الشرطة الفرنسية تداهم شقة رضوان لادكيم في حي اوزانام

استُدعي مسلح "داعش" رضوان لاكديم، وهو فرنسي الجنسية من مواليد المغرب، والذي قتل أربعة أشخاص في فرنسا الأسبوع الماضي لمقابلة شرطة مكافحة التطرف قبل وقت قصير من العملية المتطرفة التي شنها، وهو على قائمة من المشتبه في أنهم متشددون منذ عام 2014 ويجري مراقبته، مما أثار انتقادات لأجهزة الأمن في البلاد.

وقتل لاكديم أربعة أشخاص وأصاب أربعة آخرين الجمعة في ثلاث حوادث إطلاق نار منفصلة في مدينتي كاركاسون وتريبس حيث احتجز رهائن في أحد متاجر السوبر ماركت قبل أن يطلق على الشرطة الرصاص، ومنذ ذلك الحين كشف مصدر في الشرطة أن لاكديم حصل على رسالة في مارس/ آذار تطلب منه ترتيب اجتماع وجه لوجه مع عملاء من وكالة المخابرات الداخلية الفرنسية "دي.جي.سي".

وظهرت محاولة الانخراط مع لاكديم بينما كانت فرنسا تودع أحد ضحاياه، وهو الشرطي البطل أرنو بلترام، الذي توفي أثناء إنقاذ الرهائن في السوبر ماركت في تريبس، وسيقود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، احتفالا وطنيا الأربعاء بالضابط الذي وافق على مقايضة نفسه بأسير، ثم قُتل على يد لاكديم الذي ذبح رقبته.

ويقام الاحتفال في الفناء الرئيسي لنُصب Invalides، موطن قبر نابليون، في حضور عائلة الشرطي وعائلات ضحايا الهجوم الآخرين.

وقتل ثلاثة أشخاص من بينهم بلترام في السوبر ماركت بينما قتل شخص رابع في وقت سابق خلال حادث اختطاف سيارة في مدينة كاركاسون القريبة، إن حقيقة أن لاكديم كان على قائمة مراقبة التطرف في فرنسا أدت إلى اتهامات من اليمين واليمين المتطرف بأن حكومة ماكرون ضعيفة جدا تجاه الإسلاميين، بينما طالبت زعيم اليمين المتطرف مارين لوبن، وزير الداخلية إلى الاستقالة.
ويشير الخبراء إلى أن فرنسا لديها نحو 20 ألف شخص يشتبه في أنهم متطرفون إسلاميون وأن قوات الأمن نجحت في إحباط سلسلة من الهجمات في السنوات الأخيرة بفضل قوانين مكافحة التطرف الصارمة، ومنذ العنف الذي وقع الجمعة، اعتقلت الشرطة صديقة لاكديم البالغة من العمر 18 عاما، وهي مسلمة متشددة، وكذلك صديقة عمرها 17 عاما.
وقال المدعي العام الفرنسي، فرانسوا مولينز، إن صديقة متطرفة اعتنقت الإسلام وأنها صاحت "الله أكبر" عندما ألقي القبض عليها، مضيفا "أن المرأة التي تبلغ من العمر 18 عاما تظهر كل علامات التطرف"، وتم احتجازها بعد ساعات من مقتل لاكديم، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص يوم الجمعة قبل قتله على أيدي الشرطة التي اقتحمت السوبر ماركت في تريبس.
وقالت المرأة للمحققين إنها اعتنقت الإسلام عندما كانت في السادسة عشرة، ونفت أن تكون قد أُبلغت وأنها على علم بما قام به صديقها، لكن مولينز قال إن الفتاة نشرت على الإنترنت آية قرآنية تشير إلى أن الكفار وعدوا بالجحيم قبل ساعات قليلة من الهجمات.

ونفذ لاكديم الهجمات في كاركاسون يوم الجمعة، بعد أن تركت شقيقته الصغرى في المدرسة في الصباح.

وقال تنظيم داعش إن المهاجم كان يلبي نداءها لاستهداف دول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يقاتل الجهاديين في سورية والعراق.

وعندما دخل الشرطي إلى السوبر ماركت أثناء وضع الرهائن، بدأ التفاوض مع لاكديم، وقال مولينز "لقد رفع يديه في الهواء، وأسقط سلاحه وطلب منه أخذ مكان الشخص الذي أخذ رهينة"، وبعد دقائق قليلة من دخول بلترامي إلى القبو وعرض نفسه كرهينة، أفرج لاكديم عن المرأة التي كان يحتجزها، ثم اتصل الشرطي بزملائه ليطلب منهم مغادرة المكان، وأضاف أن المهاجم كان يطالب بالإفراج عن صلاح عبد السلام، المعتدي الوحيد الذي نجا من هجمات 13 نوفمبر / تشرين الثاني 2015 في باريس والتي خلفت 130 قتيلا.
وترك بلترام هاتفه الخلوي سريعا حتى تتمكن الشرطة في الخارج من سماع ما يجري داخل السوبر ماركت، وقال موليز إن عدة أجهزة متفجرة وضعت في أرجاء السوبرماركت بالقرب من لاكديم وهدد المهاجم بإطلاقها.

واقتحمت وحدات شرطة المتجر بعد سماع طلقات نارية، وقتلوا لاكديم ووجدوا بلترام بجروح خطيرة.

وأوضح مولنيز أن الشرطي توفي في مستشفى محلي يوم السبت متأثرا بعدة طعنات "بما في ذلك إصابة بالغة في القصبة الهوائية والحنجرة."

وقال المدعي العام إن لاكديم وصل إلى فرنسا مع عائلته في عام 1992 فور ولادته في المغرب، وحصل على الجنسية الفرنسية في عام 2004، بعد تجنيس والده.

وبين مولينز أن لاكديم كان مدرجا في سجل الشرطة للأشخاص المتعصبين منذ 2014 بسبب صلاته المشبوهة مع الدوائر السلفية المحلية، مموضحا أنه كان لا يزال يخضع لمراقبة مخابراتية مستمرة وفعالة في الأيام التي سبقت الهجمات، لكن المراقبين قالوا إن المراقبة لم تسمح للشرطة بالكشف عن أي إشارات تحذيرية بأنه سيقوم بارتكاب عمل عنيف أو أي نية للذهاب إلى العراق أو سورية، وعندما تم سجنه في عام 2016، ولاحظت إدارة السجن عدم وجود علامة واضحة على التطرف.​