لندن ـ سليم كرم
أفرجت وزارة الدفاع البريطانية، عن مقتطفات من فيديو الحادث المعروف بـ "مارين أيه" للمرة الأولى، وتظهر لقطات الفيديو دورية تابعة لقوات "المارينز" تشاهد مروحية أباتشي بريطانية تحلق في السماء، بينما تطلق وابلًا من النيران على مقاتلي طالبان، ويمكن سماع دوي أصوات طلقات مدفع 30مم المخيفة بوضوح.
ويعتبر هذا هو المشهد الافتتاحي في الفيديو، الأكثر إثارة للجدل في الحرب في أفغانستان، والتي بلغت ذروتها مع سجن الرقيب الكسندر بلاكمان، المعروف باسم "مارين ايه". وأصدرت وزارة الدفاع الفيديو، بعد تقديم هيئة الإذاعة البريطانية، والغارديان والمؤسسات الإعلامية الأخرى، طلب للمحكمة بالإفراج عن الفيديو الذي استخدام، لإدانة الرقيب بلاكمان في محكمته العسكرية في عام 2013، ولكن لم يكن يكشف عنه للجمهور، وحكمت المحكمة بأنه سيكون بمثابة دعاية محتملة للمتطرفين.
وتأتي اللقطات المثيرة من كاميرا فيديو محمولة على خوذة، من قبل أحد جنود مشاة البحرية في دورية الرقيب بلاكمان. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، حكمت المحكمة العليا برفض الإفراج عن الفيديو الكامل، ولكن سمحت بالإفراج الجزئي، مما يتيح رؤية المشاهد الأولى منه.
ولا تظهر لقطات الفيديو التي صدرت حديثًا حادث إطلاق النار نفسه، ولكن بعض الأحداث التي أدت إلى ذلك، وتبدأ اللقطات في حقل بها عشب، وبعد فترة وجيزة يتم رصد اثنين من المسلحين يزحفان إلى موقع بريطاني في ولاية هلمند، ويتم استدعاء طائرة أباتشي من كامب باستيون لمواجهة هجومهم، وأرسلت دورية الرقيب بلاكمان أيضا للتصدي لهم.
ورصد طاقم الطائرة أحد المسلحين في حقل للذرة. وبينما تراقب دورية قوات المارينز، يمكن سماع طلقات نارية صاخبة تطلق في العنان مع 139 طلقة للأباتشي من مدفع 30مم. ويظهر الفيديو القوات المتمركزة على مسافة بعيدة نوعًا ما، وهم يصرخون "هيا!"، "اعتقد أنه مات"، ويظهر المقطع التالي، الرقيب بلاكمان وجاك هاموند، المعروف "مارين سي" وهما يمشيان ليتفحصان المصاب.
ووجد الباحثون بندقية من نوع AK47، وذخيرة احتياطية وقنبلة يدوية ملقاة وجثته الغارقة في الدماء في درجة حرارة50 درجة، ولم يتم إظهار عرض باقي الفيديو، والذي يحتوي على عملية إطلاق النار على المصاب، ويعتبر ما حدث بعد ذلك واضحًا بسبب تسلسل الأحداث. وقتل الرقيب بلاكمان المتمرد، وأصدر ثلاث قضاة بعد حكم المحكمة العسكرية، بإدانة الرقيب بلاكمان، بأن شريط فيديو الحادث لا ينبغي نشره على الملاء.
ونصح خبراء الإرهاب في الحكومة القضاة، بأن الرقيب بلاكمان وعائلته قد يكونوا في خطر من المتطرفين الإسلاميين. وقال بول موت، نائب رئيس وحدة بحوث المعلومات والاتصالات في الحكومة، إن نشر الفيديو يعتبر "هدية للدعاية للإرهابين".
واستبعد قاضي المحكمة العسكرية والمحامي العام، جيف بلاكيت، الإفراج عن شريط الفيديو الذي "يولد مشاعر كبيرة من الغضب والانتقام، وسيحرض على الاعتداء على أفراد القوات المسلحة البريطانية في الداخل والخارج".
وقدمت هيئة بي بي سي، وسكاي نيوز، وآي تي، والغارديان وتايمز، طلبًا للحصول على الفيديو ليتم الإفراج جزئيًا عنه. وجاء طلب وسائل الإعلام بالإفراج عن لقطات الفيديو، تزامنًا مع تقديم الرقيب بلاكمان استئنافًا على حكم حبسه، والذي يبدأ الأسبوع المقبل، يوم الثلاثاء.
ومن المتوقع أن يسافر إلى محكمة العدل الملكية في لندن، مئات من مشاة البحرية السابقين والمؤيدين الآخرين تضامنًا معه. ويقضي الرقيب بلاكمان عقوبة السجن مدى الحياة، لإطلاق النار، ومن المقرر أن تستمع هيئة المحكمة لشهادة ثلاث أطباء نفسيين، عن حالة الجندي في هذه الأثناء، مما قد يخفف العقوبة من القتل إلى القتل غير العمد لتقليل الحكم الصادر، أو تأمر بإعادة المحاكمة.