الكبيرة على تحديد الأهداف الاستراتيجية في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء والكفاءة العالية في تحقيق هذه الأهداف، لافتاً إلى أن مشروعات الدولة المتعددة تعكس الرؤية المستقبلية لاستشراف آفاق أكبر من النجاح في هذا القطاع، وذلك بفضل دعم القيادة الإماراتية لقطاع الفضاء.
وتابع أن تطور قطاع الفضاء الإماراتي من شأنه توفير العديد من فرص العمل للشباب الإماراتي والعربي، واستقطاب العلماء العرب من الدول المتقدمة لتطوير هذه البرمجيات، ما يساعد على إيجاد كوادر عربية علمية قادرة على مواكبة التسارع في علوم وتكنولوجيا الفضاء.مبيناً أنه وعلى الصعيد الاقتصادي فإن صناعة الأقمار الصناعية مثلاً تعتبر واحدة من أكثر الصناعات المربحة في العالم، إذ تقدر أرباح مبيعاتها إلى ما يقرب 400% من التكلفة الأصلية.
تعاون عربي وأكد أهمية التعاون بين الدول العربية في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء لأنه يعتبر ضرورة حتمية، إن أردنا النجاح للمشاريع الفضائية العربية، سواء كانت ذات غايات علمية بحتة أم تطبيقية.مشيراً إلى أن مشاريع الفضاء مكلفة للغاية من الناحية المادية، كما أنها تحتاج إلى خبرات بشرية عالية الاختصاص وشديدة التنوع، ما قد لا تملكه دولة بمفردها، وأنه حتى الدول الفضائية الكبرى تتعاون مع دول أخرى في سبيل تحقيق مشاريعها الفضائية المختلفة، وذلك على سبيل توزيع الكلف المادية والاستفادة من الخبرات البشرية في الدول المتعاونة.
وشرح الأهمية الكبيرة لمشروع مسبار الأمل وأنه خطوة أولى مهمة على نحو بناء مدينة على المريح خلال مئة عام، وأنه على يقين بأن هذا المشروع سيكون له أصداء علمية عالمية للتعرف إلى العديد من أسرار الكوكب الأحمر، متمنياً التوفيق للإمارات وللمهمة التي ستنعكس إيجابياتها على المجتمع العلمي، وآملاً في الوقت ذاته أن تحذو العديد من الدول العربية حذو الإمارات في برامجها الفضائية.تحديات متعددة وتطرق إلى التحديات التي تواجه مهمات استكشاف الكواكب الأخرى وأعماق النظام الشمسي.
والتي تشمل تعرض المركبة إلى جرعات عالية من الإشعاع في الفضاء، كالأشعة السينية وأشعة غاما والرياح الشمسية.حيث إن بعضها آتٍ من أعماق الفضاء السحيق كالأشعة الكونية، وأن مثل هذه الإشعاعات، وخصوصاً ذات الطاقات العالية جداً، قد تتسبب في تلف بعض الأجهزة الإلكترونية على متن المركبة، على الرغم من وجود حماية إشعاعية، بالإضافة إلى تأخر الاتصالات مع الأرض، وذلك بسبب محدودية سرعة الأمواج الراديوية المستخدمة في الاتصالات والتي تبلغ سرعة الضوء.
وبين أن التحدي الأكبر لمسبار الأمل، هو وضعه في مداره حول كوكب المريخ، حيث ينبغي إبطاء سرعة المسبار من خلال إطلاق محركات الدفع النفاث حتى تتمكن جاذبية المريخ من إدخال المسبار في مدار حول الكوكب، فإذا بقيت السرعة أكبر من سرعة معينة، فسوف يتابع المسبار مسيره متجاوزاً المريخ، وإذا هبطت سرعة المسبار أكثر مما يجب، فمن الممكن أن يسقط المسبار على سطح المريخ، وهذه العملية أكثر تعقيداً وحساسية بالنسبة للمسبار.امتلاك التكنولوجياوقال الدكتور الخصاونة: إن هناك تحديات مشتركة تواجه تطور ونمو قطاع الفضاء في الدول العربية.
تضمن مسألة التمويل، وضعف الإدراك العام بأهمية القطاع، ومتطلبات بناء الكوادر البشرية، ونقل المعرفة، والتعاون على المستوى الإقليم، كما أن من أبرز التحديات التي تواجه العرب في صناعة الفضاء، امتلاك التكنولوجيا المركبة بالنسبة لدولة واحدة، ما يوجب العمل معاً لامتلاكها، إلى جانب تحدي تبادل المعارف والخبرات والبرامج لمصلحة الشعوب العربية.
قد يهمك ايضا:
سفيرا الدولة لدى روسيا والصين يؤكد مسبار الأمل مشروع رائد يعكس رؤية الإمارات