دمشق ـ نور خوام
تشهد المناطق منزوعة السلاح ومناطق الهدنة الروسية التركية في شمال سورية، تصاعداً في الخروقات اليومية، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء الاثنين، اشتباكات عنيفة ومتجددة على محاور الزرزور والخوين وشم الهوى في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، وفصائل معارضة في المنطقة، تترافق مع عمليات قصف واستهدافات مكثفة ومتبادلة. وذكرت معلومات أولية وقوع خسائر بشرية بين طرفي القتال، فيما قصفت القوات السورية مساء الاثنين، أماكن في أرياف إدلب الجنوبية والشرقية والجنوبية الشرقية، مستهدفة التمانعة والكتيبة المهجورة والخوين والزرزور وشم الهوى. كما قصفت مناطق في بلدة الزكاة وقرية الجيسات بريف حماة الشمالي.
ووثق المرصد السوري سقوط 3 مقاتلين من الفصائل خلال اشتباكات مع القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها في "محور الراشدين" في ضواحي حلب الغربية مساء الأحد. وبذلك يرتفع إلى 31 مقاتلاً قضوا في ظروف مختلفة ضمن المنطقة منزوعة السلاح منذ اتفاق بوتين أردوغان، من ضمنهم 23 مقاتلاً من "جيش العزة" قضوا خلال الكمائن والاشتباكات بينهم قيادي على الأقل، قضوا في كمائن وهجمات للقوات الحكومية السورية بريف حماة الشمالي.
وذكر المرصد السوري قبل ساعات، أن الخروقات لمناطق الهدنة الروسية التركية تجددت في المحافظات الأربع، حيث قصفت القوات الحكومية السورية بعدة قذائف مدفعية مناطق في محيط بلدات وقرى تل الصخر ولحايا والجنابرة واللطامنة الواقعة ضمن المنطقة منزوعة السلاح في ريف حماة الشمالي، ومناطق أخرى في أطراف بلدة الهبيط في الريف الجنوبي لإدلب، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية.
كذلك شهدت مناطق في محاور جبل الأكراد وهي تردين والحدادة والتفاحية وكبانة استهدافات متبادلة بالرشاشات الثقيلة بالتزامن مع قصف القوات الحكومية السورية على مناطق في جبل الأكراد. ونشر المرصد السوري قبل ساعات أن الخروقات طالت مناطق ضمن محافظات إدلب وحلب واللاذقية وحماة، حيث رصد استهداف القوات الحكومية السورية، لمناطق في الأراضي الزراعية لبلدة الزيارة، الواقعة في سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، وأطراف قرية لحايا بريف حماة الشمالي. كذلك استهدفت القوات الحكومية السورية مناطق في بلدة الخوين وقرية سكيك، الواقعتين في القطاعين الجنوبي والجنوبي الشرقي من ريف إدلب، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن.
تنظيم "داعش" يهاجم مواقع "قسد" عند ضفاف الفرات الشرقية
وفي محافظة دير الزور، رصد المرصد السوري هجوماً جديداً لعناصر من تنظيم "داعش" على مواقع "قوات سورية الديمقراطية" عند أطراف بلدة هجين ضمن الجيب الأخير للتنظيم بريف دير الزور الشرقي، في هجوم متكرر لليوم الثاني على التوالي بعد هجمات التنظيم الأحد الماضي، فيما تترافق الاشتباكات مع عمليات قصف جوي وصاروخي مستمرة، إذ تواصل طائرات التحالف الدولي باستهدافها مواقع ومناطق التنظيم ضمن جيبه الأخير عند ضفاف نهر الفرات الشرقية، كما واصلت قوات سورية الديمقراطية ضرباتها الصاروخية على مواقع التنظيم، كذلك قصفت طائرات التحالف الدولي أماكن تنظيم "داعش" شرق "حقل التنك"، بينما تسببت ضربات التحالف الدولي على مناطق سيطرة التنظيم أيضاً، بدمار عدة محال تجارية وممتلكات مواطنيين في الشعفة والسوسة.
وكان المرصد السوري نشر قبل ساعات، أنه يشهد الجيب الأخير الخاضع لسيطرة تنظيم "داعش" بريف دير الزور الشرقي عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، عمليات قصف جوي وصاروخي متواصلة، حيث نفذت طائرات التحالف الدولي ضربات مستمرة بين الحين والآخر مستهدفة مواقع ونقاط التنظيم في المنطقة، بالتزامن مع قصف صاروخي تنفذه قوات سورية الديمقراطية على أماكن في الجيب، فيما تستمر التحضيرات من قبل الأخير للبدء بالعملية العسكرية الكبرى بهدف إنهاء تنظيم "داعش" في المنطقة.
