دمشق ـ نور خوام
قصفت القوات الحكومية السورية أماكن في منطقة حرستا في غوطة دمشق الشرقية، واستهدفت منطقة في مزارع بلدة جسرين في غوطة دمشق الشرقية، وفتحت نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في مزارع بلدة المحمدية في الغوطة الشرقية، بينما دارت اشتباكات، في محور بلدة القاسمية وأطراف بلدة حرزما في منطقة المرج في الغوطة الشرقية، وتجددت الاشتباكات في حي جوبر عند الأطراف الشرقية للعاصمة، بالتزامن مع استهدافات متبادلة، بينما فتحت الفصائل الإسلامية نيران قناصتها على تمركزات للقوات الحكومية في أطراف حي جوبر.
ونفذت الطائرات الحربية غارات عدّة، استهدفت أماكن في بلدة التمانعة الواقعة في الريف الجنوبي لإدلب، وأكدت مصادر متقاطعة أن الضربات، التي نفذتها طائرات حربية بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، على مدينة إدلب، استهدفت مبنى الهلال الأحمر الواقع في فندق الكارلتون في المدينة، ما تسبب في سقوط عدد من الجرحى من كوادر فريق الهلال الأحمر من ضمنهم رئيس القسم، فيما لا تزال المعلومات متضاربة بشأن هوية الطائرات التي استهدفت المبنى، وإذا كانت طائرات قادمة من وراء الحدود، أم أنها طائرات أقلعت من مطارات في مناطق سيطرة القوات الحكومية.
وتتواصل الاشتباكات في أطراف القلمون الشرقي في ريف دمشق، بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، وتتركز المعارك في محيط منطقة مطار السين العسكري، وعلى طريق الضمير – التنف، وسط قصف متبادل بين الجانبين، وتفجيرات تهز المنطقة بين الحين والآخر، وأسفرت الاشتباكات المستمرة لليوم الرابع على التوالي في المنطقة آنفة الذكر، عن سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الجانبين، وارتفع إلى 25 على الأقل بينهم 4 ضباط، عدد عناصر القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها ممن قتلوا في هذه الاشتباكات والتفجيرات والاستهدافات، فيما ارتفع إلى 22 على الأقل عدد عناصر "داعش"، ممن قتلوا منذ هجومهم في الـ 29 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2017.
وتمكنت القوات الحكومية من تحقيق التقدم والسيطرة على قرية أم رمان الواقعة على طريق الضمير – التنف، وعلى بعد نحو 20 كلم إلى الشمال من مطار السين، ويسعى تنظيم "داعش"، من خلال هجماته إلى تخفيف الضغط عن الجبهات المشتعلة بين القوات الحكومية والتنظيم في الريف الشرقي لحمص، والتي تحاول قوات الحكومية تحقيق تقدم على حساب "داعش"، الذي نفذّ هجمات في المنطقة، وسيطر على مدينة تدمر، ومساحات واسعة من باديتها الغربية منذ الـ 8 من كانون الأول / ديسمبر الماضي من عام 2016.
وتستمر الاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش"، من جهة أخرى، في محاور ممتدة من جبال وتلال التياس، مرورًا في منطقة المحطة الرابعة وصولًا إلى منطقة قصر الحير الغربي، وتترافق الاشتباكات مع قصف متبادل بين الجانبين، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل ساعات أن العملية العسكرية للقوات الحكومية مستمرة في يومها الـ 18 على التوالي، مع استمرار خسارتها لمدينة تدمر، ومعظم باديتها لليوم الـ 55 على التوالي.
وفشلت خلالها القوات الحكومية في استعادة ما خسرته من مساحات واسعة لصالح تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي أظهر مقاومة شرسة في صد هجمات النظام، وأوقع العشرات من عناصر النظام والمسلحين الموالين له بين قتيل وجراح، من ضمنهم العديد من الضباط برتب مختلفة، لحين أن تمكنت القوات الحكومية خلال الـ 72 ساعة الماضية، من عمليتها العسكرية، من استعادة السيطرة على الكتيبة المهجورة التي تقدمت إليها، حيث كانت خالية من مقاتلي الطرفين، إضافة إلى تقدمها في تلال في محيط قرية التياس، واستعادتها لبئر الفواعرة وقرية أبو طوالة ومزرعة قريبة منها.
