لندن ـ كاتيا حداد
توصلت شركة رئيس الوزراء الأسبق توني بلير، إلى اتفاق في وقت سابق من هذا العام، مع الحكومة السعودية، حيث سيعمل بلير كمستشار لولي العهد السعودي مقابل مبلغ 9 ملايين جنيه استرليني دخلت في رصيد معهده الخاص، وهي أول صفقة رئيسية ظهرت للمعهد، الذي أسسه في عام 2016، بعد إنهاء شركته التجارية.
شركة سعودية تقدم الدعم
وتلقى معهد بلير مبلغ 7.6 مليون جنيه استرليني، في كانون الثاني/ يناير، مقابل العمل الذي يقوم به موظفوه المقيمين في الشرق الأوسط، وتم سداد المبلغ من مؤسسة وسائل الإعلام للاستثمار المحدودة (MIL)، وهي شركة مسجلة تابعة لمجموعة الأبحاث والتسويق السعودية، وترأس مجموعة النشر الكبيرة حتى وقت قريب للأمير بدر بن عبدالله بن محمد آل فرحان، وهو الآن وزير الثقافة في السعودية.
ونقلت صحيفة "التلغراف" البريطانية عن المصادر قولها "إن الإجمالي المقدم للمعهد تجاوز حتى الآن 12 مليون دولار (9 ملايين جنيه إسترليني)، ولكن التمويل غير مذكور على الموقع الإلكتروني للمعهد، على الرغم من وجود مقالة لاحقة تمدح المملكة العربية السعودية، وولي العهد".
المعهد لا يهدف إلى الربح
وقال مكتب بلير في المعهد "أنه ليس من الواجب الكشف عن الجهات المانحة أو تبرعات"، وامتنع عن قول ما هي مناقشات بلير التي قد يعقدها مع أعضاء العائلة المالكة السعودية أو الحكومة، وردا على سؤال حول الصفقة، أكد متحدث باسم المعهد أنه تلقيت تبرع من المؤسسة السعودية الإعلامية، ولكن لعمل لت يهدف إلى الربح.
وقال متحدث باسم المعهد "نعمل على دعم برنامج التغيير السعودي في المملكة العربية السعودية ، مضيفًا أن العمل سيحدد في التقرير السنوي الأول للمعهد، ولدى المعهد فرق من الموظفين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنذ ما يقرب من 10 سنوات، عقد بلير صفقات مربحة مع حكومات أجنبية وشركات خاصة من خلال شركة توني بلير أسوشيتس، شركته الاستشارية، قبل أن ينهي عملها في عام 2016 من أجل فتح المعهد، وهو معهد غير ربحي يركز على معالجة آثار العولمة.
عمل مستشارًا بأجر مدفوع للإمارات
وفي العام الماضي، كشفت صحيفة التلغراف عن أن عمل بلير غير المدفوع الأجر كمبعوث رسمي للشرق الأوسط قد تم تمويله من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي استخدمته أيضًا كمستشار بأجر مدفوع.
ونفى بلير أي تضارب بين المصالح وعمله الخاص والدور الرسمي، وشمل عملاء بلير التجاريين من خلال شركته الاستشارية حكومات كازاخستان، والكويت ومنغوليا، وكذلك بنك "جي بي مورغان" الاستثماري.
وتحدث بلير علنًا عن دعمه لرؤية 2030، وهو برنامج طموح لإعادة هيكلة اقتصاد السعودية، من بنات أفكار ولي العهد محمد بن سلمان، والذي تم وصفه في شهر مارس/ آذار، في منشور على موقع بنك التجارة العالمي على أنه أظهر مستوى من الوضوح والاتساق في تحديد وفهم طبيعة التطرف الإسلامي، كما يجب على صناع السياسة الغربيين أن يتعلموا منه".
ووصف بلير مشروع الرؤية 2030 في معرض حديثه في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض في سبتمبر/ أيلول 2017، بأنه "الأكثر أهمية والأكثر إثارة وسط ما حدث في هذه المنطقة في السنوات القليلة الماضية".
وقال المتحدث باسم بلير "لكي أكون واضحا، فهذا هو تبرع للبنك البريطاني ، وليس أموال لصالح توني بلير شخصيا، وكل هذه الأموال تذهب لدعم هذا العمل، فالمعهد لا يهدف للربح، ولا يأخذ بلير منه الأموال، المعهد ملتزم بالعمل من أجل التحديث والإصلاح في المنطقة والعمل على إيجاد حل إقليمي لعملية السلام"، مضيفًا" أيد السيد بلير برنامج الرؤية 2030 قبل أي تبرع وسيقوم بذلك بغض النظر عن أي تبرع".