عدن - عبدالغني يحبى
هزَّت انفجارات عنيفة صباح اليوم الثلاثاء، شمال العاصمة اليمنية صنعاء جراء سلسلة غارات جوية تشنها مقاتلات التحالف العربي منذ الاثنين على مواقع ميليشيات "الحوثي وصالح".
واستهدفت الغارات معسكر الحرس الجمهوري في مديرية أرحب ومواقع أخرى للميليشيات في مديرية بني حشيش.
ولم تتضح بعد الخسائر التي خلفها القصف فيما لا تزال مقاتلات التحالف تحلق في أجواء المنطقة بشكل كبير.
وأحبط طيران التحالف محاولة للميليشيات إطلاق صاروخ باليستي من معسكر اللواء التاسع جنوب مدينة عمران باتجاه الأراضي السعودية.
وأكدت المصادر أن الطيران قصف منصة الإطلاق الصاروخ قبيل إطلاقه، فيما أشار سكان محليون إلى أن انفجارات عنيفة هزت المعسكر وأنحاء مختلفة في محيط عمران، حيث قصفت طائرات التحالف مواقع أخرى للميليشيات في المرتفعات المحيطة بالمدينة.
وأكد شهود عيان أن نحو 20 غارة استهدفت معسكر اللواء 62 حرس جمهوري في منطقة الفريجة، وذلك بالتزامن مع حدوث مواجهات بين الجيش الوطني والمقاومة مع الميليشيات عند الأطراف الجنوبية الشرقية لمنطقة أرحب.
وذكر مصدر عسكري أن قوات التحالف والجيش الوطني والمقاومة الشعبية سيطرت على جبل صلافيح الفقيه المطل على قرى بني فرج، وألحقت الهزيمة بميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في مواجهات عنيفة قرب تبتي القرابيع والركب ثم تقدمت باتجاه الطريق العام في جبهة نهم شمال شرقي صنعاء.
وحسب الجيش الوطني، فان الميليشيات شنت هجمات فاشلة على جبل المنارة قوبلت برد قاس من الجيش والمقاومة، وكبدت الميليشيات خسائر بشرية كبيرة. ثم بدأ الجيش والمقاومة تأمين وتمشيط المناطق التي تم تحريرها ومطاردة بقايا الميليشيات والتعامل مع القناصة والألغام التي زرعها الانقلابيون قبل فرارهم.
وكثف التحالف غاراته الجوية شمال وشرق صنعاء، منذ الاثنين، حيث شنت مقاتلاته أكثر من 30 غارة جوية على مواقع متفرقة يسيطر عليها الحوثيون وقوات صالح في مديريات أرحب وبني حشيش ونهم، التابعة لمحافظة صنعاء. ويأتي ذلك، وسط استمرار المعارك بشكل عنيف بين مسلحي الميليشيات من جهة، والقوات الموالية للشرعية مدعومة بقوات التحالف من جهة ثانية، في مديرية نهم (40) كم شرق صنعاء.
و سقط عشرات القتلى والجرحى في غارات جوية استهدفت مبنى الأمن السياسي وموقع للدفاع الجوي قرب ميناء الحديدة.
واستهدف طيران التحالف البوابة الشرقية لميناء الحديدة والدفاع الجوي بـ5 غارات وغارة على مبنى الأمن السياسي مما أدى إلى اندلاع حرائق وجرح العشرات من الجنود والسجناء، فيما تم إغلاق شارع الستين بالكامل وسمع تبادل إطلاق نار حول المبنى.
وفر العشرات من المحتجزين من السجن فيما أطلق جنود الأمن السياسي والحوثيون النار في محاولة لمنعهم من الفرار.
وفي تعز، شنت طائرات التحالف 3 غارت على مطار تعز الدولي وأكثر من 7 غارات أخرى على معسكر العمري، في مديرية ذوباب غرب تعز على ساحل البحر الأحمر.
واستهدفت 6 غارات معسكر اللواء 22 التابع للحرس الجمهوري السابق، شرق المحافظة بينما شن التحالف غارات أخرى على "جبل النار" بين مدينة المخا والمدينة.
كما استهدف القصف مركز مديرية موزع، واستهدف طيران التحالف مقر اللواء " 310 " الذي يسيطر عليه الحوثيون منذ يوليو/تموز من العام قبل الماضي والواقع جنوب مدينة عمران شمال اليمن بـ4 غارات.
وشنت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية غارتين على معسكر القوات الخاصة والأمن المركزي المجاور لمعسكر اللواء " 310 " في المدينة.
ونفذ الطيران الأميركي من جهته، 12 غارة قتالية على مواقع تنظيم "داعش" في مدينة سرت الليبية مساء الاثنين.
وأعلن رئيس غرفة عمليات الطوارئ لسلاح الجو التابع لعمليات "البنيان المرصوص" العميد مختار فكرون أن عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الأميركية الاثنين، ضد مواقع "داعش" في سرت وصلت إلى 12 غارة.
