عدن عبد الغني يحيى
أكد مصدر أمني يمني فجر اليوم الثلاثاء، مقتل القيادي الحوثي "عبدالله قايد الفديع" المسمّى "أبوقايد" قُبالة منطقة نجران السعودية. وأوضح المصدر أن مقاتلات التحالف العربي شنت غارة جوية بعد رصد تحركات الفديع وتمكّنت من استهدافه مما أدى إلى مقتله فورا.
ويُعد الفديع من القيادات الميدانية المهمة ضمن صفوف ميليشيات الحوثي، وقائداً لعدد من المجموعات العسكرية في الجبهة ونائب المشرف العام على جبهة نجران. وكان قيادي حوثي آخر، وهو حميد العزي، قتل امس أيضا مع 10 من مرافقيه في غارات للتحالف في منطقة حدودية قبالة محافظة الموسم السعودية في منطقة جازان. ويصنَّف العزي بأنه أحد قيادات الصف الأول للمتمردين، وبحسب مراقبين فإن مقتله يشكل حلقة جديدة في مسلسل خسائر الميلشيات لقياداتها خلال الفترة الأخيرة.
كذلك استهدفت مقاتلات التحالف العربي عدة مواقع تابعة لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى تقدم ملموس للجيش الوطني في مديرية نهم ومحافظة مأرب و تعز. وقام الجيش الوطني اليمني مدعوما برجال المقاومة الشعبية في شن عدة هجمات على منطقة المدفون بمديرية نهم، في محاولات حثيثة لاستعادتها لما تمثله من أهمية استراتيجية.
أما في محافظة مأرب، ساندت مقاتلات التحالف هجوم الجيش الوطني الذي تمكن من استعادة عدد من المناطق في مديرية صرواح. وشنت مقاتلات التحالف العربي، مساء الاثنين، سلسلة غارات جوية على مواقع الحوثيين والقوات الموالية لصالح، في العاصمة صنعاء. وقالت مصادر محلية إن نحو 12 غارة جوية استهدفت مقر التموين العسكري غرب صنعاء، ومجمع العرضي وسط العاصمة.
وحسب المصادر، فقد سمع دوي انفجارات عنيفة، في حين ارتفعت اللسنة اللهب وأعمدة الدخان بكثافة من على المواقع المستهدفة. وأضافت المصادر، أن الغارات التي استهدفت مقر التموين الواقع في حي البليلي السكني، أدت إلى وقوع خسائر مادية وبشرية.
وسقط أكثر من 16 قتيلًا وجريحًا مساء الاثنين، جراء قصف لمسلحي جماعة "الحوثي وصالح" استهدف منطقة "بير باشا" في محافظة تعز وسط اليمن . وحسب مصادر "المركز اليمني للإعلام " فان مسلحي جماعة الحوثي وقوات صالح قصفوا قبل قليل منطقة بير باشا بقذائف مدفعية ثقيلة ونتج عنها مقتل 6 اشخاص بينهم نساء واطفال واصابة 10 اخرين بجروح مختلفة.
وهرعت سيارات الاسعاف الى المكان لاسعاف الجرحى الذين سقطوا نتيجة سقوط القذائف على المنطقة . وأعلن الناطق باسم الجيش اليمني في تعز العقيد منصور الحساني أن الجيش اليمني مسنودا بالمقاومة الشعبية وبإسناد من طيران التحالف العربي تمكن من قتل قيادي حوثي وتحرير قرية الخور في الربيعي في منطقة الضباب غرب مدينة تعز.
وقال الناطق في تصريح " لوكالة الأنباء اليمنية" : إن الجيش اليمني تمكن من تمشيط المناطق المجاورة لجبل المنعم ونجح في التقدم وتطهير قرية الخور وكبَّد الميليشيات عددًا من القتلى والجرحى ، مؤكداً أن من بين القتلى القائد الحوثي "أبو جابر" و ثلاثة من مرافقيه. ولازالت قوات الجيش تحقق نجاحات ومزيداً من التقدم لتحقيق ما تبقى من خطة فك الحصار عن المدينة نحو تحرير كامل للمحافظة.
وكشفت شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية الأميركية أن واشنطن دفعت بـ3 بوارج حربية بالقرب من سواحل جنوب اليمن بعد الاعتداء الصاروخي، الذي وقع يوم السبت الماضي على سفينة المساعدات الإماراتية. وأضافت الشبكة أن اثنين من المسؤولين في البنتاغون اتهما إيران بتزويد المتمردين الحوثيين بالصواريخ التى تُطلق من فوق الأكتاف، والتي قصفت سفينة المساعدات الإماراتية، حيث كانت السفينة على وشك الغرق.
وتابعت تقول إن البوارج الحربية الأميركية الثلاث أرسلت إلى الطرف الجنوبى من مضيق باب المندب، وكانت من بينها مدمرتان للصواريخ الموجهة، علاوة على البارجة "يو إس إس بونس" المحملة بقوات قادرة على تنفيذ عمليات خاصة.
