أبوظبي ـ سعيد المهيري
يتابع الملايين من الإماراتيين مع دقات الثامنة من صباح اليوم الاثنين بتوقيت الدولة، انطلاق القمر الصناعي "خليفة سات" الذي يحمله الصاروخ الياباني (H-IIA)، ويعتبر الأول الذي صنع بأيدٍ إماراتية 100 %، واستغرق تصنيعه 4 أعوام من التجهيز والاستعداد والتدريب لفريق عمل من مركز محمد بن راشد للفضاء.
متابعة الإطلاق
ووجه المركز رسالة بمختلف اللغات للمتابعين والمهتمين عبر العالم، لمشاهدة البث المباشر للإطلاق الذي سيتم بدؤه منذ الصباح على قناة دبي، وعبر الموقع الإلكتروني https://t.co/cZL8szivFz، حيث سيتم إعطاء إشارة إطلاق "خليفة سات" ومتابعة دخوله إلى مداره المنخفض حول الأرض على ارتفاع 613 كم تقريبًا، فيما ستبدأ على الفور بعد نجاح الإطلاق إدارة عمليات القمر والتي تستمر لمدة 5 أيام بمتابعة حثيثة على مدار الساعة، ويتم ذلك عبر أجهزة التحكم الخاصة بـ"خليفة سات" والتي تدير نفسها تلقائيًا في المرحلة الأولى من الإطلاق بانتظار الإشارة من المحطة الأرضية واستقبال مهامها.
ويتم خلال هذه الفترة مراقبة مكثفة لـ"خليفة سات" للتأكد من عمل الأنظمة كافة بكفاءة، سواء كانت الأساسية أو الاحتياطية، وإجراء اختبارات محاكاة لحساسات القمر، وعمل الكاميرات الخاصة به بدقة وكفاءة، وسيكون لمحطتي المراقبة الأرضيتين، الرئيسية في مركز محمد بن راشد للفضاء، والأخرى بالقطب الشمالي، دور حاسم في مراقبة حالة القمر، اعتمادا على المعلومات اللحظية التي ترد إليهما.
ويتواجد في موقع الإطلاق 4 من مهندسي المركز، اثنان منهم في غرفة التحكم بالصاروخ، والآخران في مركز تحكم قريب من موقع الإطلاق، يراقبان عن كثب لحظات الإقلاع، والتأكد من استقرار القمر في مداره المقرر، الذي تم تحديده واختياره بعناية، ليسمح بمرور القمر على المحطة الأرضية في دبي بمعدل 4 مرات يوميًا، وذلك لإتاحة الفرصة لالتقاط صور متنوعة والتي تلبي طلبات الجهات المستفيدة منها.
تميز تقني
ويعتبر "خليفة سات" أول قمر صناعي يتم تطويره داخل الغرف النظيفة في مختبرات تقنيات الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء، ويمتلك 5 براءات اختراع، وسيقدم القمر صورا فضائية عالية الجودة والوضوح، كما أنه يتيح للإمارات تقديم خدمات تنافسية في قطاع الصور الفضائية على مستوى العالم، فيما ستلبي صوره مجموعة متنوعة من متطلبات التخطيط المدني، والتنظيم الحضري والعمراني، مما يتيح استخداما أفضل للأراضي وتطوير البنية التحتية في الإمارات، كما أنه يساعد على تطوير الخرائط التفصيلية للمناطق المراد دراستها، ومتابعة المشاريع الهندسية والإنشائية الكبرى.
وفي مجال الحفاظ على البيئة سيعمل القمر على رصد التغيرات البيئية على المستوى المحلي ودعم الجهود العالمية في ذلك المجال، ومن المخطط أن يقدم كذلك صورا مفصلة للقمم الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي، مما يساعد على اكتشاف التأثيرات الناجمة عن الاحتباس الحراري.
وسيصبح "خليفة سات" بعد إطلاقه، القمر الصناعي الإماراتي الأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية، حيث سيدور حول الأرض على ارتفاع بين 580-620 كيلومترًا، وتستغرق الدورة الكاملة حول الأرض حوالي 100 دقيقة، فيما يبلغ قطره 3.3 أمتار، وتصل الدقة الهندسية اللونية إلى درجة وضوح 0.7 متر و4 أمتار للنطاقات متعددة الأطياف.
ويمتلك القمر حجم ذاكرة 27 جيجابايت، فيما يوجد به 15 جهاز استشعار، وتصل سرعته في الفضاء إلى 7.5 كيلومترات في الثانية أو 27,000 كم في الساعة، كما توجد 14 نقطة وصول للمحطة الأرضية بشكل يومي عالميًا، فضلًا عن 4 نقاط وصول للمحطة الأرضية بشكل يومي عبر الإمارات، فيما تبلغ سرعة نقل البيانات للقياس عن بعد، وتتبع الأوامر 32 كيلوبايت في الثانية، وتبلغ سرعة نقل البيانات لتحميل الصور 320 ميغابايت في الثانية، بينما يضم 87 وحدة إلكترونية و146 وحدة هيكلية.
مراحل البناء
وبدأت مراحل بناء "خليفة سات" أبريل 2014 من خلال مراجعة تفصيلية أولية للتصميم، فيما بدأت عملية التصنيع في مايو/ أيار عبر تجميع القمر مع الوحدات الإلكترونية والتركيبة الميكانيكية، وفي يونيو/ حزيران تمت مراجعة تفصيلية ثانية للتصميم، وصولا لشهر أغسطس الذي شهد عمل اختبارات النموذج الهيكلي الجديد.
وتم تصنيع وتجميع الوحدات التشغيلية بين يوليو 2015 وفبراير 2016، حيث تم دمج مختلف وحدات الأقمار الصناعية، وفي سبتمبر 2015 تم اختبار الكاميرا الجديدة لخليفة سات، حيث تم تجميع جهاز الاستشعار الجديد للقمر مع التلسكوب البصري، وتم بعد ذلك إجراء اختبارات لضمان أداء فعال بنسبة 100% لكاميرا القمر.
وجرى عمل تكامل للوحدات التشغيلية FM للقمر الاصطناعي في مارس 2016، لكي تصبح مختلف وحداته متكاملة مع بعضها، وفي أبريل/ نيسان 2016 تم إجراء فحص النموذج الهيكلي حيث تم إجراء المزيد من الاختبارات على النموذج الهيكلي المُحَدَّث لضمان القدرة على الصمود عند الإطلاق.