القصف العنيف على درعا

قصفت قوات الحكومة بعد منتصف ليل الإثنين - الثلاثاء مناطق في بلدتي اليادودة وتل شهاب بريف درعا، كما سقطت 5 صواريخ على الأقل يعتقد أنها من نوع أرض - أرض أطلقتها قوات الحكومة بعد منتصف ليل أمس على مناطق في درعا البلد بمدينة درعا، بينما سقط صاروخ آخر أطلقته قوات الحكومة على منطقة في بلدة النعيمة القريبة من مدينة درعا، ولم ترد إلى الآن معلومات عن إصابات،  وكانت الطائرات الحربية والمروحية نفذت يوم أمس نحو 50 ضربة جوية على مناطق في حي المنشية ومناطق أخرى بمدينة درعا بالإضافة لاستهدافها بعشرات الصواريخ والقذائف الصاروخية والمدفعية، أسفر عن مقتل وإصابة عدة أشخاص، وتأكد مقتل 3 منهم بينهم مواطنة وطفلها، وعدد الضحايا مرشح للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة، ووجود معلومات عن قتلى آخرين.

واستكمل سريان وقف إطلاق النار الروسي - التركي في سورية، يومه الـ 45 في سورية، منذ تطبيق الهدنة في الـ 30 من كانون الأول / ديسمبر من العام الماضي 2016، وسجل المرصد السوري لحقوق الإنسان المزيد من الخروقات في عدة مناطق، حيث قصفت قوات الحكومة مناطق في قرية تل ممو بريف حلب الجنوبي، فيما سمع دوي انفجارات في الأطراف الغربية لمدينة حلب، ناجمة عن سقوط قذائف على مناطق سيطرة قوات الحكومة في حي جمعية الزهراء، كذلك قصفت قوات الحكومة مناطق في قرية قنيطرات بريف حلب الجنوبي، كما قصفت قوات الحكومة مناطق في بلدتي كفرداعل والمنصورة وجمعية الصحفيين بريف حلب الغربي، ومناطق أخرى في الراشدين غرب حلب.

 فيما واصلت قوات الحكومة قصفها الصاروخي على مناطق في بلدة العيس ومناطق أخرى بريف حلب الجنوبي، وسط اشتباكات دارت في محور تل ممو ومحيطه بالمنطقة، بين قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر، أيضاً استهدفت قوات الحكومة بالرشاشات الثقيلة أماكن في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، في حين قصفت قوات الحكومة مناطق في حي الوعر المحاصر من قبل الحكومة والمسلحين الموالين لها، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، أيضاً جددت قوات الحكومة استهدافها للحي برصاص قناصتها وبالرشاشات الثقيلة بعد قصف بالقذائف الصاروخية وقذائف الدبابات، لتخلفا شهيدين هما رجل وطفل دون سن الـ 18 إضافة لإصابة عدد آخر من الجرحى، كما دارت اشتباكات بين قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى في محيط منطقة عين الدنانير الواقعة بريف حمص الشمالي، كذلك تعرضت مناطق في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، لقصف من قبل قوات الحكومة.

ودارت اشتباكات بشكل متقطع بعد منتصف ليل الإثنين - الثلاثاء في محور بلدة جسرين في الغوطة الشرقية، بين فيلق الرحمن من طرف، وقوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، ترافقت مع سقوط 5 قذائف هاون أطلقتها قوات الحكومة على مواقع فيلق الرحمن ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن، كما قصفت قوات الحكومة بـ8 قذائف هاون مناطق في بلدة النشابية بغوطة دمشق الشرقية، في حين دارت اشتباكات في محور مزارع بيت جن ومغر المير بريف دمشق الغربي ليل أمس، بين قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب آخر.

وتواصل قوات الحكومة تصعيدها لليوم الثامن على التوالي على حي الوعر بمدينة حمص، حيث استهدفت الحي بقذائف الهاون بعد منتصف ليل الإثنين - الثلاثاء، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر يوم أمس الإثنين أن قوات الحكومة تواصل لليوم السابع على التوالي تكثيف استهدافها لحي الوعر المحاصر من قبلها والمسلحين الموالين لها، حيث جددت قوات الحكومة استهدافها للحي برصاص قناصتها وبالرشاشات الثقيلة بعد جولة من القصف بالقذائف الصاروخية وقذائف الدبابات، لتخلفا قتيلين هما رجل وطفل دون سن الـ18 إضافة لإصابة عدد آخر من الجرحى، وهذا القصف الذي جاء بعد عمليات عنيفة متكررة شهدتها الأيام الماضية من هذا الأسبوع، رفع عدد الضحايا في الحي إلى 21 قتيلًا على الأقل بينهم 7 أطفال وسيدتان اثنتان، ممن قضوا في الحي جراء تصعيد القصف عليه، هم رجلان وطفل قُتلا في القصف من قبل قوات الحكومة بالقذائف، و18 بينهم 6 أطفال وسيدتان قُتلا في الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في حي الوعر المحاصر، كما خلف القصف دماراً في ممتلكات المواطنين، بالإضافة لإصابة عشرات المواطنين بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم من تعرَّض إلى إصابات بليغة وبتر في أطرافه.

