باريس ـ مارينا منصف
أعلن الديوان الملكي السعودي أن "المملكة العربية السعودية دأبت منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود على مشاركة العالم في إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج تماشياً مع الدين الإسلامي الذي لا يفرق بين أطياف وألوان وأديان وفئات المجتمع الدولي".
وقال المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، خلال ندوة حول "تطورات الوضع الراهن ومستقبل السلام في اليمن" التي نظمها معهد العالم العربي في باريس أمس الجمعة، إن المملكة كانت ومازالت في مقدمة الدول الداعمة للعمل الإنساني والتنموي في العالم، وَيَتسابق قادتها على تبني كل اللجان والحملات التي تسهم في رفع معاناة الإنسان أينما كان، كما يضرب الشعب السعودي مثلاً يحتذى به في مبادراته ومشاركاته الإنسانية والإغاثية.
وأضاف: نظراً لما يربط المملكة العربية السعودية وجمهورية اليمن من علاقات الجوار واللغة والارتباط المجتمعي والتجاري وغيرها من الروابط الراسخة بين البلدين فلقد أثبتت المملكة على مر الزمن أنها في مقدمة الدول الداعمة لليمن حكومة وشعباً وعلى جميع المستويات، وها هي المملكة استناداً للروابط والتاريخ الحافل بحب ودعم اليمن تشارك المجتمع العربي والدولي في إعادة الشرعية من خلال تطبيق قرارات الأمم المتحدة ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ومؤتمر الحوار الوطني.
وبيَّن المشرف العام على "مركز الملك سلمان للإغاثة" أن إنشاء المركز تزامناً مع حملة إعادة الأمل في 13-5 -2015 م، ليكون الذراع الإغاثي للمملكة وهو ما استوجب أن يكون الاحتياج الإنساني للشعب اليمني في مقدمة أولويات المركز بل استحوذ على ما يزيد على 65 % من أعمال المركز, مفيداً أنه المركز منذ إنشائه وهو يعمل جاهداً جنباً إلى جنب مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لتخفيف معاناة الشعب اليمني في جميع مناطقه وفئاته، حيث نفذت المملكة من خلال المركز 124 برنامجاً إغاثياً في مجالات الأمن الغذائي والإيواء والصحة والإصحاح البيئي والمياه وصحة الطفل والأم والبرامج المجتمعية في جميع محافظات ومناطق اليمن شمالها وجنوبها، وبادر المركز بدعم اللاجئين اليمنيين في المملكة العربية السعودية والصومال وجيبوتي في مجالات الإيواء والصحة والرعاية.
وذكر الربيعة بأن المملكة قامت باستضافة 603.000 يمني جراء الأزمة في بلادهم ويتمتعون بالرعاية الصحية وفرص التعليم المجاني، ولم تهمل الاهتمام ببرامج التعليم وإعادة تأهيل المرافق الصحية داخل اليمن. واستعرض الصعوبات والتحديات التي تواجه المركز ومنها تهديد حياة العاملين، أو تعرض القوافل الإغاثية للنهب والسلب من قبل المليشيات الحوثية المسلحة، واستغلالها بعض الموانئ كالحديدة للكسب المادي من خلال فرض الرسوم على المساعدات الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية دون مراعاة أوضاع المواطن اليمني الذي هو في أمس الحاجة لتلك المساعدات.
وناشد الربيعة المجتمع الدولي والإنساني على حماية الجهد الإغاثي وتسهيل وصول المساعدات لمحتاجيها، وتكثيف العمل والدعم من خلال برامج أكثر فاعلية، بعيداً عن أي دوافع أخرى. وأوضح الدكتور الربيعة أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يؤكد للجميع حياديته وتطبيقه للقانون الإنساني الدولي، ويثمن لشركائه في اليمن من منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والمحلية عملهم وإسهاماتهم وتبنيهم لبرامج المركز الريادية وتقدير ما يواجهونه من عناء ومخاطر من قبل الميلشيات المسلحة، موضحاً أن المركز لا يقف مكتوف الأيدي في مواجهة أعظم التحديات فقد بادر بالتعاون مع قوات التحالف ووزارة الدفاع السعودية بكسر حصار مدينة تعز من خلال الإسقاط الجوي للغذاء والدواء، كما استخدم الدواب لإيصال أسطوانات الأوكسجين لمستشفيات تعز رغم كل الظروف والصعوبات حرصاً على حياة وصحة الشعب اليمني الشقيق.
ووعد المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في ختام كلمته باستمرار المركز في نهجه بمشاركة حلفائه من مؤسسات المجتمع الدولي للوصول إلى كل بقعة من أرض اليمن، وتخفيف كل معاناة وتضميد كل جراح، مطالباً بقية المجتمع الدولي بالإسهام الفاعل لإعادة الأمل والاستقرار والرفاه لأبناء اليمن.