جندي روسي في احد التدريبات العسكرية في صربيا

فاز المرشحون الموالين لروسيا في الانتخابات الرئاسية، الشهر الماضي، في مولدوفا وبلغاريا.في انتصار آخر للكرملين، فيما تخلى الاتحاد الأوروبي عن فكرة ضم منطقة البلقان، وترك المجال مفتوحًا لبوتين.وتعد مصلحة الكرملين في البلاد جزءًا من عملية استعراض عضلات روسيا في جميع أنحاء شرق أوروبا؛ بيد أنه يدعم الأحزاب السياسية هناك ويشن مناورات عسكرية ويخلق مركزًا "إنسانيًا" غامضًا في صربيا، والذي يرتاب فيه حلف شمال الأطلسي "الناتو" بأنه غطاءً للتجسس.

وحسب ما ذكر تقرير سري أصدره الـ"ناتو"، الأسبوع الماضي، واطلعت عليه صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، فهناك مخاوف في الغرب حول نشاطات الكرملين في البلقان، والتي اشتهرت لفترة طويلة بأنها نقطة ضعف أوروبا، وهو ما يدق ناقوس الخطر حول الأنشطة الروسية الرامية إلى "زعزعة الاستقرار" في المنطقة، كجزء من جهود روسيا في تأكيد نفسها على الساحة العالمية.

يتهم التقرير روسيا بإقامة علاقات مع النخب السياسة في البلدان المستهدفة، ودعم جماعات ومنظمات معادية للغرب، وإتاحة لها منابر في الإعلام وقطاعات الطاقة، لافتًا إلى أنه ينبغي على "الناتو" العمل مع الاتحاد الأوروبي للتصدي إلى "التضليل الروسي" ومساعدة دول البقان في تعزيز قدرتها على "الوقوف" في وجه نفوذ الكرملين "الشريرة". ولما كانت أعداد المسلحين في مونتينغرو أو (الجبل الأسود) -أصغر الجمهوريات الست التي كانت جزءًا من يوغوسلافيا الاشتراكية قديمًا-نحو 2000 شخصًا، فإن مساهمة الجبل الأسود في الناتو ستكون ضئيلة للغاية، فيما يتعرض أعضاء الناتو لضغوطًا من الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، من اجل زيادة الإنفاق العسكري إلى 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. 

وأشار التقرير إلى أن المزايا السياسية والاستراتيجية الناجمة عن انضمام البلقان إلى "الناتو" والاتحاد الأوروبي على حد سواء، كبيرة للغاية. وتعتبر الجبل الأسود الدولة الوحيدة في ساحل البحر المتوسط الأوروبي، التي لا تنضم إلى "الناتو"، ووصفها مصدر حكومي بأنها "القطعة الأخيرة" من منطقة " لم يطالب بها أحد"، والتي تقع من اليسار من لشبونة إلى ميناء اللاذقية السوري. وفي نفس الصدد، قال السفير البريطاني السابق لدى "الناتو"، السير آدم تومسون إن "غرب البلقان سيكون دائرة الصراع المقبل في أوروبا". وأوضح التقرير أن اهتمام روسيا بالميناء المسالم الذي يقع في البحر الأبيض، أصبح واضحًا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حينما جاهدت الطراد "الأميرال كوزنيتسوف" الحامل للطائرات للتزود بالوقود في طريقه من روسيا إلى سورية.