وفي الرياض أعلن الناطق العسكري باسم قوات التحالف العربي اللواء أحمد عسيري أن المملكة العربية السعودية تدخلت بمعية 11 دولة من دول التحالف لنصرة الشعب اليمني ولحماية الحدود الجنوبية للمملكة بشكل مباشر، خاصة بعد أن استغلت الحدود اليمنية في ظل الفوضى بعد الانقلاب وسيطرت ميليشيات صالح والحوثي عليها، لتهريب الأسلحة والمخدرات، إلى جانب تهريب الاشخاص المخالفين من مختلف الجنسيات إلى المملكة بمعدل 8-10 آلاف شخص شهريا.
وتابع اللواء عسيري في حديث لصحيفة "الرياض": هناك ثلاثة أمور دعت المملكة للتدخل الفوري في اليمن، فبعد اعتداءات المليشيات الحوثية على حدود المملكة كان يفترض أن تفعل اتفاقية ايقاف اطلاق النار، وأن ينتشر حرس الحدود اليمني التابع للحكومة اليمنية، ولكن للأسف حكومة صالح لم تلتزم وأصبحت المنطقة خاضعة للميليشيات الحوثية، وممرا لتهريب الأسلحة والمخدرات والمخالفين، أي أن الامر أصبح مشكلة أمنية تواجهها المملكة.
وأشار الى أن التحالف أوقف سير رحلات مسلحة بين إيران واليمن بمعدل 28 رحلة أسبوعية. وأضاف الناطق العسكري باسم التحالف أن السبب الثاني يكمن في ان عدم استقرار اليمن، سيؤثر مباشرة على المملكة، فاختفاء معالم الدولة اليمنية وألا يكون هناك حكومة يمنية يعني أنه سيصبح هناك فضاءات غير محكومة تنشط فيها التنظيمات الارهابية كالقاعدة وداعش وهو ماحصل في العراق وسورية، موضحا أنه عندما تختفي سلطة الدولة وتصبح الدولة بلا هيبة ومضعفة بالحروب والطائفية وحروب الجماعات المسلحة مثل ما يحصل في ليبيا اليوم، سيؤثر ذلك على حدود المملكة الجنوبية وستصبح اليمن منطلقا لعمليات ارهابية ضد المملكة، خاصة بعد مانجحت المملكة في هزيمة "القاعدة" داخل الاراضي السعودية، فانتقلت القاعدة إلى اليمن وأصبحت برعاية صالح حاضنة لها لأن هناك مناطق في اليمن ليس للحكومة نفوذ عليها.
وتطرق اللواء أحمد عسيري للسبب الثالث والذي اعتبره الأهم، وهو أنه أصبح لدينا بعد الانقلاب ميليشيات غير معترف بها دوليا تتحكم وتسيطر على اسلحة تضاهي احدث الجيوش النظامية، من صواريخ باليستية يصل مداها إلى 500 كيلومتر، وأسلحة متقدمه سواء دبابات أو مدرعات، وطائرات حديثه مثل "ميغ 29 " التي تسيطر عليها ميليشيا وليست دولة، مما يعني أن أي تصرف أحمق قد ينتج عنه كوارث كبيرة تضر بالممملكة ودول المنطقة. كما أن وجود هذه الميليشيا وهي على ارتباط مع دولة مثل ايران، دولة تظهر العداء للمملكة، سيسهل أمورها في مد مشروعها التوسعي ليس على المملكة وحسب بل على المنطقة، خاصة وأن الحكومة الايرانية أعلنت عن سرورها بسقوط رابع عاصمة عربية بيدها وتحت سيطرتها.
وتناول اللواء أحمد عسيري على الاجراءات التي اتخذتها ايران بعد حدوث الانقلاب، إذ أنه أصبح هناك توقيع مباشر بينها وبين صالح والحوثي في مجال تبادل الطيران بين ايران والحوثيين، وأصبح هناك 28 رحلة اسبوعية بمعدل 4 رحلات في اليوم، ولم تكن هذه الرحلات سياحية، بل كانت رحلات لتكديس الاسلحة والذخائر التابعة للميليشيات الحوثية. كما أنه كان سيعقب ذلك نشر قوات ايرانية على الأراضي اليمنية، ثم نشر صواريخ بهدف جعل اليمن منصة عسكرية وصاروخية لتحقيق أهداف ايران في المملكة من خلال أراض مجاورة لها، ودون مسؤلية قانونية مباشره من ايران وبحجة ان اليمن دولة فاشلة وليس له حكومة معترف بها دوليا ولذلك كان الموقف يتطلب الحسم، ولم يكن علينا الانتظار حتى يصل الخطر إلى مرحلة اللاعودة، فقامت المملكة بانشاء التحالف المكون من 12 دولة لمعالجة الموقف ومساندة الحكومه الشرعية اليمنية.