لندن ـ سليم كرم
طلبت تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية من الاتحاد الأوروبي إظهار الاحترام للمملكة المتحدة، حيث رفضت التراجع عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد أن رفض الكتلة خطة تشيكرز الخاصة بها.
وقالت ماي في خطابها الحاد أمام الكاميرات في مقر الحكومة البريطانية وفقًا لما ورد بصحيفة " تليغراف" البريطانية "إنَّ الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى فهم أنه لن ينقذ نتيجة الاستفتاء الأوروبي، ولن يوقع أبدا على خطة لتفكيك بلدي".
ترد على الاتحاد الأوربي
وسعت تيريزا ماي أيضًا إلى الأخذ بالمستوى الأخلاقي في المفاوضات، حيث قدمت للمرة الأولي عرضًا غير مشروط لمواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون في المملكة المتحدة للبقاء في بريطانيا حتى في حالة نجاح الخطة.
وجاءت تصريحات تيريزا ماي بعد أن تعرضت للإذلال في قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي في سالزبورغ في النمسا يوم الخميس الماضي، عندما أسقطوا مخطط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وردت تيريزا ماي يوم الجمعة، وقالت "لا يمكننا قبول أي شيء لا يحترم نتيجة الاستفتاء كما لا يمكنهم قبول أي شيء لا يصب في مصلحة مواطنيهم، طوال هذه العملية، تعاملت مع الاتحاد الأوروبي بالاحترام،وتتوقع المملكة المتحدة الشيء نفسه".
وفي هذا السياق، قال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، في القمة "إنَّ خطة السيدة لن تنجح".
ماي تصر على موقفها
وقالت ماي "إنَّ الاتحاد الأوروبي لم يطرح أي اقتراح مضاد، وقد وصل الجانبين الآن إلى طريق مسدود".
وقالت ماي "إنَّ الحل المقترح للاتحاد الأوروبي لمسألة الحدود الإيرلندية سيبقي أيرلندا الشمالية في الاتحاد الجمركي فعليًا، مضيفًة "كما سبق أن قلت، هذا أمر غير مقبول. لن نوافق على ذلك أبدًا. سيعني ذلك تفكيك بلدنا".
وأضافت ماي قائلة" لا أحد يريد صفقة جيدة أكثر مني"، لكنها أكدت أنَّ المملكة المتحدة ترغب في الابتعاد عن المفاوضات دون التوصل إلى اتفاق.
ولفتت ماي"يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي واضحًا: لن أسقط نتيجة الاستفتاء. ولن أفرق بلدي، نحن بحاجة إلى المشاركة الجادة في حل المشكلتين الكبيرتين في المفاوضات،ونحن مستعدون".
وسعت ماي إلى طمأنة مواطني الاتحاد الأوروبي لأنَّها انتقلت من جانب واحد لضمان حقهم في البقاء في المملكة المتحدة في حال خروج بريطانيا من الكتلة في 29 آذار / مارس 2019 دون اتفاق.
وقالت ماي "أريد أن أكون واضحة في أنه حتى في حالة عدم التوصل إلى اتفاق ستتم حماية حقوقكم، أنتم أصدقائنا وجيراننا وزملائنا. نريد بقائكم".
تعليق حزب العمال
ودفع بيان ماي إلى انخفاض قيمة الجنيه حيث تفاعل التجار معه، وفي الوقت نفسه، قال جيريمي كوربين زعيم حزب العمال "إنَّ السيدة ماي كانت "غير قادرة" على الحصول على صفقة جيدة مع بروكسل".
وأضاف جيريمي قائلًا "لقد كانت استراتيجية التفاوض لتيريزا ماي في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبية كارثة، لقد أمضى حزب المحافظين مزيدًا من الوقت في الجدل فيما بينهم بدلًا من التفاوض مع الاتحاد الأوروبي، يجب إنهاء الألعاب السياسية من كل من الاتحاد الأوروبي وحكومتنا لأنَّ الخروج دون صفقة ليس خيارًا".
وقال جاكوب ريس موج قائد مجموعة الأبحاث الأوروبية في حزب المحافظين "إنَّ الوقت قد حان لتخلي رئيسة الوزراء خطة تشيكرز".
وقال جاكوب"إنَّ نبرة السيدة ماي كانت "قوية وصريحة وتبين الثقة في مستقبل المملكة المتحدة"، مضيفًا "ومع ذلك ، لا يوجد سبب حتى الآن للتفترض أنَّ لعبة الداما يمكن أن تعمل إما للمملكة المتحدة أو الاتحاد الأوروبي".
وقال جاكوب "لقد حان الوقت لكي تبدأ الحكومة في وضع خطتها كإتفاقية تجارة حرة على النمط الكندي لكل المملكة المتحدة، هذا هو النهج الأكثر واقعية ومماثلًا لمقترح الاتحاد الأوروبي".
وأضاف جاكوب "إنَّ رئيس الوزراء يجب أن يعرض على الاتحاد الأوروبي 40 مليار جنيه إسترليني والتجارة الحرة أو شروط التجارة العالمية"