اندلاع اشتباكات مسلحة في منطقة زاوية الدهماني

سُمع أصوات إطلاق نار كثيف بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، فجر السبت، في منطقة زاوية الدهماني وسط العاصمة طرابلس، وتجددت المناوشات بين المجموعات المسلحة بعد توقفها. وأكد مسؤول أمني في العاصمة طرابلس، اندلاع اشتباكات مسلحة في منطقة زاوية الدهماني بعد اعتقال صلاح الهجرسي صهر أمر القوة السادسة نعيم الذويبي، على خلفية اغتيال أيوب البوعيشي، وكمال الأمين قبل أسبوعين من الأن، مشيرًا إلى أن قوة الردع الخاصة أمهلتهم وقتًا لإنهاء التوتر، ومعلومات تفيد بأنهم بصدد اقتحام مقر القوة السادسة ومجموعة شارع الإلكترونات.

وأكد المسؤول أن البوعيشي والأمين التابعين لقوة الدرع الخاصة، كان يتابعان قضية مقتل سيدتين في مدينة طرابلس، وتوجيه أصابع الاتهام إلى عدة أشخاص تابعين للقوة السادسة. وأوضح المسؤول الذي طلب التحفظ على أسمة لدواعٍ أمنية، أن الذويبي خطف شقيق خالد البوتي وأبن شقيقة الضاوي انزام، أحد أبرز مساعدي أمر قوة الردع الخاصة عبدالرؤوف كارة. وحاول خطف وزير الشهداء والمفقودين علي قدور في حكومة رئيس الوزراء علي زيدان سابقًا، بعد اقتحام المسجد الكبير في زاوية الدهماني القريب من مستشفى العيون، وتدخل المصليين حال دون ذلك، فتم حرق سيارته وخطف أثنين من أبناءه وشقيقة، بحجة أن نجلة أيوب أحد منتسبي قوة الردع الخاصة.

وأضاف قائلًا أن كافة الجهود والمساعي للتهدئة باءت بالفشل مع إصرار الذويبي على إطلاق سراح صهرة، وأغلق الطرق الرئيسية في المنطقة بالحاويات وجذوع الأشجار الكبيرة والأحجار مع رفض قوة الردع الخاصة لمثل هذه التصرفات. وأكد الناطق الرسمي في مركز سبها الطبي، أسامة الوافي أن المركز استقبل 7 قتلى و25 جريحًا جراء الاشتباكات التي شهدتها منطقة المنشية، في مدينة سبها خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة.

ودعا الاتحاد الأوروبي، الليبيين إلى الوحدة ضد الإرهاب، في أول رد فعل على تقدم الجيش الليبي في مدينة بنغازي، مقدمًا تعازيه لضحايا التطرف من عناصر الجيش. ويتابع الدبلوماسيون الأوربيون عن كثب في بروكسل وغيرها من العواصم الأوروبية، التقدم الميداني الذي حققته عناصر القوات المسلحة الليبية في العديد من المحاور الرئيسة للقتال في بنغازي، وتمكنهم من دحر العناصر المتطرفة.

وأثارت إشادة المبعوث الأميركي وينر، والسفير البريطاني مليت، بفاعلية العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش الليبي والتضحيات التي قدمها في مواجهة الإرهابيين، تغييرًا واضحًا في موقف الأطراف الأوروبية التي باتت تعي طبيعة المواجهة الجارية، بين أفراد الجيش وعناصر تنتمي لتنظيمات مصنفة على كونها متطرفة. وشككت بعض الدول ومنها إيطاليا تحديدًا في طبيعة المواجهات الجارية في بنغازي منذ عدة أشهر وفي طبيعة التحالفات القائمة في المدينة وغضت الطرف عن استلام المجموعات المتطرفة، للدعم المباشر بالعناصر الأجنبية والذخيرة والسلاح.

ومن المقرر أن يجتمع أعيان ومشائخ سبها برعاية "المجلس الاجتماعي لقبيلة ورفلة"، لمحاولة إيقاف الاقتتال بين القبيلتين وإعادة الهدوء للمنطقة. وخلت شوارع منطقة المنشية في مدينة سبها من حركة المارة، وأُغلقت المحال وسط هدوء حذر أعقب يومًا من الاشتباكات الدّامية على خلفيّة خلافات قبليّة. وقال أحد أعيان مدينة سبها، أنّ جهودًا تُبذل من أجل التهدئة بين ممثلين عن قبيلتي "أولاد سليمان والقذاذفة" طرفي الاشتباكات، التي استخدمت فيها القواذف الأسلحة وقذائف نوع "آر بي جي".

وفشلت عدة جهود من قبل أطراف ليبية عديدة للمصالحة بين القبيلتين، كان آخرها مساعي المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة مطلع هذا العام، وترتبط قبيلتا لأولاد سليمان والقذاذفة بعلاقة تاريخية، وهم يقطنون حي واحد في منطقة المنشية.

وناشدت الحكومة المؤقتة من مقرها في مدينة البيضاء العقلاء والأعيان ومشايخ قبائل الجنوب بالعمل، على وقف القتال الدائر في مدينة سبها، مشيرة إلى استعدادها للتعاون مع المجالس المحلية ومؤسسات المجتمع المدني ولجان المصالحة في سبها وتقديم كل ما تحتاجه من أجل الحفاظ على الأمن. وأصدرت الحكومة المؤقتة بيانًا ناشدت فيه "العقلاء والوجهاء وأعيان ومشايخ قبائل الجنوب الليبي الحبيب، إلى العمل بشكل سريع لإصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر والجلوس مع أولياء الدم بغية وقف نزيف الدم".

وأبدت الحكومة المؤقتة قلقها الكبير، من الاشتباكات الدائرة بين الإخوة هناك، والتي خلفت عددًا من القتلى والجرحى بين صفوف المدنيين، حيث الخاسر الوحيد فيه هو ليبيا بفقدانها خيرة شبابها في معارك جانبية المستفيد الأكبر منها هم أعداء الوطن".