ونشر المرصد السوري يوم الأحد، أنه حصل على معلومات من مصادر موثوقة أكدت أن رتلاً دخل قبل نحو 72 ساعة من الآن، إلى منطقة خطوط التماس مع الجيب الأخير لتنظيم "داعش". وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن رتلاً لقوات عربية تابعة لإحدى الدول الخليجية، وصلت عند الساعة السادسة صباحاً وخرج عند الرابعة عصراً قبل 72 ساعة، من منطقة خطوط التماس مع التنظيم، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في الريف الشرقي لدير الزور، حيث شوهدت عربات مختلفة عن عربات التحالف الدولي يقودها سائقون يتحدثون اللغة العربية، ولم يعلم إلى الآن أسباب زيارة الرتل ودخوله إلى المنطقة، فيما إذا كان زيارة أو تحضيرات لمشاركة عربية في العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" في شرق الفرات، كذلك علم المرصد السوري أن رتلاً للتحالف الدولي مؤلف من سيارة عسكرية و6 عربات همر أمريكية، دخلت فجر الاحد عند الساعة الـ 4:00 إلى منطقة خطوط التماس عقبها دخول رتل من 11 عربة مماثلة إلى منطقة الجبهة، ليعقبها خروج الرتل الذي دخل فجراً.
ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية فإنه يرتفع إلى 234 بينهم 82 طفلاً و57 مواطنة، من ضمنهم 120 مواطناً سورياً بينهم 50 طفلاً و31 مواطنة من الجنسية السورية، وبذلك تتصاعد أعداد الشهداء وفقاً للمراحل الثلاث لقصف التحالف التي قسمها المرصد السوري لحقوق الإنسان، أولها وهي الشهر الأول من العملية العسكرية التي تمكنت فيها قوات سورية الديمقراطية من التقدم في الجيب الأخير للتنظيم والسيطرة على الباغوز والسوسة والشجلة وأجزاء من هجين والتقدم في أطراف ومحاور أخرى من الجيب، حيث تسببت الضربات التحالف حينها بقتل 5 مدنيين سوريين على الأقل، وامتدت هذه المرحلة الأولى من الـ 10 من ايلول / سبتمبر وحتى الـ 10 من تشرين الأول / أكتوبر من العام 2018، فيما امتدت المرحلة الثانية من الـ 10 من أكتوبر وحتى الـ 28 من الشهر ذاته.
ورصد المرصد السوري استشهاد 47 مدني بينهم 14 طفلاً و7 نساء بينهم 15 سورياً من ضمنهم 8 أطفال و3 مواطنات، استشهدوا في الضربات التي نفذتها طائرات التحالف الدولي والتي استهدفت 4 مساجد على الأقل ومعهد لتحفيظ القرآن ومنازل مدنيين، فيما تمثلت المرحلة الثالثة بقصف للتحالف الدولي تسبب بقتل 182 مدني بينهم 68 طفلاً و50 مواطنة ومن بينهم 100 مواطن سوري من ضمنهم 42 طفلاً و28 مواطنة، في عدة مناطق ضمن الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم "داعش"، والواقع عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في الريف الشرقي لدير الزور.
تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محيط جيب تنظيم "داعش" بريف دير الزور
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تحركات عسكرية مستمرة من قبل قوات سورية الديمقراطية وقوات التحالف الدولي، على محاور مناطق التماس مع الجيب الأخير لتنظيم "داعش" عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات في تحضير من قبل الأول لإنهاء ما تبقى للتنظيم في شرق الفرات، إذ استقدمت مزيداً من التعزيزات العسكرية الكبيرة، إلى محيط جيب تنظيم “داعش” بريف دير الزور الشرقي، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن قسد استقدمت خلال الـ 48 ساعة الفائتة، نحو 1700 مقاتل من منطقة عين العرب (كوباني) ومنبج ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة قسد، حيث جرى استقدام المقاتلين من مكونات عدة منخرطة في صفوف قسد، كجيش الثوار ولواء جبهة الأكراد وغيرهم، بالإضافة لاستقدام عناصر من قوات الأمن الداخلي “الآسايش”، وذلك في إطار التحضيرات والتجهيزات المتواصلة من قبل قوات سوريا الديمقراطية، للبدء بالعملية العسكرية البرية الكبرى، والتي تهدف لإنهاء تواجد التنظيم شرق الفرات.