صاروخاً باليستياً أطلق من الأراضي اليمنية

تصدّت الدفاعات السعودية مساء السبت، لصاروخ "باليستي" أطلقته مليشيات "الحوثي" من الأراضي اليمنية باتجاه منطقة "خميس مشيط" جنوب المملكة العربية السعودية. وأوضحت قيادة التحالف العربي في بيان أن "قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت صاروخاً باليستياً أطلق من الأراضي اليمنية باتجاه خميس مشيط، وقد تم اعتراض الصاروخ وتدميره بدون أي أضرار"، مضيفاً: "وقد بادرت قوات التحالف الجوية في الحال باستهداف موقع إطلاق الصاروخ".
ولاتزال جبهات القتال في محافظة تعز، تشهد معارك عنيفة بين قوات الجيش الوطني مسنودًا بالمقاومة الشعبية من جهة، ومليشيات "الحوثي وصالح" من جهة أخرى. وقد تصدى الجيش اليمني لهجمات عدة للمليشيات في الجبهتين الشرقية والعربية لمدينة تعز.
وشهدت الليلة الماضية معارك ضارية بين قوات الجيش مسنودة بالمقاومة من جهة وميليشيات الحوثي والمخلوع من جهة أخرى في الجبهة الغربية باتجاه منطقة الضباب، استمرت عدة ساعات واستخدمت فيها مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وأسفرت المعارك عن مصرع وجرح العشرات من عناصر الميليشيا، بينما تواصل دبابات الانقلابيين قصفها على الأحياء السكنية شرق المدينة.
وقال الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري في تعز العقيد الركن منصور الحساني في تصريح لـ"المركز الإعلامي التابع للقوات المسلحة"، إن وحدات الجيش الوطني والمقاومة أبدت صمودا استثنائيا وخاضت معارك بطولية للحيلولة دون تقدم الميليشيات إلى مواقع الجيش. وأكد الحساني أن وحدات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة تواصل تقدمها في المحور الشرقي حيث تقوم بتمشيط الأحياء القريبة من القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات في حارة الكمب والمستشفي العسكري. وأضاف الحساني معنوياتنا مرتفعة جدا وصامدون صمود الجبال، والعدو في تقهقر وتراجع دائم، رغم تعزيزاته.
ودعا العقيد الحساني القيادة الشرعية للإسراع في دعم الجيش الوطني والمقاومة بقدر يوازي حجم معركة تعز، مؤكدا الاستعداد التام للزحف وتطهير بقية المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية.
وأدت المعارك الى مقتل 11 من مسلحي الميليشيات الانقلابية في مواجهات عنيفة في شرق وغرب مدينة تعز، كما تم تدمير عدد من الآلية العسكرية. وقال مصدر عسكري إن الجيش الوطني تصدى لهجمات الميليشيات الانقلابية في الجبهة الغربية وأجبرها على التراجع، وتدمير تعزيزات كبيرة في الجبهة الشرقية، فيما قصفت مقاتلات التحالف العربي تعزيزات كبيرة للميليشيات في محافظة إب كانت في طريقها إلى تعز.
وأكد مصدر عسكري يمني سيطرة الجيش الوطني والمقاومة على ثلاثة جبال وموقع عسكري جديد في جبهة علب في محافظة صعدة، مؤكدا مقتل ثمانية من مسلحي الميليشيات الانقلابية. وأوضح المصدر أن الجيش تقدم نحو موقع كرابة وسيطر على ثلاثة جبال في محور الميمنة لجبهة علب التابعة لمديرية باقم، وأصبح المنفذ تحت السيطرة النارية.
كما أكدت مصادر مقتل أحد اهم قيادات الحوثيين في إب خلال المعارك بمحافظة تعز وسط البلاد . وقالت المصادر إن القيادي أحمد حسن الشامي المشرف الأمني لجماعة "الحوثي" في مديرية السدة في محافظة اب، قتل خلال الايام الماضية بعد استدعائه من قبل الحوثيين للقتال في محافظة تعز.  ويعرف عن القيادي الشامي أيضا أنه كان العقل المدبر في الأعتقالات لأبناء محافظة إب منذ بداية الانقلاب.
والى عدن، وصل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، السبت، آتيًا من العاصمة السعودية الرياض، في عودة هي الثالثة منذ اندلاع الحرب اليمنية أواخر مارس/ آذار من العام الماضي. وقالت وكالة الأنباء اليمنية سبأ الرسمية، إن الرئيس هادي سيقف على أوضاع المدينة واحتياجات أبنائها على مختلف المستويات الخدمية والمعيشية والأمنية، التي باتت مؤرقة للغاية لليمنيين.
عودة الرئيس اليمني، تزامنت مع استئناف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، مساعيه الرامية لإقناع أطراف الأزمة اليمنية بالعودة إلى الحوار، والذي من المتوقع وصوله إلى الرياض. وقالت مصادر سياسية إن ولد الشيخ قد يأتي إلى عدن خلال اليومين المقبلين، لمقابلة هادي، بعد أن أبلغته الحكومة أن بإمكانه لقاء الرئيس في عدن.
وكان المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أفاد بعقده في العاصمة العُمانية مسقط، في أوقات سابقة ثلاث جلسات متتالية مع وفد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، تطرقت إلى النقاط الواردة في خريطة الطريق، ومنها الترتيبات الأمنية ووقف النار وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق.

وأكد ولد الشيخ أحمد على ضرورة التحضير لجولة جديدة من المحادثات، مشيراً إلى توجهه الأحد إلى الرياض ثم الكويت لبحث جولة جديدة. وأبدى استعداده للقاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في عدن إذا تطلب الأمر، كاشفاً أن الحكومة اليمنية سلمته جوابا حول خريطة الطريق. ونوّه إلى أن الجولة المقبلة لابد أن تكون قصيرة ولا تتجاوز أسبوعا إلى 10 أيام من أجل التوقيع على اتفاق نهائي.
من جهته، قال عبدالملك المخلافي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية اليمني السبت إن المبعوث الأممي سيصل عدن خلال اليومين القادمين للقاء الرئيس عبدربه منصور هادي الذي وصل إلى عدن السبت. ويرأس المخلافي الوفد الحكومي المفاوض. وأوضح المخلافي أن الحكومة ستقدم للمبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ احمد ردَّها على خارطة الطريق التي قدمها لحل الأزمة اليمنية، علمًا أنها سبقت أن رفضتها، واعتبرتها تكافئ الانقلابيين وتتجاوز مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها.