انفجارات تهزّ أماكن في القطاع الجنوبي من إدلب

هزّت انفجارات مناطق في القطاع الجنوبي من ريف إدلب، ناجمة عن عمليات قصف مدفعي من قبل القوات الحكومية السورية، طالت مناطق في محيط مدينة خان شيخون، ما أدى لأضرار في ممتلكات مواطنين، فيما لم ترد معلومات عن خسائر بشرية. وسُمع دوي انفجار في القطاع الغربي من ريف درعا، ناجمة عن انفجار عبوة ناسفة في بلدة الشجرة في القطاع الغربي من ريف درعا، ما تسبب بإصابة 4 أشخاص بينهم طفلان اثنان بجراح.

ونفذّ مسلحو تنظيم "داعش" هجومًا على حاجز لقوات سورية الديمقراطية، ما تسبب في مقتل وجرح عدة عناصر من الأخيرة. واغتال مسلحون مجهولون رجلاً هو والد قيادي في حركة نور الدين الزنكي العامل في القطاع الغربي من ريف حلب، بإطلاق النار عليه في منطقة كفرناها، ضمن الفلتان الأمني السائد في محافظة إدلب ومحيطها، ومناطق في ريف حلب الغربي المتصل جغرافيًا مع محافظة إدلب.

وارتفع إلى 268 على الأقل عدد الذين اغتيلوا في ريف إدلب وريفي حلب وحماة، هم زوجة قيادي أوزبكي وطفل، بالإضافة إلى 55 مدنيًا بينهم 8 أطفال و6 مواطنات، اغتيلوا من خلال تفجير مفخخات وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار واختطاف وقتل ومن ثم رمي الجثث في مناطق منعزلة، و182 مقاتلاً من الجنسية السورية ينتمون إلى هيئة تحرير الشام وفيلق الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش العزة وفصائل أخرى عاملة في إدلب، و29 مقاتلاً من جنسيات صومالية وأوزبكية وآسيوية وقوقازية وخليجية وأردنية، اغتيلوا بالطرق ذاتها، منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الماضي من العام الجاري 2018.

ومحاولات الاغتيال تسببت بإصابة عشرات الأشخاص بجراح متفاوتة الخطورة، بينما عمدت الفصائل لتكثيف مداهماتها وعملياتها ضد خلايا نائمة اتهمتها بالتبعية لتنظيم “داعش”، كما كان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل أيام تمكن هيئة تحرير الشام من اعتقال قيادي منشق في تنظيم "داعش"، وهو قيادي من الجنسية الأردنية، كان انتقل إلى صفوف التنظيمات الجهادية داخل سورية قبل نحو 5 سنوات، حيث وردت في الأسابيع الأخيرة معلومات عن اختفائه بعد إعلانه الانشقاق عن التنظيم، بسبب اتهامه للتنظيم بمطالبة الناس بتحكيم شرع الله وعدم تطبيق ذلك على نفسه، وبسبب فساد القضاة والمسؤولين في التنظيم، وعدم حكمهم بشرع الله نتيجة خضوعهم لسلطة الأجهزة الأمنية في التنظيم، وأكدت المصادر أنه جرى اعتقال القيادي في منطقة الدانا بالقطاع الشمالي من ريف إدلب، قرب الحدود السورية – التركية.

وتعرضت مناطق في بلدة زمار الواقعة في القطاع الجنوبي من ريف حلب، لقصف مدفعي من قبل القوات الحكومية السورية، بالتزامن مع قصف استهدف مناطق في بلدتي خلصة وخان طومان، ما تسبب بوقوع أضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، كذلك تعرضت مناطق في بلدة كفر حمرة، الواقعة في شمال غرب مدينة حلب، لقصف مدفعي من قبل القوات الحكومية السورية، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، كما استهدفت القوات الحكومية السورية مناطق في بلدة حريتان في الريف الشمالي لحلب، لقصف مدفعي من قبل القوات الحكومية السورية، ما تسبب بوقوع عدد من الجرحى، بينما سمعت أصوات انفجارات في القسم الغربي من مدينة حلب، إثر سقوط قذائف على مناطق في شارع النيل وأماكن أخرى في حي جمعية الزهراء، عقبها قصف من قبل القوات الحكومية السورية على منطقة البحوث العلمية في محيط المدينة، في حين قتل عنصر من القوات الحكومية السورية جراء إصابته في حي جمعية الزهراء، عند الأطراف الغربية لمدينة حلب.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استهداف حرس الحدود التركي، لمواطن من قرية بريف مدينة سلقين، في القطاع الشمالي الغربي من ريف إدلب، ما تسبب بمفارقته للحياة، في استمرار للقتل بحق المدنيين السوريين من قبل الجندرما التركي، التي لم تردعها أية قوانين أو محاسبة عن ارتكاب مزيد من الجرائم بحق الفارين من الموت، فيما كان المرصد السوري رصد خلال الـ 24 ساعة الماضية، إصابة أحد المهجرين إلى الشمال السوري بطلق ناري أطلقته الجندرمة التركية خلال محاولته الوصول إلى الأراضي التركية.

ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية فإنه يرتفع إلى 401 مدني على الأقل عدد الذين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتلهم، منذ انطلاقة الثورة السورية برصاص قوات الجندرما، من ضمنهم 74 طفلاً دون الثامنة عشر، و36 مواطنة فوق سن الـ 18  ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 28 من شهر تموز/يوليو الجاري أنه تواصل أعداد الخسائر البشرية الناجمة عن استهداف حرس الحدود التركي”الجندرما” ارتفاعها، إثر قتل مزيد من المواطنين ممن حاولوا الهروب من الموت فتلقَّفهم الموت برصاصات قناصات الجندرما، ليتركوا هذه الأرض بصمت، ويسجلوا مع من قبلهم في الرحلة المستمرة للبحث عن الملاذ الآمن.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل مواطنين اثنين، أحدهما من ريف حماة الجنوبي، والآخر مهجر من ريف دمشق برصاص قوات حرس الحدود التركي، بالإضافة لإصابة 3 آخرين من الريف الدمشقي، بجراح ، فيما رصد المرصد السوري إصابة المئات برصاص قوات الجندرما التركية “حرس الحدود” في استهداف المواطنين السوريين الذين فروا من العمليات العسكرية الدائرة في مناطقهم، نحو أماكن يتمكنون فيها من إيجاد ملاذ آمن، يبعدهم عن الموت الذي يلاحقهم في بلادهم سورية، وأن ينجوا بأطفالهم، حتى لا يكون مصير أطفالهم كمصير أكثر من 20 ألف طفل قتلوا منذ انطلاقة الثورة السورية، ومصير عشرات آلاف الأطفال الآخرين الذين أصيبوا بإعاقات دائمة، أو مصير آلاف الأطفال الذين أقحموا في العمليات العسكرية وحوِّلوا إلى مقاتلين ومفجِّرين، كذلك كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في نهاية تموز / يوليو الفائت من العام 2017.

و ورد إلى المرصد السوري، عدد من الأشرطة المصورة التي يظهر فيها ضحايا رصاص حرس الحدود التركي، ممن قتلوا حين محاولتهم إيجاد الملاذ الآمن في الجانب التركي، فيما أظهرت العديد من الأشرطة المصورة اعتداء حرس الحدود التركي على شبان ومواطنين سوريين بعد اعتقالهم خلال محاولتهم عبور الشريط الحدودي، حيث يعمد عناصر حرس الحدود إلى ضربهم وتوجيه الشتائم لهم، وكان آخرها شريط وردت نسخة منه إلى المرصد السوري في الـ 30 من تموز / يوليو من العام 2017، ظهر فيها اعتداء بالضرب بسوط وبالأيدي على عدد من الشبان الذين اعتقلوا، وأظهر الشريط توجيه أسئلة إليهم مع الضرب الوحشي والإهانة المتعمدة، من قبيل “ماذا لديكم في تركيا حتى تأتوا إليها؟ وهل أنتم مهربون؟!، هل ستأتي مرة أخرى إلى تركيا؟! ومن ثم عمد أحد عناصر الحرس إلى مناداة أحد رفاقه آمراً إياه بضرب أحد الشبان المعتقلين، وقال للعنصر الذي يقوم بتصوير المقطع، أرسل لي الفيديو حتى انشره على الواتس آب، كما هددهم في حال العودة مرة أخرى إلى تركيا، قائلاً لهم:: إذا كنت تخاف من الضرب لماذا أتيت إلى تركيا، هل تريدوننا أن نعاملكم بشكل جيد؟

