سيول ـ عادل سلامه
شهد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومون جاي إن رئيس جمهورية كوريا الجنوبية أمس الأربعاء، في "البيت الأزرق" في سيول، مراسم توقيع اتفاقية ترسية عقد تنفيذ الأعمال الهندسية والمشتريات والتشييد بين شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركة "أس كي إنجنيرنغ آند كونستركشن" الكورية الجنوبية، لبناء أكبر مشروع منفرد في العالم، تتم ترسيته لتخزين النفط بسعة تبلغ 42 مليون برميل من النفط الخام في إمارة "الفجيرة" بقيمة 4.4 مليارات درهم.
وستتولى شركة "أس كي إنجنيرنغ آند كونستركشن" الكورية تنفيذ الأعمال الهندسية والمشتريات والتشييد لبناء 3 مستودعات تخزين تحت الأرض تبلغ السعة التخزينية لكل منها 14 مليون برميل.
ويُعد عقد الأعمال الهندسية والمشتريات والتشييد الأكبر قيمة على مستوى العالم لمشروع منفرد لتخزين النفط الخام تحت الأرض، حيث تبلغ قيمته 4.4 مليارات درهم، ستصب نسبة تزيد على 50% منها تقريباً في الاقتصاد المحلي من خلال برنامج أدنوك لتعزيز القيمة المحلية المضافة.
وتعزّز "منشأة الفجيرة" لتخزين النفط تحت الأرض، مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة مورداً موثوقاً للنفط الخام وستوفر لأدنوك مرونة أكثر تمكنها من إدارة وتحسين الجدول الزمني لتسليم الشحنات وتدعم حضورها ومساهمتها الفاعلة في مجال التجارة والتداول. كما أنها ترسخ دور "أدنوك" ضمن أهم الشركاء في مجال التجارة والتوريد المساهمين في جهود التنمية والتطوير الهادفة إلى تعزيز مكانة إمارة الفجيرة مركزاً عالمياً لتخزين وتجارة النفط ومنتجاته.
ووقع الاتفاقية، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" ومجموعة شركاتها، وجي هيون آهن رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "أس كي إنجنيرنغ آند كونستركشن".
أقرأ أيضًا : الشيخ محمد بن زايد يصل إلى جمهورية كوريا الصديقة
وقال الدكتور سلطان الجابر بعد التوقيع: "تماشياً مع توجيهات القيادة الحكيمة بضمان أمن إمدادات الطاقة، يسرنا توقيع هذه الاتفاقية لبناء أكبر مشروع منفرد على مستوى العالم يتم ترسيته لتخزين النفط تحت الأرض في إمارة الفجيرة".
وأضاف: "تمتلك أدنوك سجلاً حافلاً بالنجاحات التي تحققت، من خلال التعاون مع الشركات الكورية شركاء في مناطق امتياز استكشاف وتطوير وإنتاج النفط، ومقاولين يعملون على تنفيذ مشاريع كبيرة في مختلف مجالات ومراحل قطاع النفط والغاز، وزبائن للنفط الخام والمشتقات المكررة".
ويجسد هذا المشروع الشراكة الاستراتيجية القوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية، ويؤكد أهمية القدرات والإمكانيات التي تمتلكها شركة "أس كي إنجنيرنغ آند كونستركشن" نسبة لحجم وتعقيد وقيمة هذه المنشأة.
وبدأ العمل في "منشأة الفجيرة" لتخزين النفط تحت الأرض خلال عام 2018 وانتهى العمل من المرحلة الأولى من المشروع، والتي شملت تشييد نفق دخول، وعند اكتمال المشروع خلال عام 2022، ستكون المنشأة واحدة من أكبر المنشآت من نوعها في العالم وقادرة على تخزين 3 أنواع مختلفة من النفط الخام، بما يتيح لأدنوك مزيداً من المرونة لتصدير الخام عبر محطة نفط الفجيرة، التي تتمتع بموقع استراتيجي على بحر العرب.
من جهته، قال جي هيون آهن: إن "العمل يسير بصورة جيدة في مشروعنا مع أدنوك لبناء أكبر منشأة لتخزين النفط في الصخور الصلبة على مستوى العالم بالفجيرة، وتلتزم شركتنا بتوفير خدمات عالية الجودة للمشروع، بما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، فيما نمضي قدماً في تنمية خبراتنا في مجال تخزين الطاقة".
وتمت ترسية عقد تنفيذ الأعمال الهندسية والمشتريات والتشييد بعد مناقصة شهدت تنافساً قوياً تضمنت تقييماً دقيقاً لمقدار مساهمة قيمة العقد في دعم نمو وتنويع الاقتصاد المحلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال برنامج أدنوك لتعزيز القيمة المحلية المضافة. ومن خلال تدفق نحو 2.2 مليار درهم تقريباً إلى الاقتصاد المحلي، سيوفر هذا العقد حافزاً كبيراً لقطاعات المنتجات والخدمات، والتصنيع والتجميع، والبنية التحتية في الدولة، إضافة إلى توفير فرص عمل إضافية للمواطنين في القطاع الخاص.
وكانت "أدنوك" وقعت خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مذكرة تفاهم مع شركة الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية الهندية، لدراسة تخزين احتياطي من نفط أدنوك الخام في منشأة جديدة تحت الأرض في "بادور" بولاية كارناتاكا الهندية، وذلك بعد تسليم أدنوك آخر شحنة من إجمالي شحنات النفط الخام لتخزينه في منشأة واقعة في مانغلور بولاية كارناتاكا في وقت سابق من نفس الشهر.
وتخزن "أدنوك" ما يصل إلى 6.29 ملايين برميل من النفط الخام في مرفأ "كيري" النفطي في "كاجوشيما" بجنوبي اليابان بموجب اتفاقية مع وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية. وخلال شهر مارس/آذار عام 2018، أرست أدنوك عقدين على شركة "سامسونغ الهندسية المحدودة" .
وفي مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، حصلت شركة "جي أس إنرجي" الكورية الجنوبية في مايو/ايار 2015 على نسبة 3% في الامتياز الذي تديره "أدنوك البرية"، فيما تملك مؤسسة كوريا الوطنية للنفط "كنوك" وشركة "جي أس إنرجي" 40% في منطقة امتياز "الظفرة للبترول"، والتي من المتوقع أن تبدأ بإنتاج النفط الخام العام الجاري 2019
قد يهمك أيضًا :
محمد بن زايد يؤكد على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات وكوريا الجنوبية
محمـد بـن زايـد يؤكد الإمارات تواكب فنـون الابتكار وعلوم التقنيات المتقدمة