الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي

أكد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن الإمارة اعتنت بحقوق الأجيال القادمة، وأولت اهتمامًا ببناء الإنسان وإنشاء جيل صالح يمتلك المعرفة والفكر الابتكاري، وقادر على العمل الجاد للحصول على مكونات حياة أفضل، بيئيًا واجتماعيًا وصحيًا وثقافيًا.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها حاكم الشارقة أمس، في افتتاح جلسات مجموعة عمل "حقوق الأجيال القادمة"، ضمن فعاليات ترينالي الشارقة للعمارة، وذلك في قاعة أفريقيا بالشارقة.

حقوق

واستهل سموه كلمته قائلًا "يسعدنا ويشرفنا أن نرحب بكم في الشارقة، ونشكركم على اهتمامكم ومشاركتكم في الجلسات الهامة واللقاءات المهمة لمجموعة عمل "حقوق الأجيال القادمة" بالشارقة".

وقال سموه "نحن وبدون تردد، نؤمن أن للأجيال القادمة حقوقًا على أجيالنا، أينما تواجدنا في العالم، والجميع يعلم الآن، أن عالمنا عالم واحد، وأن الأحداث والتطورات الإنسانية والبيئية في أية بقعة فيه، تلقي بظلالها بصورة أو بأخرى، آجلًا أم عاجلًا على البشرية كلها في جميع أنحاء العالم".

وتابع سموه "ومن هذا المنطلق نعمل ونبذل الجهد منذ عقود طويلة في كل المجالات المتاحة لنا، لكي نوفي للأجيال القادمة، أهم حقوقهم علينا، وأن ننشئ منهم أجيالًا صالحة، لديها المعرفة والفكر الابتكاري، والقدرة على العمل الجاد للحصول على مكونات حياة أفضل من حياتنا، بيئيًا واجتماعيًا وصحيًا وثقافيًا".

وأردف سموه قائلًا "لذلك كان وما زال اهتمامنا الأول في الشارقة، هو بناء الإنسان، منذ الولادة، نوفر لهم الرعاية الصحية، وننشئ الحضانات والمدارس والجامعات والمراكز الثقافية والرياضية والمتميزة، وتتيح لهم مجالات المشاركة المجتمعية منذ الصغر، فأنشأنا منذ أكثر من عشرين عامًا مجلس شورى الأطفال تكون فيه عضوية الانتخاب بين أطفال الشارقة، ويعبر الأطفال خلال جلساته عن تساؤلاتهم ورغباتهم واحتياجاتهم، مستخدمين لغة الحوار الهادف، وفق أصول ومبادئ المجالس النيابية المعتادة، ومنذ عدة أشهر افتتحنا مقر برلمان الطفل العربي بالشارقة، والذي يضم ممثلين عن الأطفال من العالم العربي كله، لتعميم التجربة في منطقتنا، ولعلنا نرى منهم قريبًا من يتحدث في اجتماعات المنظمات الدولية مثل ما حدث في نيويورك هذا العام".

دعم

وأكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، دعمه للجهود المبذولة للحد من الاحتباس الحراري قائلًا "نعمل منذ سنوات طويلة على إقامة ودعم المشروعات التي تهدف إلى الاستدامة ومعالجة المشكلات البيئية في الشارقة، نحن نؤيد بلا حدود الجهود المبذولة عالميًا للحد من الاحتباس الحراري بكل الطرق، ونحث الجميع على كل المستويات على العمل المشترك والتعامل الجاد، مع النتائج الكارثية المتوقعة من تزايد الاحتباس الحراري، وخاصة تأثيره المدمر على شعوب الدول التي مازالت في بداية طور التنمية".

واختتم سموه كلمته بتقديم شكره للمشاركين في مجموعة عمل حقوق الأجيال القادمة على الحضور والمشاركة، متمنيًا لهم جلسات ولقاءات مثمرة.

 
حياة أفضل

وفي كلمة لثابو مبيكي، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا الأسبق، قدم شكره الجزيل لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على الدعوة الكريمة للحضور والمشاركة في هذا الحدث المهم الذي يسعى لتوفير حياة أفضل للأجيال القادمة.

وبين مبيكي على مسؤولية الدول في تأمين حقوق الأجيال القادمة، من خلال وضع السياسات والقوانين ووضع استراتيجيات التنمية المستدامة التي تسهم في الحد من الاحتباس الحراري والتغير المناخي، وتخفيض الانبعاثات الكربونية.

وتطرق مبيكي إلى بعض الأمثلة البيئية في قارة أفريقيا والتي تستدعي التدخل، كتقلص بحيرة مانيارا في تنزانيا لعدة أسباب مدعمًا طرحه بدراسات ومقالات نشرت في هذا الشأن.

كما أشار رئيس جنوب أفريقيا الأسبق إلى أهمية الحفاظ على حق الأجيال القادمة في توفير حياة أفضل والتحرر من الجوع والفقر التي تعاني منها العديد من الدول والمجتمعات وخاصة المجتمعات الأفريقية.

وفي نهاية كلمته أشاد مبيكي بالمبادرة الكريمة لصاحب السمو حاكم الشارقة، مشيرًا إلى أن ما تم طرحه سيسهم في ضمان حقوق الأجيال القادمة.

جهود وعبرت ديلما روسيف، رئيسة جمهورية البرازيل الاتحادية السابقة، عن فخرها واعتزازها بأن تكون ضمن فريق العمل في الحفاظ على حقوق الأجيال القادمة.

وأشارت روسيف إلى جهود البرازيل خلال توليها الرئاسة في توفير حياة أفضل للناس ومكافحة العديد من المشكلات التي تواجه المجتمعات في محاربة الفقر والحد من الاحتباس الحراري موضحةً أننا في حاجة إلى خطوات جادة وبذل مزيد من الجهود للحد من خطر وتأثير الاحتباس الحراري على المجتمعات والدول.

الاحتباس الحراري

قدمت رئيسة البرازيل السابقة نبذة عن تطور مشكلة الاحتباس الحراري والانبعاثات الكربونية وزيادة معدلات التغيير المناخي التي ارتبطت بشكل مباشر بزيادة عدد المصانع والشركات والتي أثرت بشكل ملموس على حياة الأفراد والشعوب والمجتمعات، وكلفت الحكومات المليارات لمواجهة أخطارها وتداعياتها.

وأكدت أن هناك جهودًا صادقة ونوايا طيبة من عدد من الدول للحد من خطر الاحتباس الحراري الذي يهدد البيئة والمناخ ويؤثر بشكل مباشر على الأفراد والمجتمعات، فكانت اتفاقية باريس للتغير المناخي والتي تم توقيعها عام 2015، كما كانت للدول الأوروبية جهود بهذا الشأن من خلال التوقيع على عدد من الاتفاقيات التي قللت 40 % من هذه الانبعاثات.

قد يهمك أيضًا :

محمد بن زايد ورئيس النيجر يؤكدان الحرص على تنمية علاقات التعاون إلى آفاق أوسع

مدير عام المنتدى الاقتصادي العالمي يؤكد أن صناعة المستقبل رهن بالعمل الجماعي