دبي ـ جمال أبوسمرا
أكد سلطان بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، أن الإمارات عموماً ودبي بصفة خاصة تمكنتا من تجاوز التداعيات السلبية للحرب التجارية التي يشهدها العالم اليوم بين أقطاب التجارة فيه، وذلك بفضل الرؤية المستقبلية السديدة للقيادة الرشيدة التي تم في ضوئها ترسيخ دعائم بنية تحتية قوية تعد من الأفضل عالمياً، ووضع أسس واضحة لمنظومة العمل تقوم على تبني الحلول والتقنيات الذكية ومواكبة العصر، بل واستباقه إلى كل ما يكفل للإمارات الريادة في مختلف مسارات التطوير، وتهيئة البيئة الداعمة للإبداع والمرحبة بالمبدعين والمشجعة لهم لتقديم أفكار مبتكرة تلبي احتياجات المستقبل وتعين على تجاوز ما قد يحمله للمنطقة والعالم من تحديات.
جاء ذلك خلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها سلطان بن سليّم بعنوان «المستقبل من منظور جديد» في مستهل أعمال منتدى إنسياد للقيادة.
وقال بن سليم إننا اليوم نسهم في تحويل البيانات إلى معرفة يمكن الاستفادة بها، حيث يعيش العالم اليوم عصر اقتصاد المعرفة، لما لها من قيمة في مساعدة صُناع القرار على اتخاذ القرارات السليمة ووضع الاستراتيجيات الفعالة، وتحديد الخيارات الاستثمارية الأفضل، في الوقت الذي يمثل فيه العقل البشري، أغلى الثروات، لكونه المسؤول عن دفع عجلة التطوير بالأفكار الخلاقة والتجارب المبدعة.
حيث أصبحت القيمة المادية للشركات تقاس في ضوء ما تملكه من الأفكار الملهمة التي قامت بتنفيذها، ويوجد اليوم عشرات الشركات التي تقدر قيمتها السوقية بالمليارات والتي تم تأسيسها بفضل أفكار مبدعة.
واستطرد قائلاً: «المعلومات التي قد تم تداولها في العالم خلال الأربع ساعات الماضية قد تفوق في حجمها ما استقبلته البشرية من معلومات على مدار 30 عاماً، فالمعلومة اليوم لها اليد العليا في تحديد ملامح النجاح».
وقال بن سليم إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يضع تشجيع التفكير المبدع وتحفيز المبدعين في مقدمة الأولويات، إيماناً من سموه بقيمة العقل والفكر الخلاق وأثر المعلومة في دعم القرارات الصائبة.
واستعرض بن سليم تجربة موانئ دبي العالمية وقال: «إن التطوير أساسه العقول القادرة على تقديم أفكار جديدة خارجة عن نطاق التقليد، وموانئ دبي العالمية خير مثال على ذلك حيث تحولت الشركة من مشغل للموانئ إلى موفر للخدمات اللوجستية المتكاملة».
وأكد أن الإمارات تنظر للواقع المحيط من منظور المستقبل، وإنجازاتها تمكنها من تجاوز تحديات اليوم إلى نجاحات الغد.
وأشار إلى أن الإمارات بدأت اليوم في بناء المستقبل بخطط ومشاريع ومبادرات نوعية تعتمد في جوهرها على التكنولوجيا والحلول والتطبيقات الذكية، بهدف تهيئة بيئة داعمة للإبداع وممكنة للأعمال بصورة تواكب متطلبات المستقبل وتتعامل بأدواته، في خارطة الطريق الواضحة التي وضعها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لمنظومة التطوير التي تشارك بها الإمارات في بناء مستقبل العالم.
وأكد بن سليم أن إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لكلٍّ من «المبادئ الثمانية» لإمارة دبي، و«وثيقة الخمسين» مطلع العام الجاري، حدد الإطار العام لمسيرة دبي في المرحلة المقبلة والخطوط العريضة التي تكفل باتباعها تحقيق الأهداف الاستراتيجية للإمارة لتواصل من خلالها رحلة النجاح التي بدأتها منذ عقود، مع التركيز على محفزات النمو المواكبة للتطور العالمي والملبية لتطلعات المجتمع بكل مكوناته سواء من أفراد أو مؤسسات أعمال وكذلك الشركاء العالميين الذين وجدوا في دبي الشريك الأمثل لإنجاح مشاريعهم.
الجواز اللوجستي
وتناول بن سليم الخطوات الكبيرة التي تخطوها دبي عبوراً إلى المستقبل، وقدم مجموعة من الأمثلة على ذلك، ومنها العمل على تأسيس أول منطقة حرة افتراضية في العالم، بما يعزز مكانة دبي كمركز يمكن أصحاب الأعمال من خلال إدارة نشاطاتهم رقمياً من دبي دون أن يكون لهم مقر فيها.
حيث يمكن تأسيس الشركات رقمياً على شبكة الإنترنت، ومن ثم منحها الأهلية القانونية الكاملة ضمن هذه البيئة الرقمية الجديدة، فضلاً عن بدء العمل بـ«الجواز اللوجستي» في أولى خطوات تنفيذ استراتيجية «خط دبي للحرير».
وقال إن دبي تنظر للمستقبل من منظور مختلف تسعى من خلاله إلى تحديد متطلبات المستقبل بدقة.
ومن ثم إيجاد الحلول المبدعة والمبتكرة التي يمكن من خلالها تلبية تلك المتطلبات بصورة كاملة تعين على تحقيق سعادة المجتمع، وضرب مثالاً بالهدف المهم الذي ضمّنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في وثيقة الخمسين والخاص بتحويل الجامعات إلى مناطق اقتصادية وإبداعية حرة، حيث دخل هذا الهدف بالفعل حيز التنفيذ من خلال استراتيجية متكاملة أطلقها سمو ولي عهد دبي في مارس.
طريق الحرير
وأكد بن سليّم أن مبادرة طريق دبي للحرير تتكامل مع مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين، معلنة أن دبي تمثل إحدى نقاط ارتكازها المحورية، في حين يمثل التعاون الثنائي في هذا المجال حجر زاوية رئيس لمنظومة التجارة العالمية. وبالنسبة لتأثيرات الحرب التجارية العالمية على الإمارات، قال إن الدولة نجحت في تجاوز التأثيرات السلبية لهذه الحرب، كما تجاوزت مثيلاتها من قبل.
رؤية للمستقبل
عرض سلطان بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، الملامح العريضة لرؤية موانئ دبي العالمية للمستقبل وقال: «نرى العالم وقد جرى فيه إحلال شبكات التجارة والخدمات اللوجستية بشكلها التقليدي الحالي.
بينما ستكون عمليات الأتمتة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وحلول الربط المباشرة بين المستهلك والبضائع والخدمات مجتمعة السمة الأكبر للقطاع التجاري في المستقبل، الذي لن تكون فيه حاجة لوجود وسيط تجاري أو لتطوير بنى تحتية باستثمارات باهظة، بينما ستقود تلك التحولات إلى خفض كبير في تكلفة التجارة الأمر الذي سيساهم في تحقيق الرخاءُ والازدهار في العالم.
ورؤيتنا تقوم على ريادة عملية التحول في القطاع التجاري بالاعتماد على الحلول المبدعة والمبتكرة بما يخدم مصالحنا ومصالح العالم أجمع».
قد يهمك أيضًا :