واستهدفت القوات الحكومية السورية بالطلقات النارية الأراضي المحيطة بمنطقة عطشان، ما تسبب بإصابة شخصين على الأقل بجراح، في حين صعَّدت القوات الحكومية السورية عمليات قصفها لمناطق في القطاع الشمالي من ريف حماة، لليوم الـ 32 على التوالي، حيث استهدفت بعشرات القذائف مساء اليوم لمناطق في بلدة اللطامنة وأطرافها والأراضي المحيطة بها واماكن في بلدة كفرزيتا، ليرتفع لأكثر من 1690 عدد القذائف المدفعية والصاروخية، التي أطلقتها القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، مستهدفة مناطق في القطاع الشمالي من ريف حماة والقطاعين الشمالي الغربي والشمالي الشرقي، خلال الأيام الـ 32 الأخيرة، حيث طالت عمليات القصف الصاروخي والمدفعي قرى وبلدات الريف الحموي الشمالي مثل اللطامنة وكفرزيتا وحصرايا والزكاة والجنابرة “البانة” ومعركبة والصياد وتل عثمان وهواش وعدة مناطق أخرى من هذا الأرياف.

وكانت عمليات القصف هذه التي رصدها المرصد السوري لحقوق الإنسان تسببت في وقوع عدد من الشهداء والجرحى، في المناطق التي تعرضت للقصف المدفعي والصاروخي، كما تسبب القصف المكثف، والمتفاوت بين اليوم والآخر، في إحداث المزيد من الدمار في القرى والبلدات آنفة الذكر، والتي شهدت سابقاً عمليات قصف مماثلة وبوتيرة أعنف من ذلك، متسببة دمارًا كبيرًا وأضرارًا مادية جسيمة في ممتلكات مواطنين والبني التحتية والمرافق العامة والخاصة، وموقعة كذلك المئات من الشهداء والجرحى، حيث كانت عمليات القصف تزداد وتيرتها، في الأوقات التي تندلع فيها معارك عنيفة أو هجمات كبيرة بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، والفصائل المقاتلة والإسلامية.

وتتواصل الانتهاكات في منطقة عفرين في القطاع الشمالي الغربي من ريف حلب، فمن قتل إلى تعذيب إلى اختطاف وحرق ممتلكات ومصادرتها وتحصيل أتاوات، وغيرها من الانتهاكات التي تعمد إليها فصائل عملية “غصن الزيتون”، بحق سكان منطقة عفرين، الذين بقوا في قراهم وبلداتهم ومساكنهم، ولم ينزحوا عنها، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام القوات الحكومية السورية بناحية الشيخ حديد بإضرام النيران في ممتلكات مواطنين بعضهم من عائلة واحدة، بالإضافة لمواصلتها اعتقال مئات المدنيين في معتقلاتها وسجونها، بغية تحصيل أموال من قبل ذويهم للإفراج عنهم، فيما أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن السلطات المسيطرة على منطقة عفرين، عمدت لتغيير أسماء بعض الساحات، وتعمدت تسمية إحدى ساحات مدينة عفرين بـ “ساحة الرئيس رجب طيب أردوغان”

ونشر المرصد السوري قبل يومين أنه تعيش عفرين في القطاع الشمالي الغربي من ريف حلب، ما بين فعل ورد فعل، ما بين انتهاك وتعذيب واعتقال وتحصيل أتاوات وسلب ونهب وعمليات استهداف، وبين كل ذلك، لا يزال المواطن في كل يوم يعاني أكثر، في الوقت الذي ادعت القوى القادمة إلى عفرين والمهاجمة لها، والمسيطرة عليها الآن، أنها قامت بـ “تحرير” المنطقة، إلا أن التحرير لم يكن بذلك الشكل والمضمون المرتقبين، فالمرصد السوري لحقوق الإنسان رصد قيام جرافات تابعة لقوات عملية “غصن الزيتون”، بقطع أشجار زيتون مثمرة ومعمرة في منطقة حمام ومناطق أخرى من ريف عفرين، بهدف خلق مساحة لتشكيل معسكرات وإقامة مقرات من قبل الفصائل العاملة في عملية “غصن الزيتون” والمدعومين تركياً، وتزامن ذلك مع مواصلة عمليات تحصيل الأتاوات من قبل هذه الفصائل، من المواطنين الذين لا يكادون يدفعون أتاوة حتى يفرض عليهم أخرى، عدا عن الاعتقال الذي بات مجالاً للتجارة الرابحة، عبر تلفيق التهم لمواطنين للحصول على مبالغ مالية منهم مقابل إطلاق سراحهم.

