دبي ـ سعيد المهيري
أعلن ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن "يوم الشهيد" هو يوم فخر لدولة الإمارات العربية المتحدة، تتجسد فيه قيم الولاء والانتماء وحب الوطن في أسمى معانيها، يوم يقف فيه أبناء الإمارات وقفة عز وشموخ وإباء يتذكرون بكل تقدير وإجلال تضحيات كوكبة من خيرة أبناء هذا الوطن المعطاء الذين حملوا أرواحهم الزكية الطاهرة على أكفهم، وجادوا بها، فداء لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومن أجل أن تبقى رايتها عالية خفاقة، ضاربين أروع الأمثلة في التضحية والبذل والعطاء، مشدداً على أن "دماء شهدائنا لم تذهب سُدى".
وقال، في كلمته بمناسبة يوم الشهيد: "إن الأمم تبنى وترتقي بسواعد أبنائها وعزيمتهم وحبهم وولائهم لأوطانهم وتضحياتهم من أجل رفعتها وعزتها، ولا توجد تضحية أعظم ولا أسمى من أن يقدم الإنسان روحه الطاهرة خدمة لوطنه، وكلما سادت هذه الروح روح التضحية والفداء والولاء كان هذا الوطن أكثر قوة ومنعة وتطوراً".
وأضاف: "نحن هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، فخورون كل الفخر بأبنائنا وشبابنا الذين قدموا القدوة والنموذج في التضحية والفداء، ولم يترددوا في تلبية نداء الوطن والواجب، بل هبوا مسرعين ملبين النداء ليسطروا أروع الملاحم في ميادين الحق والشرف، ويذهلوا بشجاعتهم وبسالتهم وعزيمتهم القوية العدو قبل الصديق، مرسخين الصورة الحقيقية لمعدن ابن الإمارات الأصيل الذي وقف على الدوام سداً منيعاً أمام كل محاولات النيل من هذا الوطن العزيز أو تهديده أو المساس بوحدته ونسيجه الوطني ومصالحه العليا".
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن قرار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تخصيص يوم الثلاثين من نوفمبر مناسبة سنوية للاحتفاء بشهداء الوطن الأبرار، يؤكد اعتزاز دولة الإمارات العربية المتحدة بأبنائها الذين ضحوا بأرواحهم الزكية الطيبة في سبيل عزتها وشموخها، وحرصها على تخليد بطولاتهم في قلوب الأجيال المتعاقبة وعقولهم، لتذكرهم دوماً بما قدمه هؤلاء الأبطال من تضحيات، لتظل راية الوطن عالية خفاقة، ويظل أبناؤه يعيشون في ظلال وارفة من الأمن والأمان والازدهار.
وبيّن أن ملاحم البطولة التي سطرها شهداؤنا الأبرار ليست جديدة على أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، وإنما هي نتاج لشيم أصيلة وراسخة في المجتمع الإماراتي، يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، وهي كذلك ترجمة لمنظومة القيم التي رسخها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه من الآباء المؤسسين في نفوس أبناء الوطن، لتثمر أجيالاً متجددة من الأبطال الذين يضربون المثل والقدوة في الدفاع عن الحق، ودفع الظلم، ومساندة الأشقاء، وصون أمن وطنهم ومكتسباته مهما كلفهم ذلك من تضحيات.
وقال ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: "إن تضحيات شهدائنا الأبرار برهنت على عمق الانتماء العربي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأصالة شعبها الوفي، وحرصها على الحفاظ على أمن البلدان الشقيقة واستقرارها، ومد يد العون إليها، انطلاقاً من مسؤولياتها وقناعتها بأن أمنها واستقرارها وازدهارها مرتبط بأمن المنطقة المحيطة بها واستقرارها، وأكدت صدقيتها والمبادئ والقيم الراسخة التي تحكم سياساتها ومواقفها، واستعدادها للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل هذه المبادئ والقيم".
وأضاف: "إن دماء شهدائنا الأبرار لم تذهب سدى، فقد كان لبطولاتهم المشهودة مع أشقائهم العرب في ساحات العز والشرف دورها الحاسم والمهم في تغيير مسار المنطقة برمتها، من الطريق الذي كان يراد لها، وهو الفوضى والإرهاب والخراب، إلى طريق آخر هو طريق الاستقرار والبناء وحماية الدولة الوطنية من الميليشيات الطائفية والإرهابية التي تريد تفكيكها والسيطرة عليها، في إطار أجندات مشبوهة لا تريد الخير للمنطقة وأهلها".
وأشاد بالتفاف الشعب الإماراتي حول قواته المسلحة الباسلة التي كانت وستظل دائماً حصن الوطن المنيع، ويده القوية التي تضرب كل من يحاول أن يهدد وحدة هذا الوطن الغالي وترابه ومكتسباته، مثمناً التضامن الشعبي القوي مع أسر شهداء الوطن الأبرار وذويهم.
وأشار إلى أن هذه الروح الوطنية العالية والمشاعر التضامنية الجياشة التي أظهرها أبناء الإمارات في الاحتفاء بأسر الشهداء وذويهم، رسخت قوة البيت الإماراتي وتماسكه ووحدته وتلاحمه، فمن هذا التلاحم نستمد الثقة والقوة لمواجهة التحديات والصعاب، وهو ما يشكل على الدوام الأساس الصلب الذي ننطلق منه نحو المستقبل والمضي بثبات في عملية البناء والنمو والازدهار لصناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
ووجّه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تحية إجلال واعتزاز وإكبار لأمهات الشهداء وآبائهم الذين ربوا أبناءهم على قيم التضحية والإيثار والإخلاص، وغرسوا فيهم حب الوطن، وضربوا أروع الأمثلة في الوطنية والانتماء، عندما أكدوا أن أرواح أبنائهم الطاهرة الغالية ليست أغلى من تراب الوطن، وأنهم لن يترددوا في تقديم المزيد من أبنائهم وحتى أنفسهم لحماية الوطن إذا تطلب الأمر، مشيراً إلى أن هذه الروح تجعلنا أكثر إصراراً على تحقيق الأهداف التي بذل شهداؤنا أرواحهم في سبيل تحقيقها، وتزيدنا قوة وعزيمة على بناء مستقبل أفضل لأبناء هذا الوطن المعطاء.
وقال مخاطباً أمهات الشهداء وآباءهم وذويهم: «رسالتي اليوم إليكم هي أن الإمارات قيادة وشعباً فخورة بكم بقدر فخرها بأبنائها الشهداء، فأنتم رمز لأصالة هذا الشعب ووطنيته، ولولا جهودكم في تنشئة أبنائكم وزرع قيم الوطنية والانتماء وحب الوطن في نفوسهم ما كنا لنقف اليوم على هذه الأرض الصلبة فخورين بأبنائنا البررة، متطلعين إلى المستقبل المشرق بخطى واثقة». كما جدد حرص قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على تقديم كل صور الدعم والرعاية والمساندة إلى أسر الشهداء وأبنائهم، مؤكداً أن الإمارات لن تنسى أبداً تضحيات شهدائها البررة، وستظل تحمل لهم ولأسرهم وأبنائهم العرفان والتقدير. ودعا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الله عز وجل، أن يحفظ دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها الوفي من كل سوء، وأن يرحم أبناءها الشهداء، ويتقبلهم قبولاً حسناً في جنات الخلد جزاء، بما قدموا من تضحيات لأهليهم ووطنهم.