واشنطن - يوسف مكي
قام متمردون من حركة " طالبان" باقتحام مقر الحكومة الأفغانية في شمالي افغانستان أمس الاثنين. ويعتبر هذا الهجوم اخر سلسلة من الخسائر في كابول، قبل ساعات فقط من اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب خطته الاستراتيجية التي تأخرت طويلا في التعامل مع الحرب التي دامت 16 عاما. وقال المتحدث باسم وحدات "الكوماندوز" التابعة للجيش الوطني الافغاني احمد جاويد سليم ان القوات الافغانية تعتزم الاستيلاء على المقر في منطقة خماب في مقاطعة جوجان صباح الاثنين. كما قالت "طالبان" على موقعها على الانترنت انهم أخذوا المنطقة. وهذا هو المركز السادس في افغانستان الذي تستولي عليه "طالبان" خلال الشهر الماضي. وجدير بالذكر أنه قتل 31 من أفراد قوات الأمن الوطنية الأفغانية، فضلا عن تسعة مدنيين، وفقا لبيانات وردت من مصادر رسمية متنوعة.
وتؤكد هذه الأرقام التحدي الذي يواجه السيد ترامب وهو يستعد للتعامل مع الرأي العام الأميركي حول الحرب ليلة الاثنين. ومن المتوقع ان يعلن عن زيادة عدد قوات الولايات المتحدة التى يتم ارسالها الى افغانستان وفقا للطلبات السابقة من جنرالاته الذين طلبوا عدة الاف اخرين. ومن شأن ذلك أن يجعل الوجود العسكري الأميركي أقل بكثير من ذروته التي بلغت 100 ألف جندي تحت قيادة الرئيس باراك أوباما. وفي خضم مكاسبهم الأخيرة، كان للمتمردين نكسات. وقد اعادت الحكومة اثنين من الأماكن الستة التي سقطت تحت حكم طالبان في الشهر الماضي. وبالاضافة الى ذلك، استعادت القوات الحكومية في مقاطعة هلمند الجنوبية منطقة نوى التي كان المتمردون قد احتجزوها منذ يوليو/تموز الماضى.
بيد أن حركة الطالبان تسيطر الآن على 48 منطقة إدارية في البلد وهي أكثر المناطق التي احتجزت منذ الإطاحة من السلطة في عام 2001، استنادا إلى بيانات قدمها الجيش الأميركي إلى المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان. وقد سجل تقرير المفتش العام الأخير المقدم إلى الكونغرس 45 مقاطعة من هذا القبيل، استنادا إلى البيانات حتى نهاية حزيران / يونيو، وحققت طالبان مكاسب صافية من ثلاث مقاطعات منذ ذلك الحين. ومن بين آخرها سقوط جاني خيل في مقاطعة باكتيا القريبة من الحدود الشرقية مع باكستان التي استولى عليها المتمردون في 10 أغسطس / آب. وقد تغيرت هذه المنطقة ثلاث مرات على الأقل منذ عام 2016 ومرتين فقط في الشهر الجاري، وكلا الجانبين الذي تم التعامل معه كمنطقة عبور لشبكة حقاني، وهي فصيل قوي من حركة طالبان، اصبح ملاذها في باكستان. ويدعي المسؤولون الحكوميون أن أيا من الجانبين لا يسيطر على المنطقة، حيث يستمر القتال.
وفي 13 اغسطس/آب، احتلت حركة طالبان مركز حى غورماتش فى مقاطعة فارياب فى الشمال، على الرغم من ان الجيش الوطنى الافغانى يحتفظ بالسيطرة على قاعدة فى المنطقة التى تخضع لحصار طالبان وتم اعادة امدادها بطائرة هليكوبتر. وقال حاكم المنطقة عبد الله واقف الذي يقدر ان حوالي 500 جندي افغاني كانوا فى القاعدة "اذا لم تصلهم التعزيزات فان الوضع سيزداد سوءا". وقال متحدث باسم الحكومة اليوم الاثنين ان الجنود ما زالوا محاصرين هناك، بيد ان الغارات الجوية الافغانية الثقيلة اسفرت عن مقتل 80 متمردا ودمار عشرات الدراجات النارية.
وفي 6 آب / أغسطس، كان ما يزعم أنه قوة مشتركة من مقاتلي طالبان وتنظيم "داعش" فوق وادي ميرزا أولانغ الاستراتيجي في مقاطعة سار - بول في الشمال. فر مئات من سكان الشيعة في الوادي وسط مزاعم بأن المتمردين، وهم من السنة، كانوا يقتلون الشيعة ويستعبدون النساء ويغتصبوهن. وزعمت الحكومة يوم الاثنين ان قواتها استعادت الوادي. وفي تقرير يدين العنف، اتهمت الامم المتحدة المتمردين بقتل 36 شخصا كانوا مدنيين او اسقطوا اسلحتهم، بيد انه لم يتم العثور على اي دليل على وقوع اغتصاب او قطع رأس. وقال مسؤولون محليون ان متمردي طالبان استولوا ايضا خلال الشهر الماضي على مقاطعات تايوارا فى مقاطعة غور الغربية وكوهيستان فى مقاطعة فارياب بيد ان القوات الحكومية استولت عليها منذ ذلك الحين.
وقد ازدادت وتيرة القتال بشكل كبير في جميع أنحاء أفغانستان هذا العام، انطلاقا من أعداد المدنيين والمقاتلين الذين قتلوا. وفي النصف الأول من عام 2017، كان المدنيون يموتون بمعدل تسعة في اليوم، وفقا لبيانات الأمم المتحدة. وقال مسؤول عسكري اميركي رفيع المستوى ان ما متوسطه 20 جنديا من الجيش الوطنى الافغانى يقتلون كل يوم هذا الشهر. من جهة اخرى، ذكر متحدث باسم وزارة الداخلية الافغانية نجيب دانشيك ان الاحصاءات تشير الى مقتل 1302 من رجال الشرطة من 21 مارس/آذار حتى 16 اغسطس/آب، اى حوالى تسعة فى اليوم. واظهر المفتش العام الخاص لاعادة اعمار افغانستان ان 181 من افراد الشرطة المحلية الافغانية لقوا مصرعهم خلال فترة مماثلة. وتشير الأرقام، مجتمعة، إلى أن ما متوسطه 31 مقاتلا أفغانيا يقتلون يوميا، دون احتساب المتمردين، بالإضافة إلى تسعة مدنيين.
وقال مسؤولون عسكريون كبار ان ستة الاف جندي افغاني قتلوا في العام الماضي. وهذا هو اكثر بكثير من عدد القتلى ال 3500 الذين لقوا مصرعهم من قبل القوات الاميركية وقوات التحالف خلال الحرب باكملها، كما أفادت التقارير بأن معدل الوفيات فى صفوف الجنود الأفغان يزيد هذا العام. وشهد الاسبوع الماضي مقتل في افغانستان هذا العام. وكان معظم القتلى من القوات الخاصة أو جنود العمليات الخاصة. ومن بين 8800 جندي اميركي فى البلاد، الى جانب 6575 من قوات التحالف وقوات الناتو، يعتقد ان حوالي 3300 جندي من مقاتلي العمليات الخاصة.