عدن - عبد الغني يحيي
أعلنت مصادر في منطقة العسكرية الخامسة التابعة للجيش اليمني، مقتل 15 وإصابة 11 آخرين من ميليشيات "الحوثي وصالح"، بقصف مدفعي للتحالف العربي والجيش استهدف تجمعات الميليشيات في ميدي في محافظة حجة، مضيفة أن طيران التحالف العربي دمَّر عربة عسكرية ومدفعاً بغارة جوية في المدينة.
وقالت مصادر في المقاومة إن وحدات عسكرية من قوات الشرعية تصدت لهجوم كبير شنته الميليشيات على معسكر السلان جنوب مديرية المصلوب ومواقع الهيجه والعقده والغرفه والزرقه وسداح غرب المديرية، مشيرة إلى سقوط قتلى وجرحى من الانقلابيين، فيما قصف طيران التحالف العربي مواقع المتمردين في المتون.
وأكدت مصادر محلية في محافظة الحديدة غرب اليمن أن طيران التحالف العربي شنَّ 36 غارة على مناطق متفرقة في مديرية الصليف معظمها استهدفت منطقة رأس عيسى، بينها ثلاث استهدفت جزيرة كمران وثلاث غارات استهدفت شبكة الاتصالات بمنطقة الفازة في مديرية التحيتا. كما عاود طيران التحالف العربي، قصف الدفاع الساحلي في الحديدة وشن ثلاث غارات على منطقة مندبة بمديرية باقم بمحافظة صعدة، فيما سقطت طائرة استطلاع عسكرية متخصصة في التصوير الجوي تابعة للتحالف بعدن.
وفي محافظة تعز، اتهمت مصادر في المقاومة ميليشيات "الحوثي وصالح" بحرق مقرَّي صحيفتي "الثورة" و"14 أكتوبر" في شارع الكمب، إضافة إلى قتل مدني وإصابة ستة آخرين جراء قصف على الأحياء السكنية بالمدينة. وأشارت إلى مقتل 16 وإصابة عشرات المتمردين، ومقتل ثلاثة وإصابة 10 من قوات الشرعية باشتباكات بين الجانبين في مدينة تعز ومناطق أخرى في المحافظة.
وقال المتحدث باسم المقاومة الجنوبية في العند وجبهة كرش قائد نصر الردفاني في تصريح إلى صحيفة "السياسة" الكويتية، إن مجموعة من رجال المقاومة الجنوبية والجيش الوطني نفذوا أول من أمس، عملية تسلل إلى أحد مواقع الميليشيات في الميسرة الجهة الشمالية الغربية لجبهة كرش وتم قتل ثلاثة متمردين والاستيلاء على معداتهم وأسلحتهم والسيطرة على الموقع. ولفت إلى إصابة ثلاثة من قوات الشرعية بقصف مدفعي من قبل الميليشيات، مؤكداً أن الانقلابيين استقدموا تعزيزات بشرية وأسلحة إلى منطقة الشريجة من محافظة إب.
وأعلن اللواء أحمد عسيري المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، الثلاثاء، أن الهدف من إعلان الهدنة في اليمن هو تهيئة الظروف لإمكانية حوار سياسي بين الحكومة اليمنية الشرعية والانقلابين، للوصول إلى صيغة تطبق من خلالها القرارات الأممية، بالإضافة لإمكانية إدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية. وأضاف أن عدم نجاح أي هدنة فسببه المباشر هو انعدام أي رؤية سياسية للطرف الانقلابي، فـ جماعة الحوثي والمخلوع صالح لم يلتزموا بأي هدنة سابقة، وذلك يتضح بالخروقات المتتالية التي يقومون بها؛ كمحاولات إعادة تموضع للقوات وإطلاق صواريخ باليستية، بينما الحكومة الشرعية كانت دائماً تطلب من قوات التحالف وقف إطلاق النار، حتى يكون هناك هدنة يمكن من خلالها تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين.
