دمشق – خليل حسين
ارتفع عدد ضحايا مجزرة الطيران الحربي في بلدة "دركوش" إلى 23 قتيلا على الأقل، في وقت تتواصل فيه المعارك العنيفة على 6 محاور في ريف اللاذقية الشمالي بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها وفصائل المعارضة المسلحة، حيث سقط العديد من القتلى والجرحى بين الطرفين، بينما سقطت عشرات القذائف المدفعية والصاروخية على غوطتي دمشق الغربية والشرقية مصدرها المدفعية وراجمات الصواريخ المتمركزة في مطار المزة العسكري وجبل قاسيون.
ففي ريف دمشق، أكد مصدر ميداني لـ"العرب اليوم" أن مقاتلين من الجيش السوري النظامي و"حزب الله" اللبناني وسعوا نطاق سيطرتهم حول قرية ميدعا في الغوطة الشرقية بمسافة 6 كلم بعد سيطرتهم على طريق "ميدعا البحارية" وعدد من المزارع المحيطة لمنع أي هجوم يشنه المسلحون على البلدة التي سيطروا عليها في وقت سابق.
وذكر المصدر أن مدفعية القوات الحكومية قصفت مواقع للمجموعات المسلحة في بلدة الريحان في محيط دوما ما ادى الى نشوب حريق ودخان كثيف في موقع الاستهداف، بينما سقطت عشرات الصواريخ والقذائف المدفعية على مدينة داريا في الغوطة الغربية.
وفي حمص دارت اشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في محور حقلي آرك وشاعر ومنطقة حويسيس بريف حمص الشرقي، تكبد فيها الطرفان خسائر كبيرة بالعتاد والأفراد.
وذكر مصدر في الشركة الحكومية السورية للنفط أن تنظيم "داعش" فجَّر حقول النفط 101 و108 و111 ومعمل الشاعر للغاز ما تسبب بتدميرهما بالكامل. وكان تنظيم “داعش” سيطر في 5 أيار/مايو الماضي، على حقل الشاعر بعد ثلاثة أيام من المعارك العنيفة مع قوات الجيش السوري.
وفي ريف حماة تعرضت بلدتا اللطامنة وكفرنبودة في الريف الشمالي لقصف مدفعي عنيف من حواجز القوات الحكومية القريبة من البلدتين, ما أدى الى وقوع عدد من الإصابات في اللطامنة. كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلحة قرب بلدة عقرب. وذكر ناشطون أن مقاتلي المعارضة تصدوا لمحاولة القوات الحكومية التقدم من حاجز التاعونة إلى بلدة عقرب في الريف الجنوبي، وتمكنوا من قتل وجرح عدد منهم ولاذ الباقون بالفرار وتراجعوا إلى نقاطهم السابقة، بينما شن الطيران الحربي غارات جوية على بلدتي حربنفسه والزارة دون إصابات. وفي الريف الشرقي ألقت مروحيات القوات الحكومية براميل متفجرة على قرية قصر علي وشنت مقاتلات حربية غاراتها على قرية عرفة، بينما استهدفت براجمات الصواريخ قرية الحواش في سهل الغاب.
وفي إدلب قتل مدني وجرح أكثر من 10 آخرين في غارتين نفذتهما طائرة حربية للنظام على أحد الأحياء الشعبية في مدينة كفرتخاريم شمال غرب إدلب. وذكر مصدر في الدفاع المدني في المدينة أن طائرة حربية من طراز "ميغ21 " نفذت غارتين جويتين ظهر اليوم الجمعة استهدفت سوقاً وسط مدينة كفرتخاريم أسفرت عن وقوع قتيل وإصابة 10 آخرين بينهم أطفال ونساء. وتوجه عناصر الدفاع المدني إلى مكان الغارة مباشرة وقاموا بإطفاء الحريق الذي نشب في أحد المنازل السكنية كما عملوا على إزالة الركام وإسعاف الجرحى إلى المشافي الميدانية. كما شنَّ الطيران الحربي غارات بالصواريخ الفراغية على بلدة معرزيتا بريف إدلب الجنوبي, دون إصابات وتعرضت أطراف بلدة الهبيط بالريف نفسه لقصف مدفعي من حواجز القوات الحكومية المتواجدة في المغير.
وفي شمال إدلب انفجرت عبوة ناسفة مجهولة المصدر بالقرب من مدرسة بيضون في مدينة سرمين وجاءت الأضرار مادية. وأفادت مصادر متطابقة بارتفاع حصيلة قتلى مجزرة مدينة دركوش إلى 23 شهيدا وأكثر من 70 جريحا بقصف الطيران الحربي على البلدة حيث تعرضت مدينة دركوش ظهر اليوم الجمعة لغارة جوية من الطيران الحربي بصاروخ انشطاري استهدف الأحياء السكنية في المدينة قرب الحدود السورية التركية ما أدى لوقوع 23 شهيدا، وعشرات الإصابات الخطيرة والحصيلة مرجحة للازدياد، حيث تقوم فرق الدفاع المدني وسيارات الإسعاف بنقل المصابين إلى المشافي حسب مركز إدلب الإعلامي.
