أبوظبي – صوت الإمارات
اعتبر ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن "أبناء دولة الامارات يعيشون ويواجهون تحديات صعبة، وهم أمانة في أعناقنا، ومسؤولية إعدادهم وتحصينهم تقع علينا جميعاً، ولا يجوز أن ننتظر ونتفرج، بل علينا أن نسابق الضوء بدلاً من الريح لإعداد أجيالنا لمزيد من الإنجاز والتقدم، لأن التاريخ سيحكم علينا ماذا قدمنا لبلدنا وأبنائنا وأهلنا وأجيالنا".
وقال خلال حضوره أمس الاربعاء، جلسة الاعتماد المبدئي لتطبيق منهج "التربية الأخلاقية" في المدارس، إن "التحديات الراهنة والمستقبلية والطفرات التقنية المتوالية، تفرض علينا المسارعة والمبادرة إلى مضاعفة الجهود لتطوير منظومة التعليم وتعزيز مهارات وقدرات أبنائنا العلمية والمعرفية، ببرامج ومناهج عصرية تلبي توجهاتنا المستقبلية، مصحوبة بقاعدة صلبة من القيم الأخلاقية والآداب الحميدة"، معربًا عن "ثقته بالدور الإيجابي للمعلمين ودورهم التكاملي مع أولياء الأمور في تربية أبنائنا وتهذيبهم".
وعرضت "لجنة التربية الأخلاقية" على الشيخ محمد بن زايد الاعتماد المبدئي لتفاصيل وخطة تنفيذ منهج التربية الأخلاقية الذي سيتم إدراجه وتدريسه رسمياً في شهر سبتمبر/ايلول من العام المقبل 2017.
كما التقى جمعاً من أولياء أمور الطلبة الذين حرصت اللجنة على إشراكهم لتبادل الأفكار والرؤى حول أفضل السبل التي من شأنها تحقيق أعلى درجات الاستفادة، وباعتبارهم شركاء أساسيين في إنجاح تطبيق المنهج، ولهم دورهم الحيوي في دعم المبادرة ومساندتها.
وأشار الشيخ محمد بن زايد خلال حديثه الى فريق العمل، إلى أن التحديات الراهنة والمستقبلية والطفرات التقنية المتوالية تفرض علينا المسارعة والمبادرة إلى مضاعفة الجهود لتطوير منظومة التعليم وتعزيز مهارات وقدرات أبنائنا العلمية والمعرفية ببرامج ومناهج عصرية تلبي توجهاتنا المستقبلية مصحوبة بقاعدة صلبة من القيم الأخلاقية والآداب الحميدة، منوهاً إلى أن أمانة تربية وتعليم أبنائنا وما يحملونه من قيم وأخلاقيات هي التي تحدد معالم قيم مجتمعنا في المستقبل، ومكانة وموقع بلادنا على خارطة التنافسية الدولية.
وقال ولي عهد أبو ظبي: "إنني على ثقة واطمئنان بأن المعلمين يدركون أهمية دورهم ورسالتهم السامية، فهم قدوة للطلاب في اتباع السلوكيات الأخلاقية، وهم المنارات التي تلهم خيالهم ليس فقط في تعلم وفهم القيم والمهارات الإدراكية والسلوكية والوجدانية فحسب، بل في اتباعها وترسيخها في سلوكياتهم ومواقفهم أيضاً".
وخاطب الشيخ محمد بن زايد أولياء الأمور قائلاً: " إننا نتطلع إلى دعمهم ومساندتهم، فمهمتهم محورية، فهم المثل الأعلى الذي يقتدي به الأبناء في تبني السلوكيات والمواقف الإيجابية، فعليهم أن يكونوا على قدر المسؤولية أمام أبنائهم والمساهمة في غرس القيم والمهارات الأخلاقية والشخصية في تفاصيل الحياة اليومية للأبناء، لأن البيت والأسرة هما اللبنة الأولى والرئيسية في إعداد وتربية الطفل نفسياً وذهنياً وتربوياً، مشيراً سموه إلى أن منهج التربية الأخلاقية عامل مساعد يعزز دور المدرسة في تربية أبنائنا وتهذيبهم.
وأوضح أن نجاح هذه المبادرة مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع سواء كانت المدرسة أو البيت أو المجتمع أو المؤسسات والهيئات الاجتماعية في الدولة. وأضاف: "إننا نتطلع إلى أن تكون التربية الأخلاقية وما تحتويه من مفاهيم ومضامين حثت عليها شريعتنا السمحاء ودعت إليه تقاليدنا وعاداتنا وتراثنا وهويتنا الأصيلة، وما يجمعنا بالإنسانية من قواسم مشتركة، منهجاً مكملاً يعزز ويرسخ القيم النبيلة والفضائل العليا في نفوس أطفالنا وطلبتنا بشكل مدروس ومنهجي، وبما يمكنهم من الإلمام بمضمونها معرفة وعلماً وممارسة في الحياة المجتمعية وفي معاملاتهم اليومية، ليصبحوا أجيالاً واعدة تعتز بقيمها وثوابتها وتفتخر بماضيها وحاضرها، وقادرة على تحقيق الريادة لوطنها ورفع رايته في كل المحافل والميادين".