وتشهد محافظة السويداء، عمليات استنفار من قبل القوات الحكومية السورية، والمسلحين الموالين لها، بالتزامن مع التمشيط المستمر من قبلها، للمناطق التي جرى السيطرة عليها خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث تترافق عمليات الاستنفار والتمشيط هذه مع وصول مزيد من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة، مؤلفة من أكثر من العشرات من عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، قادمين من وسط سورية، فيما تتواصل عمليات التفاوض غير المعلن بين النظام وممثلين عن محافظة السويداء وبين تنظيم "داعش"، للوصول إلى حل حول قضية المختطفين والمختطفات من ريف السويداء، والمحتجزين منذ الـ 25 من تموز / يوليو الفائت من العام الجاري 2018، حيث تسعى القوات الحكومية السورية للإفراج عن المختطفين، مقابل الإفراج عن عناصر من التنظيم وشروط أخرى يحاول التنظيم تحصيلها من النظام تتعلق بمعتقلين على صلة به في سجون ومعتقلات النظام.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد خلال الساعات الماضية، تراجع وتيرة العمليات القتالية في بادية السويداء، حيث أكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن تراجع وتيرة الاشتباكات بين تنظيم “داعش” من جهة، والقوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جهة، إثر قيام الأخير بتنفيذ عمليات تمشيط في المناطق التي تقدمت إليها، في باديتي السويداء الشرقية والشمالية الشرقية، حيث تراجعت وتيرة الأعمال القتالية لحين وصلت إلى هدوء يسود المنطقة، وجبهات القتال، باستثناء ضربات جوية وبرية بين الحين والآخر، تطال مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في عمق بادية السويداء، في حين تأتي هذه المفاوضات مع تصاعد المخاوف لدى ذوي مختطفي ومختطفات السويداء، من أي ردة فعل جديدة لتنظيم “داعش”، تجاه ما جرى صبيحة اليوم الثلاثاء الـ 7 من آب / أغسطس الجاري من العام 2018، من إعدام المسلحين الموالين للنظام لعنصر من تنظيم “داعش” بعد أسره حياً وقيامهم بإعدامه شنقاً في إحدى ساحات مدينة السويداء، وتعليق جثته، مع تثبيت راية الحزب السوري القومي الاجتماعي، وجاءت هذه المخاوف على حياة المختطفين، نتيجة إقدام التنظيم قبل أيام على إعدام أول مختطف من ضمن 30 مختطفاً ومختطفة من الأطفال والفتيان والمواطنات، ممن جرى اختطافهم من قبل تنظيم “داعش” في الـ 25 من تموز / يوليو الماضي من العام الجاري، ومن ثم نقلهم إلى بادية السويداء، حيث أن المخاوف ترافقت مع استياء أهالي، من عملية الإعدام هذه التي نفذها عناصر من المسلحين الموالين للنظام والحزب السوري القومي الاجتماعي، حيث عمد الأخير لنفي تنفيذ هذا الإعدام عن نفسه، واعتباره “ليس من أخلاق قوات الحزب”.

كما أن المرصد السوري رصد قبل ساعات إعدام مسلحي السويداء الموالين للنظام والمسلحين القرويين، لأسير من تنظيم “داعش”، بعد ساعات من أسره في المعارك الدائرة ببادية السويداء، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تجمهر المئات من المواطنين وقيام عناصر من المسلحين الموالين للنظام بتعليق الأسير على إحدى الأقواس في السويداء، ولم يعلم ما إذا كان جرى إعدام الأسير شنقاً أثناء تعليقه، أم أنه جرى إعدامه بإطلاق النار عليه بعد أسره وهو حي، ومن ثم تعليق جثته، وسط مخاوف على حياة المختطفات والمختطفين من ريف السويداء والمحتجزين لدى التنظيم.