الرياض ـ سعيد الغامدي
جدَّدت المملكة العربية السعودية، اليوم السبت، التأكيد على رفضها مسألة "دعم قطر للإرهاب والتطرف"، مشيرة قبل يومين من انتهاء المهلة المعطاة الى الدوحة، إلى أن "مقاطعة قطر جاءت من أجل توجيه رسالة إلى الدوحة مفادها لقد طفح الكيل". جاء ذلك في موقف لوزير الخارجية السعودية عادل الجبير في تغريدة على حساب الوزارة الرسمي على "تويتر" ، قال فيها: إن المطالب المقدمة غير قابلة للتفاوض أو النقاش"، مؤكدًا أن "السعودية ترفض دعم قطر للإرهاب والتطرف، وتعريضها أمن المملكة والمنطقة للخطر".
وأشار الجبير في تغريدته إلى أن "قطر لم تلتزم بتعهداتها ولم تفِ بوعودها حول وقف دعم وتمويل الإرهاب، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول." وكان الجبير قال في تصريح من السفارة السعودية في واشنطن قبل 3 أيام، إن أي دولة في العالم لا يمكن أن تقبل بمبدأ تمويل المنظمات والمجموعات المتطرفة، حيث لا يمكن القبول بدفع المبالغ الطائلة كفدية لمجموعات إرهابية كتنظيمي "القاعدة" و "داعش"، كما لا يمكن القبول بأن تدفع قطر 300 مليون دولار لميليشيات شيعية في العراق، حيث يرجح أن يصل معظم هذا المبلغ إلى أيدي "فيلق القدس" الإيراني. وأضاف أعتقد أن معظم دول العالم ستوافقنا على ضرورة أن يتوقف هذا الأمر.
من جهتها، وصفت المعارضة القطرية منى السليطي، في حوار خاص مع سكاي "نيوز عربية"، مساء الجمعة، "نظام الحكم في قطر بأنه حكم عصابات ومافيا ومراكز قوى". وقالت السليطي إن الشيخة موزة المسند "هي دولة داخل الدولة" و"الشيخ حمد الأمير السابق هو دولة داخل الدولة" و"كذلك الشيخ حمد بن جاسم هو دولة داخل الدولة..".
وأشارت إلى أن قطر استخدمت أموال الشعب القطري في تجنيد الشباب من دول إفريقيا وآسيا والوطن العربي للتنظيمات الإرهابية واستهداف الدول العربية. وأكدت أن إيران تمتلك نفوذا غير محدود في صناعة القرار القطري، وأن عناصر تدين بالولاء لطهران متنفذة في كل مفاصل ومؤسسات الدولة القطرية. وقالت السليطي إن الفساد ينخر في مؤسسات الدولة القطرية وأن شبكات المصالح ومراكز القوى هي من تحكم قطر.
واعتبرت السليطي أن وجود الجيش التركي في قطر يمثل احتلالا أبيض للدوحة على غرار الانقلاب الذى حدث في قطر عام 1995. وأشارت إلى وجود البسيج الإيراني والحرس الثوري في قطر إلى جانب قوات تركية، وتساءلت:" لماذا تستعين الدوحة بهذه القوات؟".
وقالت إنها تأمل كثيرا في دور مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة في إجبار حكام قطر على الالتزام بقواعد حسن الجوار والحفاظ على الأمن القومي العربي.
وتجري اتصالات مكثفة بين عدد من الدول التي دخلت على خط الأزمة مع قطر بعد أن شارفت المهلة الممنوحة للدوحة من أجل الرد على المطالب على الانتهاء، وسط محاولات قطرية للتخفي عن مواجهة الاستحقاقات الداهمة. وفي هذا السياق، أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، اتصالاً هاتفياً بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، شدد خلاله بوضوح على موقف واشنطن من أزمة قطر مع جيرانها.
فقد أورد بيان البيت الأبيض نصاً أن ترمب تحدث لأردوغان حول سبل حل النزاع القائم بين قطر وجيرانها من دول الخليج، مع ضمان أن كل الدول تعمل على وقف تمويل الإرهاب ومحاربة أيديولوجيا التطرف. كما شدد ترامب على أهمية أن يكثف الشركاء والحلفاء جهودهم لمحاربة الإرهاب والتطرف بأشكاله كافة.