ومازالت المعارك متفاوتة العنف مستمرة بين "داعش" من جهة، والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، متواصلة بالقرب من مطار كويرس العسكري الواقع في الريف الشرقي لحلب، إثر هجوم عنيف ينفذه التنظيم على منطقة المطار في محاولة لتحقيق تقدم في المنطقة، وإشغال القوات الحكومية المتقدمة على محورين في جنوب، وجنوب غرب الباب والتي باتت على مسافة 7 كلم من المدينة التي تعد أكبر معاقل "داعش" في ريف حلب، وترافقت الاشتباكات مع دوي انفجارات هزت ريف حلب الشرقي، وسط قصف مكثف للقوات الحكومية على مناطق الاشتباك، ما تسبب في سقوط خسائر بشرية، مؤكدة في صفوف الجانبين.
وتمكنت القوات التركية من التقدم والسيطرة على قريتي الغوز وأبو الزندين، بعد انسحاب التنظيم منهما، نتيجة القصف المكثف والاشتباكات العنيفة، وبهذه السيطرة تكون القوات التركية وقوات "درع الفرات" تمكنت من التقدم إلى مسافة نحو كيلومتر ونصف من طريق الباب – حلب الرئيسي، وسيسفر أي تقدم جديد في الأيام المقبلة لهذه القوات، من قطع الطريق من محور ثاني أبعد عن مدينة الباب، أمام القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، التي وصلت إلى مسافة نحو 7 كلم بجنوب غرب الباب، بعد إطلاقها عملية عسكرية في الـ 17 من كانون الثاني / يناير الماضي من العام الجاري 2017، وسيطرتها على 18 قرية في المحور الجنوبي الغربي للمدينة فقط، ووصولها لمنطقة المديونة، ومن ثم توقفها في هذا المحور، وإطلاقها عملية عسكرية في المحور الجنوبي، وسيطرتها على 4 قرى فيها ومن سيطرتها على قرية تقع نحو 8 كلم إلى الجنوب من مطار كويرس العسكري، قرب سبخة الجبول في ريف حلب الجنوبي الشرقي.
وجددت القوات الحكومية قصفها على مناطق في مدينة دير الزور وأطرافها، مستهدفة أماكن سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية. وتعرض ضابط منشق عن القوات الحكومية، وقيادي في جبهة مقاتلة، لمحاولة اغتيال من قبل مسلحين مجهولين في منطقة نوى في ريف درعا الشمالي، وأطلقوا النار على منزله، دون ورود معلومات عن تسببها بسقوط خسائر بشرية.
وأكد أحمد عاصي الجربا، رئيس تيار الغد السوري، أن هناك قوة عربية، تتألف من ثلاثة آلاف مقاتل، تحت قيادته وتتلقى تدريبًا مع قوى التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، استعدادًا لمعركة الرقة، والتي تهدف إلى إخراج تنظيم "داعش" من معقله. ويقود الجربا ما يسميها قوات النخبة السورية، والتي لاقت إعجابًا من الجيش الأميركي، واعتبر الأخير أن تلك القوة مكون هام في التحالف ضد "داعش".
وأضاف الجربا "هناك برنامج مع قوات التحالف للتدريب. سنكون حاضرين بهذه المعركة بقوة، ونحن في طور التجهيز لها لتحرير بلادنا وتطهيرها من هذا السرطان الإرهابي الذي هو "داعش". وتابع الجربا أن تيار "الغد السوري" الذي أسسه في القاهرة العام الماضي، أبرم اتفاًقا مع قوات سورية الديمقراطية، منذ شهور للتعاون في محاربة المتشددين. وشدّد الجربا، الذي ترأس في السابق الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، على أن قواته ستعمل إلى جانب الأكراد وليس تحت لوائهم.
وأوضحت قوات سورية الديمقراطية، في ديسمبر/كانون الأول، مشاركة قوات النخبة السورية، لها بدءًا من المرحلة الثانية للهجوم على الرقة. وكشف الجربا أن تيار الغد، له علاقات جيدة مع السعودية والإمارات ومصر، ولكنه أكد على "استقلاله". وبالنسبة لمؤتمر أستانة، فقال إنهم يقبلون البعض من نقاطه، ونرفض البعض وأما عدم دعوة دول عربية، لذلك الاجتماع فنرفضه بشكل كامل.