في حين استمرت المعارك إلى ما بعد منتصف ليل أمس في محاور بمحيط الحقول النفطية ببادية تدمر الغربية في الريف الشرقي لحمص، بين تنظيم "داعش" من جانب، وقوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من جانب آخر، ترافقت مع تواصل القصف الجوي والصاروخي على محاور الاشتباك بالإضافة للاستهدافات المتبادلة بين الطرفين ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوفهما.

ودارت اشتباكات متقطعة منتصف ليل أمس في محيط مسجد الرسول الأعظم بحي الزهراء غرب حلب، بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، وقوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، ترافقت مع استهدافات متبادلة بالرشاشات الثقلية، بينما قصفت قوات الحكومة ليل أمس مناطق في قريتي هوبر والعوينات بريف حلب الجنوبي، ولا معلومات عن خسائر بشرية. ونفذت طائرات حربية فجر اليوم 4 غارات على مناطق في أطراف قرية الشغر بريف مدينة جسر الشغور الواقعة في ريف إدلب الغربي، بينما استهدف الطيران الحربي بـ 4 غارات مناطق في بلدة التمانعة ومحيط مدينة خان شيخون ومحيط قرية سكيك بريف إدلب الجنوبي بعد منتصف ليل أمس، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة.

وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات لا تزال مستمرة بعنف، بين عناصر تنظيم "داعش" من طرف، والقوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في "درع الفرات" من طرف آخر، في الأطراف الغربية لمدينة الباب، بالتزامن مع اشتباكات مستمرة في محيط منطقتي بزاعة وقباسين بريف المدينة، وتترافق الاشتباكات مع استمرار القوات التركي وطائراتها باستهداف مناطق في مدينة الباب وريفها، حيث يتواصل الهجوم من قبل القوات التركية و"درع الفرات" منذ ليل الـ 7 من شباط / فبراير من العام الجاري، والتي تمكنت خلالها الفصائل والقوات التركية من السيطرة على جبل الشيخ عقيل والمشفى القريب منه والضواحي الغربية لمدينة الباب والتقدم إلى الأطراف الشمالية للمدينة.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع أعداد الضحايا في مدينة  الباب، منذ بدء الهجوم في الـ 7 من شباط الجاري، إلى 61 قتيلاً بينهم 13 طفلاً دون سن الـ 18 و8 إناث، ومن ضمنهم 11 من عائلة واحدة، جراء القصف من قبل القوات التركية والغارات التي نفذته الطائرات التركية على المدينة، كما أسفرت الغارات هذه عن سقوط عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر صباح اليوم أنه لم تتمكن القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة ضمن عمليات "درع الفرات"، من انتزاع السيطرة على البلدات والمدن الرئيسية في منطقة الباب، على الرغم من مضي 3 أشهر على وصولها لتخوم المدينة، فمن الـ 13 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2016، وحتى الـ 13 من شباط / فبراير الجاري، لم تفلح الآلة العسكرية التركية رغم المجازر التي ارتكبتها بحق المواطنين من أبناء الشعب السوري، من قاطني منطقة الباب بمدنها وبلداتها وقراها، حيث أن الأمر لم يستمر بهذه الوتيرة، بل تلقت القوات التركية في الـ 21 من كانون الأول / ديسمبر الفائت من العام 2016، أولى هزائمها على يد تنظيم "داعش" عند أطراف مدينة الباب الغربية، خلال محاولة قوات عملية "درع الفرات" اقتحام المدينة، ليسوقها صعوبة الدخول من هذا المحور، إلى البحث عن محاور أخرى للاقتحام، والتي تمكن التنظيم المستميت للبقاء في مدينة الباب ومحيطها، من صد هجمات القوات التركية والفصائل المتتالية على مدينة الباب وبلدتي قباسين وبزاعة، على الرغم من التحشدات العسكرية الكبيرة للقوات التركية وفصائل "درع الفرات"، وعلى الرغم من القصف المكثف والعنيف من قبل القوات التركية وطائراتها الحربية على مدينة الباب ومحيطها، ليبدأ ليل الـ 7 من شباط / فبراير الجاري من العام 2017، عملية عسكرية جديدة، أفضت إلى سيطرته على الضواحي الغربية لمدينة الباب ووصوله إلى الأطراف الشمالية للمدينة.

يشار إلى أن تركيا حصلت في أواخر العام 2016 على الضوء الأخضر الروسي الذي سمح لها بالتقدم نحو مدينة الباب والسيطرة عليها، وطرد تنظيم "داعش" منها، في أعقاب الاتفاق على تهجير نحو 27 ألف شخص من بينهم أكثر من 7 آلاف مقاتل من مربع سيطرة الفصائل في القسم الجنوبي الغربي من مدينة حلب نحو ريف حلب الغربي، لأن هذا التقدم والسيطرة على مدينة كبيرة وذات استراتيجية سيتيح المجال أمام القوات التركية لمنع استغلال قوات سوريا الديمقراطية ثغرة الباب والسيطرة عليها، والتي ستمكن قوات الأخير، من وصل مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية ببعضها في المقاطعات الثلاث "الجزيرة - كوباني - عفرين".