طرابلس ـ فاطمة السعداوي
اتّهم "طوارق" ليبيا، قيادة القوات الأميركية في أفريقيا "أفريكوم"، بقتل مدنيين خلال غارة جوية شنها الجيش الأميركي، الخميس الماضي، على موكب قالوا إنه موكب مدني وليس "إرهابياً". لكن الناطق باسم "أفريكوم" نفى سقوط مدنيين في الغارة التي أسفرت عن مقتل 11 شخصاً يقول الجيش الأميركي إنهم "إرهابيون".
وقالت بيكي فارمر الناطقة باسم "أفريكوم"، في تصريحات من مقرها في مدينة شتوتجارت الألمانية لـ"الشرق الأوسط": "نحن على دراية بالادعاءات التي قدمها رجال القبائل والشيوخ الطوارق بخصوص الغارة الجوية لقيادة الولايات المتحدة لأفريقيا يوم الخميس الماضي بالقرب من العوينات في ليبيا".
وأضافت: "في هذا الوقت، لا نقيم سقوط أي جرحى أو قتل مدنيين"، مشيرة إلى أن هذه هي الضربة الأميركية الثالثة من نوعها ضد تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في ليبيا، ولفتت إلى أن "الضربة ضد القاعدة وقعت في 13 يونيو/حزيران الماضي، ما أدى إلى مقتل إرهابي واحد". وشددت على أن "الولايات المتحدة لن تتخلى عن مهمتها المتمثلة في تحطيم وتعطيل وتدمير المنظمات الإرهابية وتحقيق الاستقرار في المنطقة"، وأضافت: "نحن ملتزمون بالحفاظ على الضغط على شبكة الإرهاب ومنع الإرهابيين من إنشاء ملاذ آمن".
وكان أعيان ومشايخ قبائل الطوارق في مدينة "أوباري" نددوا، في بيان لهم، عقب وقفة احتجاجية، مساء أول من أمس، في المدينة، بالقصف الأميركي. واتهم البيان، الجيش الأميركي، "بارتكاب مجزرة قُتل وأُحرق فيها هؤلاء الأبرياء تحت مسمى الإرهاب دون أي أدلة حقيقية تثبت تورطهم"، معتبراً أن "تنفيذ القصف دون ذكر أسماء وتفاصيل المستهدفين دلالة على أنهم أبرياء، وأن هذه الضربة كانت مبنية على معلومات مغلوطة من حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج في طرابلس".
وبعدما طالبت "أفريكوم" بتقديم الاعتذار والاعتراف بأن الضربة كانت خاطئة، حمَّل حكومة السراج والغرفة الأمنية في غات و"كتيبة تاسيلي"، مسؤولية الغارة، ولفت إلى أن القتلى مدنيون وعسكريون نظاميون، من بينهم قائد ميداني في "البنيان المرصوص" التي حاربت الإرهاب في سرت.
من جانبه، أكد العميد بلقاسم الأبعج آمر منطقة الكُفرة العسكرية، أن قوات الجيش الوطني الليبي بسطت سيطرتها الكاملة بعدما دحرت فلول تنظيم داعش لأكثر من 400 كيلومتر عن مدينة تازربو. وقال الأبعج لوكالة الأنباء الموالية للجيش في شرق البلاد، إنه ليس ثمة فرصة أخرى لـ"داعش" في تكرار هجماتها على القرى والبلدات الواقعة تحت حماية الجيش، مشيراً إلى أن تراجع قدرات التنظيم المالية والعسكرية هو بمثابة مقدمة للنهاية الفعلية للتنظيم بعد الخسائر التي تكبدتها عناصره المتسللة للبلدة، في معركتها الأخيرة ضد الجيش.
موظفو مصلحة الطيران المدني يعتصمون في مطار معيتيقة
وحذر "مطار معيتيقة الدولي" في طرابلس، مما وصفه بكارثة ستتسبب في تكدس المسافرين وتعطل الرحلات، على خلفية اتجاه موظفي مصلحة الطيران المدني للاعتصام مطالبة بتسوية أوضاعهم الوظيفية أسوة بزملائهم المراقبين الجويين. وقالت رئاسة المطار في بيان لها عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن "الاعتصام الذي سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة سيؤدي أيضاً إلى اعتذار معظم شركات الطيران عن تسيير رحلاتها"، مشيرة إلى توقف تجديد واستخراج التصاريح للطيارين وأعضاء الضيافة الجوية، وتوقف إصدار التصاريح للرحلات الإضافية والعارضة ورحلاتٍ لغرض الصيانة، فضلاً عن وقف الأعمال الإدارية.
إشادة حكومية بالدور البريطاني في دعم الشرعية
اعتبر فتحي باش أغا وزير الداخلية في حكومة السراج، أن "لبريطانيا دوراً بارزاً من خلال دعمها للحكومة، وما تقدمه من مساعدات لوجستية وأمنية على الصعيدين الأمني والتقني". ونقل بيان أصدره مكتب أغا عقب لقائه مساء أول من أمس مع سفير بريطانيا لدي ليبيا فرانك بيتر، أن وزارة الداخلية تحتاج إلى الدعم الدولي المباشر من خلال تفعيل عمل كلية الشرطة وتدريب العناصر الأمنية ودعم جهاز المباحث الجنائية وبناء قدرات وزارة الداخلية الأمنية.
في المقابل، أعرب السفير البريطاني عن استعداد بلاده لتقديم كافة الإمكانات اللازمة والتطلع إلى تعاون بناء مع حكومة السراج في دعمها سياسياً واقتصادياً، ومعالجة كافة التحديات التي تواجه المنطقة عامة، وليبيا خاصة. وقالت السفارة الإيطالية لدى ليبيا، أمس، في بيان مقتضب عبر "تويتر"، إنها عقدت أمس ما وصفته باجتماع مفيد مع نائب وزير الداخلية في حكومة السراج، بشأن دعم إيطاليا بقيمة 15 مليون يورو لتحسين الأوضاع الإنسانية في مراكز الإيواء التابعة لحكومة السراج، وأيضاً لصالح البلديات التي تستضيفها.
وأعلنت "قوة الردع والتدخل المشتركة" التابعة لحكومة السراج عن قيامها بتسليم معسكر النقلية الذي كانت تحتله ميلشياتها المسلحة في طريق المطار إلى صندوق الإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وفقاً لقرار أصدره السراج يقضي بإخلاء معسكرات للجيش تشغلها ميلشيات مسلحة منذ سنوات في إطار محاولته الإيحاء بسيطرته على العاصمة.
وأوضحت "القوة" أن مراسم التسليم والتسلم حضرها مندوبون عن الإدارة العامة للأمن المركزي "فرع أبوسليم" وصندوق الإنماء، معربة عن تمنياتها بأن تكون هذه الخطوة لصالح البلاد والعباد، على حد تعبيرها.