الجيش اليمني يحقّق تقدّمًا في صعدة

تشهد محافظة صعدة الحدودية، شمال اليمن، ومعقل حركة الحوثيين عمليات عسكرية واسعة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2016 ، وحقق الجيش اليمني بإسناد من قوات التحالف تقدّمًا كبيرًا في جبهات صعدة في ديسمبر/كانون الأول 2016، ونفذت وحدات عسكرية بقيادة اللواء الخامس "حرس حدود" بإسناد من المقاومة الشعبية وقوات التحالف عملية عسكرية نوعية باتجاه مديرية باقم المحاذية لإمارة ظهران السعودية، تمكنت خلالها من تحرير منفذ علب الحدودي والذي يبعد عن مدينة صعدة ما يقارب 150كم، وبذلك أصبحت المنافذ البرية بين اليمن والمملكة ضمن سلطة الجيش الحكومي.

وسيطر الجيش على مواقع هامة في جبهة البفع أبرزها "الجمارك الجديد- مهبط الطيران العسكري- تباب عباسة- تباب الخشفة والثأر وأبو طاغية- تبة ذرا عين-جبل البرقة الطويلة- جبل الشبكة عند سوق البقع- عرق الذياب- بير وموقع المطاع- سلاطح- بني خليقا"، وفي الأول من يناير/كانون الثاني من العام الجاري، أعلن الجيش سيطرته على اللواء 101 مشاه الذي يبعد عن منفذ البقع حوالي 25كم، حيث تم تحرير جبل السنترال الاستراتيجي والتباب المحيطة به المطلة على مركز قيادة اللواء وسوق البقع، وانتهت تلك المعارك بتحرير اللواء بشكل كامل.

وكشف القيادي في مقاومة صعدة، الشيخ يحيي بن مقيت، شيخ قبائل خولان عامر، أن العملية العسكرية في منطقة باقم تسير وفق الخطة المرسومة ووفق استراتيجية عسكرية تتناسب مع طبيعة المنطقة جغرافيا ومع أسلوب المليشيات في القتال، مشيراً إلى أن الجيش والمقاومة ماضون في استمرار العملية العسكرية حتى استكمال تحرير محافظة صعدة وتطهير اليمن بشكل كامل والقضاء التام على الحوثيين، سوف يتم تطهير مركز مديرية باقم في القريب العاجل، وبعد وصول الجيش إلى مركز المديرية سوف تكون مدينة ضحيان هي الهدف ونكون على مسافة حوالي 20 كيلومترًا، وعندما يتم تطهير مدينة ضحيان فإن ذلك سوف يعجل من انهيار المليشيات كلياً"،منوهاً أن المعارك تتجه نحو مركز مديرية باقم الذي يفصل قوات الجيش عنه حوالي 7 كيلومترات.

وأضاف بن مقيت: "نحن في أتم الجاهزية والاستعداد لاستكمال معركة تحرير محافظة صعدة واليمن عامة، ومعنوياتنا مرتفعة جدا، وقد أصبحت المليشيات في حالة ضعف وتشتت وأوشكت على الانهيار، ونحن ماضون في طريق تحقيق النصر الأكبر الذي أصبح قاب قوسين، ولن نتراجع ولن نتأخر مهما بلغت المصاعب والتضحيات، ولا يمكن لأي قوة أن تقف أمامنا".

وأشار المحلل العسكري صلاح نعمان الأغبري، إلى أن العمليات العسكرية في صعدة مثلت صدمة للحوثيين كون المحافظة معقلهم الرئيسي ولم يتوقعوا الهجوم المباغت والتقدم السريع لقوات الجيش، مؤكّدًا أن دخول الجيش إلى صعدة يعني توجيه الضربة القاضية لحركة الحوثيين التي ستتعرض لأبشع هزيمة في معقلها الرئيسي وأكثر منطقة تمتلك فيها أنصار بالرغم أن الكثير من أبناء صعدة يكرهون الحوثيين ولكن لا يستطيعون معارضتهم خوفاً على حياتهم وأملاكهم.

