أبو ظبي - سعيد المهيري
أعلن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ستواصل مسيرة الخير والنهضة والتطور بكل عزيمة وثبات، متمسكة بهويتها وأصالتها وموروثها وذاكرتها التاريخية، لتستلهم منه الأجيال الحاضرة والمستقبلية في تعزيز مسيرة التنمية والبناء وتحقيق المزيد من الإنجازات لهذا الوطن الغالي.
جاء ذلك خلال استقباله مساء أمس الاثنين، ضيوف مجلسه في رحاب قصر الحصن العريق في أبوظبي، حيث شهد إطلاق مشروع ترميم وتطوير قصر الحصن والمنطقة المحيطة به، وتم عرض مادة فيلمية تستعرض مراحل الترميم والتطوير المزمع تنفيذها خلال المرحلة المقبلة لقصر الحصن والمنطقة المحيطة به، كما اطلع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والحضور على مجسم الشكل النهائي لقصر الحصن بعد عمليات التطوير والترميم المعروض بتقنيات عالية.
وتبادل الشيخ محمد بن زايد مع الحضور، الأحاديث الودية مستحضرين صور الماضي وسير الآباء والأجداد وما تركوه من موروث أصيل وقيم نبيلة، وما تحلوا به من عزيمة وإرادة صلبة لمواجهة الصعاب، مستذكرين جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الحفاظ على مكونات التراث والهوية الوطنية وفي مقدمتها معالمنا التاريخية مثل قصر الحصن وغيره من المواقع التاريخية التي تزخر بها الإمارات بما تمثله من عراقة وأصالة تنبض بقصص البطولات والتضحيات وصور العطاء والانتماء والإخلاص لهذه الأرض الطيبة. وتخلل الاستقبال إلقاء قصائد شعرية عبرت عن حب الوطن والاعتزاز بجهود قيادتنا الحكيمة التي أسست لنهضة تنموية فريدة أصبحت نموذجا يحتذى.
ويستعرض المخطط الرئيسي للمشروع أعمال ترميم قصر الحصن، وتطوير مقر المجلس الوطني الاستشاري، وكذلك مبنى المجمع الثقافي والمنطقة المحيطة بهم. واستمع ولي عهد أبوظبي من محمد خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة إلى شرح حول مراحل مشروع الترميم التي ستبدأ هذا الشهر وتستمر عاماً وتتضمن مقر المجلـــس الوطنــــي الاستشاري ومبنى المجمع الثقافي بهدف إعادة تجديد موقع قصر الحصن بالكامل والمحافظة على قيمته التاريخية العريقة، وتحويل هذه المنطقة التاريخيـــــة إلى وجهة سياحية وثقافية للجمهور بشكل مستمـر، حيث من المنتظر افتتاح الموقـــــع للجمهور في عـــام 2018 بحلة مجددة ومبتكرة.
وزار الشيخ محمد معرض قصر الحصن الذي يروي قصة أبوظبي والشعب الذي اتخذها موطنا له، وهي القصة التي لا يمكن فصلها عن قصر الحصن باعتباره أول بناء ثابت على أرض جزيرة أبوظبي، وشاهدا على بدايات أبوظبي ورحلة تطورها. ويتضمن المعرض خرائط ومخطوطات تاريخية ومعروضات تمثل جوانب مهمة من التراث الإماراتي وصورا توثيقية ورسوما تخطيطية لإمارة أبوظبي.
وقد شاركت عدد من فرق الفنون الشعبية بالأهازيج التراثية واللوحات التاريخية التي عبرت عن ماض وتاريخ المنطقة. ويعتبر قصر الحصن أحد الصروح المعمارية التاريخية التي تعبر عن نشأة أبوظبي وتراثها، فضلاً عن كونه مقراً لأسرة آل نهيان في الماضي، حيث نجحت الإمارة في ترسيخ مكانة قصر الحصن وأهميته التاريخية.
ويعد "قصر الحصن" أحد أهم المواقع التاريخية في الدولة ومصدر فخر تتجلى فيه عراقة التاريخ الإماراتي، ويسلط الضوء على النسيج التاريخي الموروث والتقاليد المتجذرة للشعب الإماراتي الأصيل. ويعود تاريخ قصر الحصن إلى عام 1760، ومرّ هذا الصرح المتميز بعدة مراحل وتطورات عبر التاريخ، فضلاً عن الدور الذي لعبه كبرج للمراقبة ثم تطور ليصبح قصرا ذا قيمة معمارية وتاريخية هامة ثم تحول إلى الشكل الذي يعرف به اليوم.
ويقدِّم معرض قصر الحصن الدائم الذي يبدأ استقبال الجمهور اعتبارا من بعد غد الاربعاء مضمونا وسردا يأخذهم في رحلة تفاعلية وتثقيفية عبر تاريخ أبوظبي، ويبرز أهمية ومكانة القصر كصرح وطني في محور مخطط الموقع الجاري تنفيذه. وسيزود معرض قصر الحصن رواد هذا المعلم التاريخي بمجموعة من البرامج المجتمعية وحلقات النقاش الثقافية