أبو ظبي ـ سعيد المهيري
تستضيف إمارة أبوظبي أول قمة عالمية للذكاء الاصطناعي الطبي، التي تجمع طيفاً واسعاً من الخبراء والمختصين وصناع القرار وراسمي السياسات في جميع المجالات الطبية، وبمشاركة كوكبة من الوزراء والخبراء الدوليين والشخصيات من مختلف الدول المتقدمة في التكنولوجيا الطبية، وذلك في النصف الثاني من العام الحالي، تحت رعاية الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
وقال الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، إن هذه القمة تتويج للجهود المستمرة والدراسات المعمقة التي توفر للعاصمة أبوظبي مكانة بارزة في المجالات الطبية والعلمية والتكنولوجية معاً، كما أننا نراهن على الأثر الإيجابي الكبير الذي سيحدثه تبني الذكاء الاصطناعي الطبي في الممارسات الصحية وتلبية الاحتياجات المتنامية لإمارة أبوظبي.
ويأتي تنظيم شركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة" هذه القمة، خطوة لتعزيز الحوار التفاعلي، وتبادل الأفكار بشأن دور الذكاء الاصطناعي في قيادة الرعاية الصحية في المستقبل، وصولاً إلى حلول جديدة بفعل التكنولوجيا الذكية المتطورة التي من شأنها دعم مسيرة تنمية القطاع الصحي وتطويره.
ويسهم الحدث الذي يشهد مناقشات موسعة بشأن القضايا الرئيسة في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي في إبراز مكانة إمارة أبوظبي لتصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي الطبي، حيث تناقش القمة وسائل تطوير الذكاء الاصطناعي في التشخيص وعلاج معظم الأمراض بطريقة ذكية وفق أعلى المعايير التقنية وأحدث الممارسات التكنولوجية، الأمر الذي سيجعل القمة محطة محورية ومنعطفاً مهماً للتطور الطبي والصحي، وسيشكل ثورة طبية في العلاجات والتشخيص.
وتكتسب القمة أهمية خاصة كونها الأولى من نوعها عالمياً لاستشراف مستقبل العمليات الطبية الذكية التي تكسر حاجز المكان وتستخدم آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الطبية من أجهزة من خلال أفضل وأمهر الأطباء والطواقم الطبية المصاحبة وتكامل المستشفيات في العالم وربطها مع بعضها بعضاً، مما يسهل تبادل الخبرات وإجراء العمليات المشتركة، ومشاركة التشخيصات والاستشارات الطبية المتعددة، مما يعني طفرة طبية علمية تنقل المستشفيات المشاركة إلى جيل جديد من التقنيات العلاجية، وتسهم في زيادة مستوى الاستشفاء، وإيجاد حلول طبية لكثير من المرضى والأمراض، وتطوير جانب البحث العلمي الطبي والصحي.
وتضع القمة بين أولوياتها استشراف آفاق توظيف الابتكارات التكنولوجية في خدمة المساعي الوطنية الرامية إلى توفير أفضل خدمات الرعاية الصحية لسكان إمارة أبوظبي، وكذلك لفتح الآفاق العالمية في المجال الطبي، ووضع الدولة في أعلى مراتب التطور التقني الطبي، الأمر الذي يتواءم مع "رؤية أبوظبي 2030".
وتأتي الخطوة بمثابة، إضافة مهمة لجهود إدماج تقنية الذكاء الاصطناعي ضمن القطاع الصحي المحلي، سيما عقب تشكيل أول لجنة تختص بعلم الذكاء الاصطناعي تمهيداً للاستفادة من التكنولوجيا المتطورة واستغلالها في تطوير الكفاءة الطبية والتشغيلية وإدارة الموارد البشرية والمالية بالطريقة المثلى بما يدعم "رؤية الإمارات 2021" في تطوير نظام صحي بمعايير عالمية.
وقال الدكتور مطر راشد الدرمكي الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة" أن قمة الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي تمثل دفعة قوية باتجاه الارتقاء بجودة وكفاءة القطاع الصحي الإماراتي تماشياً مع توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورعاية ومتابعة الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بتوفير أفضل الممارسات الطبية العالمية والرعاية الصحية المثلى للمواطنين والمقيمين، وتعزيز حضور إمارة أبوظبي كوجهة عالمية في القطاع الصحي، وتبوئها أفضل المستويات الطبية العالمية وتطوير المستشفيات بالإمارة لتكون نظيرة لأفضل المؤسسات الدولية في هذا المجال.
منصة استراتيجية
وأكد أن شركة "صحة" على ثقة كبيرة بأن القمة ستوفر منصة استراتيجية مهمة للتعرف إلى رؤى نخبة الخبراء الدوليين حول سبل الاستفادة المثلى من الذكاء الاصطناعي في تطوير الكفاءة الطبية والتشغيلية لمرافق الرعاية الصحية، بما يتفق مع أفضل الممارسات الدولية ويواكب أحدث التطورات الطبية والابتكارات التكنولوجية التي ترسم ملامح القرن الحادي والعشرين.
وتهدف القمة إلى الوصول لأمثل الممارسات الطبية التقنية، مما يؤدي إلى تطوير عملية التشخيص ومراقبة المرضى عن بعد والجراحات الدقيقة، والاكتشاف المبكر للأمراض عامة، وتحليل المعلومات الطبية وإعطاء النصائح لصناع القرار لمساعدتهم في تحسين أو تطوير أو استحداث الخدمات وفي بعض الأحيان التوقعات المستقبلية في مجالات مختلفة، واستخدام الروبوت الطبي لإجراء العمليات عن بعد وأخذ المؤشرات الحيوية والتواصل مع المريض بشكل مباشر مع عدد من المختصين العالميين في مستشفيات عالمية عديدة في الوقت نفسه، مما يوفر المال والجهد وسرعة اتخاذ القرار الطبي الصحيح دون أن يؤدي ذلك لزيادة التكاليف والأعباء على المستشفيات المشاركة في الربط لتنفيذ الذكاء الطبي، واستحداث منتجات فريدة من نوعها ترسخ اسم الإمارة وشركة صحة على الخارطة العالمية في استخدامات الذكاء الاصطناعي وتطوير منظومتها الصحية.
لجنة الذكاء الاصطناعي الطبي
وكانت شركة "صحة" أجرت دراسة ملفات الشراكات والاتفاقيات مع شركائها الاستراتيجيين، ونفذت ورش عمل في العام الماضي لتفعيل الأدوار، ووضع الخطط المدروسة لتنفيذ خطوات تطبيق علم الذكاء الاصطناعي كما شكلت "صحة" أول لجنة تختص بعلم الذكاء الاصطناعي الطبي، تمهيداً للاستفادة من التكنولوجيا المتطورة واستغلالها في تطوير الكفاءة الطبية والتشغيلية وإدارة الموارد البشرية والمالية بالطريقة المثلى.