واعتبر الأغبري أنه في حال سيطر الجيش بشكل كامل على صعدة سيمثّل هزيمة كاملة للحوثيين ويجبرهم على الاستسلام والرضوخ للحلول السياسية ويضعف نفوذهم بشكل كبير ويضعفهم على المدى الطويل، ويصف الأغبري تضاريس صعدة بالمعقدة والوعرة ما يمثل عائق نوعاً ما أمام القوات الحكومية، منوهاً إلى أنه على الرغم من التضاريس ومعرفة الحوثيين بشكل أكبر بالجبال والمناطق تقدم القوات الحكومية حتى الآن بوقت وجيز يعد إنجاز عسكري كبير بوقت قياسي ويجب أن تستمر العمليات العسكرية على هذا المنوال لتكون صعدة كاملة بيد الجيش وينتهي عبث الحوثيين باليمن.

وتمكّنت قوات الجيش اليمني والمقاومة مسنودة بطيران التحالف العربي من تحقيق تقدم كبير في جبهة مديرية المتون في محافظة الجوف، وتحرير عدد من المواقع التي كانت تحت سيطرة المليشيات الانقلابية، كما سيطر الجيش الوطني على سوق الإثنين وسط فرار كبير لعناصر المليشيات وسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.

وقطع الجيش خطوة جديدة في الطريق إلى مدينة المخا الساحلية غربي محافظة تعز، حيث نجحت قوات الشرعية بإسناد من طيران التحالف في تطهير قرية المعقر الواقعة على الخط الساحلي الواصل إلى المخا، بعد معارك عنيفة ضد ميلشيات الحوثي والمخلوع صالح أسفرت عن مقتل وجرح عدد من المتمردين .

وكشف تقرير يمني عن قيام الميليشيات الانقلابية بقتل 107 مدنيين وخطف 1200 آخرين في محافظة إب " وسط البلاد " خلال العام الماضي 2016، مشيرًا إلى أن ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح ارتكبت نحو 1999 جريمة وانتهاك في محافظة إب خلال 2016 ، و توزعت بين القتل والشروع بالقتل والاختطاف والاعتداء المباشر، والنهب والمداهمات، واحتلال المؤسسات، وتفجير المنازل وغيرها من الجرائم .

وأكد التقرير مقتل 107 مواطنين وإصابة 119آخرين في جرائم جسيمة ارتكبتها الميليشيات بحق المدنيين بالمحافظة طوال العام الماضي . وبحسب الإحصائية فقد قتلت 5 نساء وأصيبت 16 أخريات، كما قتل 4 أطفال وأصيب 12 آخرين، كما تضمن التقرير أيضاً اغتيال 6 شخصيات سياسية واجتماعية وأمنية، و 7ج رائم تصفية وإعدام لمعارضين، وعمال عاديين إضافة إلى 4 جرائم قتل تحت التعذيب في سجون الميليشيات لمعارضين قبليين وسياسيين، لافتًا إلى اختطاف الميليشيات الانقلابية لأكثر من1200 مدني، ومشيراً إلى أن فئة العمال هي أكثر الفئات المستهدفة، حيث اختطفت الميليشيات الانقلابية في شهر سبتمبر الماضي نحو 600 عامل وأودعتهم سجونها الخاصة، قبل أن تطلق سراح البعض منهم بمبالغ مالية كبيرة، فيما لا يزال المئات من المختطفين في سجون الميليشيات حتى اليوم.

وأفاد تقرير مقاومة إب عن نهب ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية لـ101منزل و 5 مؤسسات حكومية و 4 محلات تجارية و29سيارة بموديلات مختلفة، كما قامت بالسطو على 9 أراضي لمواطنين ومؤسسات أهلية وحكومية تبلغ قيمتها مئات الملايين من الريالات، وعلى صعيد الاقتحامات والمداهمات، أشار التقرير إلى اقتحام الميليشيات لنحو 145 منزلا و13 مؤسسة حكومية و6 محلات تجارية و 4 مساجد و11 قرية، ووفق الإحصائيات فإن الميليشيات الانقلابية قامت بتفجير وتفخيخ 14 منزلا وإحراق 6 آخرين ، إضافة إلى تفجير مسجد.

وأشار التقرير إلى ارتكاب الميليشيات الانقلابية لجرائم وانتهاكات أخرى توزعت بين الابتزاز المالي للمواطنين بواقع 85 حالة، وعمليات اعتداء بالضرب على مواطنين بلغت 84 حالة وعمليات قصف على قرى في بعدان وحزم العدين بواقع 27جريمة قصف عشوائي تضرر منها عدد من المنازل وقتل وأصيب جراءها مدنيون، مبيّنًا ارتكاب الميليشيات 11عملية تعذيب مساجين تم توثيقها، و 4 مساجد ومدارس تم تحويلها إلى سجون خاصة.