لحظات ما بعد تفجير إسطنبول

كشف المغني الرئيسي في فرقة "ذا أواي دايز" التركية، كان أوزين، عن اللحظات التي كانت تفصله عن الموت في تفجير إسطنبول الذي وقع يوم السبت 10 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بجوار ملعب فودافون أرينا في بشيكاتش، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 44 شخصًا وإصابة 166 آخرين.

وأوضح أوزين لصحيفة "الاندبندت" البريطانية، أن التفجير وقع عندما كان يستقل وصديقته سيارة على الطريق الرئيسي الذي يربط بين ميدان تقسيم وبشيكاتش، وسمع دوي الانفجار الثاني في حديقة مجاورة لمكان التفجير الأول، مضيفًا: ""كنت أنا وبعض أصدقائي بالقرب من مكان الانفجار، كان الأمر مرعبًا، وحاولنا الهروب إلى منازلنا في أسرع وقت ممكن".

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادثة منذ وقوع التفجيرات، إلا أن نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان كورتولموش، أكّد لقناة "سي.إن.إن" التركية، بأن حزب العمال الكردستاني المحظور قد يكون وراء الحادثة، ومنذ وقوع التفجير، نفذت الشرطة التركية حملة من الاعتقالات للسياسيين الأتراك، تم اتهامهم بأن لهم علاقات مع حزب العمال الكردستاني، وأعضاء من الحزب الديمقراطي الشعبي المعارض.

وأفادت وزارة الداخلية التركية، في 12 ديسمبر/كانون الأول، أنها اعتقلت نحو 235 شخصًا في 11 مدينة بتهم تتعلق بالتطرّف ونشر دعايات متطرّفة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتلقت تركيا انتقادات قوية من الحكومات الغربية والخبراء القانونيين وجماعات حقوق الإنسان، بسبب معاملتها للصحافيين في البلاد كجزء من حملة حكومية واسعة النطاق في أعقاب محاولة انقلاب يوليو/تموز 2016، وأكّد أوزين أن تركيا أصبحت الدولة الأولى عالميًا في سجن الصحافيين وتضييق الخناق عليهم، مشددًا على ضرورة إيلاء الصحافة الدولية اهتمامًا أكبر لتركيا وتوفير حرية التعبير للشعب التركي والصحافيين الأتراك.

ووفقًا لإحصائية سنوية أعدتها لجنة حماية الصحافيين الأميركية، وصل عدد المقبوض عليهم من الصحافيين في تركيا منذ 1 ديسمبر/كانون الأول إلى 81 صحفيًا، وأكدت الإحصائية أن الحكومة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان، اعتقوا ما لا يقل عن 100 صحافيًا وأغلقوا نحو 100 صحيفة تركية في شهرين فقط، فيما يواجه المحررون والكتاب والرسامون والمصورون في تركيا تهمًا تصب كلها في نطاق العداء للدولة، وأضاف التقرير: "تشهد حرية الإعلام قمعًا في تركيا منذ أوائل 2016؛ إذ تضيق السلطات التركية الخناق على جميع المؤسسات الصحافية"، وختم أوزين أن الأجواء في تركيا على مدى الأشهر القليلة الماضية أصبحت "بائسة".