وقال عسيري في مقابلة مع جريدة "الشرق" القطرية، الثلاثاء، إن المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي يربطهما علاقة أخوية وصلبة دائماً ومصير مشترك، موضحاً أن التفاهم والتناغم والتوافق العملياتي بين قوات دول الخليج المشاركة بالتحالف هو سر قوته وسبب نجاحه. ولفت إلى أن أهم رسالة من المناورات التي تقوم بها المملكة ودول الخليج هي تطمين المواطن الخليجي بأن القوات المسلحة في المملكة ودول الخليج هي على أعلى جاهزية قتالية، ورسالة لدول العالم بأن القوات الخليجية قادرة على حماية شعوبها والحفاظ على أمنها ومقدراتها من أي تهديد خارجي.
وتزامن ذلك، مع أعلان ما يسمى "المجلس السياسي" للانقلاببين في صنعاء عن تشكيل حكومة برئاسة عبد العزيز بن حبتور تتكون من 42 حقيبة وزعت مناصفة بين حليفي الانقلاب المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح. وأسندت حقائب الدفاع والداخلية والخارجية لأنصار المخلوع صالح، فيما أسندت وزارة المالية والخدمة المدنية والتخطيط والتعاون الدولي لجماعة الحوثي إضافة إلى حقائب التربية والتعليم والإعلام والعدل والشؤون القانونية.
وأثار تشكيل الحوثيين والرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، مساء الإثنين، لما تسمى بـ"حكومة إنقاذ وطني"، مخاوف عديدة في الشارع اليمني، فيما اعتبر مراقبون أن هذه الخطوة تنذر بصراع طويل الأمد. فبعد أكثر من عامين على تحالفهما العسكري ضد حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، أعلنت جماعة "الحوثي" وحزب المؤتمر"جناح صالح"، تشكيل حكومة، برئاسة محافظ عدن السابق، عبد العزيز بن حبتور؛ لتدير المحافظات الخاضعة لسيطرتهم، وعلى رأسها العاصمة صنعاء.
وأصابت هذه الخطوة الكثير من اليمنيين بالهلع من استفحال الأزمة خصوصًا وانها أتت متزامنة مع جولة جديدة من المساعي التي يبذلها الموفد الأممي اسماعيل ولد الشيخ لتطبيق بنود خطة الحل السياسي. ويرى مراقبون في خطوة "الحوثيين وصالح" بأنهم يريدون منها نسف عملية السلام المتعثرة تماما، وتؤكد أنهم من انقلبوا على اتفاق مسقط، الذي رعاه وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ونص على وقف إطلاق النار، وإطلاق مشاورات سلام أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، على أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الأطراف اليمنية، قبيل نهاية عام 2016.
وفي أول ردِّ اماراتي على تشكيل الحوثييين وصالح "حكومة وفاق وطني" في صنعاء قال الدكتور أنور محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، في تغريدة على "تويتر": "من سيعترف بالحكومة الانقلابية التي أعلنت عنها ميليشيات الحوثي وصالح، يدعم التمرد". وأضاف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية: إن إيران قد تعترف بالحكومة، أمّا المأزق الأكبر فيبقى شرعنة التمرد."
وفي عدن، أشاد رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، بالتضحيات التي قدمتها المقاومة الشعبية والجيش الوطني بمحافظة تعز في مواجهة الميليشيا المسلحة التي انقلبت على الدولة والسلطة وتواصل حربها وحصارها الجائر على الشعب اليمني. وأكد رئيس الوزراء خلال لقائه الاثنين، بقائد المقاومة الشعبية في محافظة تعز حمود المخلافي أنه بصمود وتضحيات أبناء مدينة تعز الحالمة اُسقط المشروع الإمامي المقيت ضد الجمهورية والشرعية ودولة اليمن الاتحادي الجديد المبني على العدالة والمساواة والحكم الرشيد.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اللواء حسين عرب، أمس، إن "اليمن مازال يمثل ممراً حيوياً للمهاجرين الآتين من القرن الإفريقي الأمر الذي يزيد عبئاً كبيراً على الحكومة سيما في الظروف الراهنة التي تعانيها البلاد جراء الحرب العبثية التي تشنها الميليشيا الانقلابية."