حملة كبرى لدحر المجاعة في الصومال

أطلقت دولة الامارات العربية المتحدة بتوجيهات من رئيسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، "حملة كبرى لدحر المجاعة في الصومال، ومساعدة ملايين الأشخاص الذين تأثرت أوضاعهم الإنسانية نتيجة نقص الغذاء ومقومات الحياة الناجمة عن تداعيات الأحداث في الصومال".

ورصدت هيئة الهلال الأحمر الاماراتي 100 مليون درهم مبدئياً، لتعزيز عملياتها الإغاثية والتنموية للصوماليين. وأكد الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، اهتمام دولة الإمارات قيادة وشعباً بالظروف الإنسانية السائدة حالياً في الصومال، وقال إن هذا الاهتمام يجسد المسؤولية الإنسانية التي تضطلع بها الدولة تجاه الشعوب الشقيقة والصديقة، التي تتعرض للمحن والنكبات الإنسانية، معرباً عن قلق القيادة الرشيدة إزاء الظروف التي يواجهها المتأثرون من نقص الغذاء في الصومال. وقال إن "معاناة الأشقاء في الصومال تتفاقم يومياً، ما ينذر بكارثة حقيقية تهدد حياة الملايين، وشدد سموه على أن هذه الظروف تتطلب تضافر الجهود الإنسانية الإقليمية والدولية للحد من معاناة المتضررين وتحسين أوضاعهم، ولفت الانتباه لظروفهم الحرجة."

وأوضح الشيخ حمدان بن زايد، في تصريح بمناسبة إطلاق حملة مكافحة المجاعة في الصومال، أن دولة الإمارات أدركت مبكراً حجم الكارثة المحدقة بملايين الصوماليين، جراء شح الغذاء، لذلك جاء هذا التحرك كخطوة داعمة ومعززة لبرامج الدعم والمساندة التي تنفذها الإمارات في الصومال منذ سنوات طويلة. وأكد أن توجيهات رئيس الدولة في هذا الصدد تأتي تعزيزاً للدور الإنساني الذي تضطلع به الإمارات لتخفيف المعاناة على الساحة الصومالية، ومساندة الأشقاء الصوماليين على تجاوز ظروفهم الراهنة من خلال توفير احتياجاتهم الغذائية ومتطلباتهم الأساسية، وتؤكد حرص القيادة الرشيدة على إظهار أكبر قدر من التضامن مع المتأثرين ولفت الانتباه لصعوبات الحياة التي يواجهونها.

وقال الشيخ حمدان بن زايد، إن الوقوف الى جانب الأشقاء في محنتهم الراهنة واجب إنساني يدعونا إليه ديننا الحنيف، وتقاليدنا الإسلامية والعربية، وهذا الواجب لا يتوقف عند حدود بعينها أو دول دون أخرى؛ لأن الإنسانية أكبر من الحدود واللغات، وما تقدمه القلوب الرحيمة من أجل المشردين والجوعى يعد تعبيراً صادقاً عن المشاعر النبيلة من أجل الإنسان في كل مكان، وأضاف: "في الحقيقة نشعر بالحزن والأسى لما يتعرض له المتأثرون في الصومال، والذين يدفعون الثمن غالياً وتحاصرهم الأزمات من كل اتجاه"


وقال رئيس الهلال الأحمر، إن الهيئة تتابع عن كثب تداعيات الأوضاع الإنسانية في الصومال من خلال تواصلها الدائم مع الساحة الصومالية، وأضاف: إن "الهيئة لم تكن في يوم من الأيام بعيدة عن مسرح الأحداث في الصومال، التي عانت كثيراً من النزاعات والكوارث الطبيعية، وأثقلت كاهلها عمليات النزوح الجماعي الداخلية"، مشيراً إلى أن "الهيئة ظلت متواجدة هناك منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، ببرامجها الإنسانية ومشاريعها التنموية التي طالت معظم المحافظات الصومالية، ومازالت تعمل بقوة لتخفيف المعاناة وصون الكرامة الإنسانية".
ودعا الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، جميع قطاعات المجتمع في الدولة لمؤازرة جهود الهيئة ودعم برامجها الإنسانية وعملياتها الإغاثية، الممتدة للمتأثرين الذين تتهدّدهم المخاطر من كل اتجاه، وناشد سموه المحسنين والخيريّن من أبناء الدولة والمقيمين لمساندة فعاليات حملة مساندة الأوضاع الإنسانية في الصومال.