وتقع مدينة دركوش في منطقة جسر الشغور القريبة من مناطق الاشتباك في جبلي التركمان والأكراد، الذي حققتت فيه قوات المعارضة تقدما فيها خلال الايام الماضية في حين ينفذ الطيران الحربي غارته على المنطقة في إطار المعركة التي أعلن اليوم البدء بها لاستعادة ما خسره من مناطق.
وفي ريف اللاذقية الشمالي قال مصدر ميداني ل"العرب اليوم" إن القوات الحكومية استقدمت تعزيزات كبيرة من مقاتلي صقور الصحراء الذين كانوا يقاتلون على محور إثريا حيث تمكنت من السيطرة على قلعة طوبال بالقرب من شلف بمحيط كنسبا عقب اشتباكات عنيفة جدا مع المجموعات المسلحة التابعة للحزب التركستاني وجبهة النصرة.
وذكرت مصادر معارضة أن الاشتباكات مستمرة في محيط قرية شلف وقلعة طوبال وعدة محاور أخرى في جبل التركمان ترافق مع تنفيذ طائرات حربية المزيد من الغارات على مناطق الاشتباك وقصف مكثف من قبل القوات الحكومية على المناطق ذاتها، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. واضافت المصادر أن القوات الحكومية بدأت بهجوم جديد فجر اليوم الجمعة الثامن من يوليو تموز الجاري بدأ بتمهيد جوي، ومدفعي بالأسلحة الثقيلة واقتحمت في تمام الساعة السادسة صباحاً من محاور نقطة المقلع في قرية شير قبوع، وقلعة شلف المطلة على بلدة كنسبا في جبل الأكراد ودارت اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة وجبهة النصرة المرابطين على تلك المحاور وقاموا بصدهم، وأجبروهم على التراجع من محور قلعة شلف ثم من محور شير قبوع، وانتهى الاقتحام مع استمرار القصف المدفعي على هذه المحاور، وحسب المصادر سقط 15 قتيلاً من العناصر الحكومية وعدد من الجرحى، بالمقابل وقع أكثر من 5 قتلى، وتسعة جرحى في صفوف فصائل المعارضة خلال صد الهجوم اليوم.
وأشارت المصادر الى أن القصف المكثف والعنيف للقوات الحكومية على محاور الاشتباكات في جبل الأكراد تزامن مع تحليق وغارات عنيفة من الطيران الحربي وصلت لأكثر من 15 غارة على بلدة كنسبا ومحيطها في محاولة تقدم له على المحور.
أما في حلب فتشهد مناطق في احياء بعيدين وطريق الباب والصالحين والمعادي والجزماتي ومساكن هنانو والمرجة والكلاسة ودوار الجندول بمدينة حلب ومناطق أخرى في الملاح ومخيم حندرات وطريق الكاستيلو شمال حلب قصفا جويا مكثفا وقصفا من قبل القوات الحكومية، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة في أطراف أحياء الراموسة وسيف الدولة ومزارع الملاح، وأنباء عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، ترافق مع استمرار رصد القوات الحكومية نارياً لطريق الكاستيلو المنفذ الوحيد الواصل بين أحياء حلب الشرقية وريف حلب الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة والمقاتلة، بينما قصفت طائرات حربية مناطق في بلدات معارة الارتيق وكفرحمرة بريف حلب الشمالي الغربي، ترافق مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة كفرحمرة، في حين قصفت قوات النظام مناطق في بلدة حريتان بالريف الشمالي لحلب، دون معلومات عن خسائر بشرية.
ونفذت طائرات التحالف الدولي عدة ضربات على مناطق في منطقة مبنى البحوث العلمية غربي مدينة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم "داعش" في سوريا، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، كما دارت فجر اليوم اشتباكات بين وحدات الحماية الكردية وتنظيم "داعش" في محيط منطقة سكيرو، بمحيط مدينة تل ابيض وجنوب بلدة سلوك في ريف الرقة الشمالي، إثر هجوم للتنظيم على المنطقة.
ودارت اشتباكات عنيفة بين "قوات سوريا الديمقراطية" والميليشيات المسلحة على جبهة السكن الشبابي شمال حلب ترافق ذلك بقصف مدفعي متبادل بين الطرفين في حين هاجم "داعش" بثلاث سيارات مفخخة مواقع لقوات سوريا الديمقراطية على طريق منبج جرابلس بينما قالت مصادر كردية إن "قوات سوريا الديمقراطية" سيطرت على "تلة الياسطي" في الجهة الشمالية من مدينة منبج.
وتحدثت مصادر إعلامية عن أن جنودا ألمانيين وكنديين وصلوا إلى مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي الشرقي خلال الأيام القليلة الماضية. ولم تذكر المصادر أي تفاصيل عن عدد الجنود أو حتى طبيعة المهمة الموكلة إليهم من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.