وأشار فكرون إلى أن الضربات استهدفت تمركزات مسلحي التنظيم وآلياتهم، وأضاف أن الطائرات قصفت أيضا سيارة مفخخة بالطريق المجاور لمجمع فنادق سرت للضيافة، كانت بصدد استهداف قوات "البينان المرصوص"، مؤكدا تدميرها ومقتل اثنين من عناصر التنظيم كانوا يستقلونها أحدهما من ذوي البشرة السمراء.
وذكر فكرون أن بين الأهداف التي قصفها الطيران الأميركي تمركزات أخرى للتنظيم بالحي السكني رقم 1 وعمارات جامعة سرت ومصرف الوحدة والمتنزه العائلي.
وأعلن الناطق باسم عمليات "البنيان المرصوص" العميد محمد الغصري انتهاء الاستعدادات لحسم المرحلة النهائية من الحرب على تنظيم "داعش" في مدينة سرت، بعد أيام من دخول الولايات المتحدة للمساندة في قتال التنظيم الذي يسيطر على المدينة منذ يونيو/حزيران الماضي.
وقال العميد الغصري إن الضربات الجوية الأميركية ضد أهداف لتنظيم "داعش" في سرت لها تأثير إيجابي كبير على الأرض، لافتا إلى أن "نحو 90% من المدينة أصبح تحت سيطرة البنيان المرصوص"، وأن مسلحي تنظيم "داعش" محاصرون في مسافة 5 كيلومترات.
أكد مصدر يمني مسؤول في مطار صنعاء الدولي، اليوم الثلاثاء، تعليق كافة الرحلات الجوية من وإلى المطار، لمدة ثلاثة أيام. وقال المصدر، في تصريح صحافي، إنه “تم تعليق جميع الرحلات الجوية والمتوجهة من وإلى مطار صنعاء ابتداء من اليوم، جراء تدهور الوضع الأمني في المدينة”.
وأضاف: هناك خطورة على مطار صنعاء نتيجة تجدد الغارات الجوية التي تشنها مقاتلات التحالف العربي، ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في صنعاء واقتراب المواجهات المسلحة منها.
ووجهت قيادة التحالف العربي، بلاغًا للأمم المتحدة، أعلنت فيه عن إيقاف الرحلات الجوية من والى مطار صنعاء لمدة 72 ساعة. وقال البلاغ: “نظرًا لما يتطلبه الوضع الراهن، تم تعليق جميع الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء لمدة 72 ساعة بشكل مبدئي، ويسري ذلك من اليوم حتى إشعار آخر.
وفي أبوظبي، استقبل ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مساء الاثنين، رئيس الوزراء اليمني، أحمد عبيد بن دغر، الذي يزور الإمارات. ورحب الشيخ محمد بن زايد برئيس الوزراء اليمني، وأشاد بمتانة العلاقات الأخوية القائمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية اليمنية.
وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الأخوية والتعاون المشترك، وما يشهده من تطور ونمو بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين والشعبين الشقيقين. واطلع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من رئيس الوزراء اليمني على تطور الأوضاع على الساحة اليمنية وآخر المستجدات العسكرية في ضوء ما تحققه قوات الشرعية من تقدم في عدد من الجبهات.
كما استعرض التطورات السياسية، خاصة ما وصلت إليه جولة المشاورات بين أطراف الأزمة اليمنية في دولة الكويت، إضافة إلى العمليات الإنسانية والإغاثية التي تجري حاليا في أكثر من منطقة.
وأكد ولي عهد أبوظبي وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، إلى جانب الشعب اليمني حتى يتمكن من تجاوز التحديات الأمنية والاقتصادية ويحقق التطلعات الوطنية في إعادة بناء ما دمره المتمردون على الشرعية.
كما أشار إلى أن دولة الإمارات مع كافة خطى قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في سعيها لعودة الأمن والشرعية لليمن ودحر الكيانات المتمردة و الانقلابية التي تسبب الدمار والخراب وتهدد أمن واستقرار المنطقة، والعمل على فتح آفاق التسوية السلمية للوصول إلى حل سياسي شامل يضع حدا لمعاناة الشعب اليمني.
وقال إن الإمارات تسعى إلى توفير المساعدات الإنسانية وتأمين الاستقرار والأمن لكافة ربوع اليمن والمساهمة في بناء المؤسسات الوطنية والاقتصادية والاجتماعية حتى تؤدي دورها المنشود في تلبية المتطلبات الأساسية للشعب اليمني، ليواصل طريقه نحو البناء والتنمية والازدهار.
من جانبه، أعرب بن دغر عن شكره وتقديره للإمارات العربية لوقوفها المشرف والتاريخي إلى جانب الشعب اليمني ومساندتها الصادقة وتضحياتها النبيلة في مساندة ومساعدة إخوانهم في اليمن.
وجدد شكره للمساعدات الإنسانية التي قدمتها دولة الامارات العربية المتحدة للشعب اليمني.
وأكد الجانبان، خلال اللقاء، دعم جهود الأمم المتحدة في مساعيها من خلال المفاوضات التي تجريها بين الأطراف اليمنية.