بغداد ـ نهال قباني
ذكرت مصادر طبية عراقية مقتل شخص وإصابة 7 في مواجهات بين الأمن والمتظاهرين في الناصرية فيما أكد مصدر عراقي مسؤول مقتل 5 أشخاص بينهم رجل أمن وجرح 60 في احتجاجات العاصمة العراقية، بغداد.
وأطلقت قوات الأمن الرصاص لتفريق المتظاهرين على جسر الشهداء في بغداد فيما ذكرت مصادر قناة "العربية" أن المتظاهرين تجمعوا بمحيط قنصيلة إيران في كربلاء ورفعوا العلم العراقي عليها بعدما أنزلوا العلم الإيراني من عليها كما رفعوا لافتات أمام القنصلية مكتوب عليها "مغلق بأمر الشعب".
قوات الأمن ردت بالرصاص
وأظهر تقرير لوكالة رويترز أن قوات الأمن أردت محتجاً بالرصاص. فيما أكد مصور الوكالة أنه شاهد مصرع ما لا يقل عن 4 آخرين بالرصاص.
أقرأ أيضًا :
بناء مهجور منذ عقود وسط ساحة التحرير يتحول إلى "أيقونة" للمحتجين في العراق
وذكرت مصادر "العربية" أن سيارات إسعاف تنقل جرحى من منطقة العلاوي في محيط مكتب رئيس الوزراء العراقي، وشهدت تلك المنطقة تعزيزات أمنية مكثفة.
وفي تطور عاجل، تصدت قوات الأمن لمجموعات من المتظاهرين حاولت الوصول إلى مقر وزارة العدل وسط بغداد، وشوهدت حرائق مشتعلة بالقرب من الوزارة.
وأطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع على الحشود. وأعلن متحدث باسم الجيش العراقي عن تفريق متظاهرين أمام مقر وزارة العدل.
كما تم إرسال تعزيزات أمنية إلى مقر وزارة الخارجية تحسبا لمحاولة المتظاهرين الاقتراب منه.
ووقعت العديد من الإصابات من جراء اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والمحتجين في بغداد. فيما قطع متظاهرون جسر العلاوي وطريق المتحف في بغداد.
هذا وتجمع آلاف المحتجين المناهضين للحكومة العراقية في وسط بغداد، الاثنين، في تحد لمناشدة رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، إنهاء الاحتجاجات التي يقول إنها تكلف الاقتصاد العراقي مليارات الدولارات وتعطل الحياة اليومية.
وكان من المقرر أن يبدأ ناشطون في بغداد إضراباً عاماً بدءا من، الاثنين، وحتى إشعار آخر، للضغط على السلطة لتحقيق المطالب، فيما أفادت مصادر طبية بمقتل 3 متظاهرين بالرصاص أمام القنصلية الإيرانية في كربلاء، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".
وفي متابعات ميدانية خارج العاصمة، وصلت تعزيزات أمنية إلى بوابة ميناء أم قصر في البصرة، والتي تجمهر المعتصمون أمامها وأشعلوا النيران في إطارات.
الرئيس العراقي يبحث الأزمة مع عمار الحكيم
وفي تطور سياسي جديد، استقبل الرئيس العراقي، الدكتور برهم صالح، في قصر السلام ببغداد، رئيس تيار الحكمة الوطني، عمار الحكيم.
وجرى خلال اللقاء بحث تنفيذ المطالب المشروعة للمتظاهرين السلميين، وأهمية حماية الأمن العام بما يحفظ الممتلكات العامة والخاصة.
وتم التأكيد على الإسراع في إجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية من أجل تحقيق الحياة الكريمة للشعب العراقي.
من جانبها، أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق عن مقتل 3 متظاهرين بالرصاص الحي وإصابة 12 من المتظاهرين والقوات الأمنية في كربلاء أمس، فيما أدانت الخارجية العراقية قيام بعض المتظاهرين بالاعتداء على قنصلية إيران في كربلاء، مؤكدة أن أمن البعثات والقنصليات خط أحمر لا يسمح بتجاوزه.
ودعت المفوضية القوات الأمنية إلى الالتزام التام بتطبيق معايير الاشتباك الآمن وعدم استخدام الرصاص الحي، كما دعت إلى إحالة الأشخاص الذين قاموا بالرمي المباشر تجاه المتظاهرين للتحقيق.
ودعت المفوضية المتظاهرين للبقاء في الأماكن المخصصة للتظاهرات وعدم تعريض المباني الدبلوماسية للخطر، محذرة كافة الأطراف من أن أي احتكاك يولد سقوط ضحايا بين الطرفين.
يأتي ذلك فيما حذرت قيادة القوات المسلحة العراقية من أن الحرق والتدمير على جسر الجمهورية قد يؤدي الى انهياره.
وأفادت مصادر أن قوى الأمن أمنت مبنى القنصلية الإيرانية في كربلاء بعد أن فرقت الاحتجاجات الصاخبة التي اندلعت في محيطها الليلة الماضية.
وكان أكثر من ألف متظاهر قد توافدوا في محافظة كربلاء أمام القنصلية الإيرانية، ورفعوا العلم العراقي على حائط قنصلية إيران في كربلاء، تعبيراً عن غضبهم من تدخلات طهران في شؤون بلادهم.
وطالب رئيس الوزراء العراقي، في بيان له، المتظاهرين بعودة الحياة إلى طبيعتها في البلاد، بعد مُضي أكثر من شهر على التظاهرات الاحتجاجية التي قال إنها دفعت السلطات الثلاث إلى مراجعة مواقفها.
كما نفى عبد المهدي مهاجمة القوات الأمنية للمحتجين، بل أشار إلى أنها كانت ترد على هجمات الخارجين عن القانون، وأن هناك تحقيقات تجري لمعرفة نوع السلاح الذي استخدم من قبل القوات الأمنية في الاحتجاجات.
وحذر عبد المهدي من أن تهديد المصالح النفطية يتسبب بخسائر كبيرة تتجاوز المليارات.
كما عاود المحتجون العراقيون التظاهر في محيط القنصلية الإيرانية في كربلاء، مساء الاثنين، لليوم الثاني على التوالي احتجاجاً على التدخل الإيراني في الشأن العراقي. ورفع المتظاهرون مجدداً العلم العراقي فوق جدار القنصلية بعدما أنزلوا العلم الإيراني وكتبوا على جدار القنصلية الإيرانية لافتة تقول "أغلقت بأمر الشعب".
وأفاد مصدر بانقطاع خدمة الإنترنت عن العاصمة العراقية، فيما منعت قوات الأمن المتظاهرين من اقتحام مبنى التلفزيون في بغداد.
وأظهرت صور نشرها ناشطون فض الشرطة للاحتجاجات التي شهدها محيط مبنى التلفزيون بالعاصمة.
هذا وأمهلت عشائر كربلاء السلطات العراقية 72 ساعة لتسليم قتلة المتظاهرين في المحافظة.
يأتي هذا فيما قالت مصادر أمنية عراقية إن الوضع أصبح تحت السيطرة على جانبي جسر الأحرار في بغداد بعد صدامات دامية بين المتظاهرين والقوات الأمنية أدت لمقتل 7 متظاهرين، وإصابة آخرين بينهم رجل أمن.
وأغلقت القوات الأمنية الجسر بمصدات إسمنتية لمنع عبور المتظاهرين إلى منطقتي شارع حيفا والعلاوي، وبهذا يصبح عدد الجسور المغلقة في بغداد 4 جسور.
فيما ساد الهدوء الحذر ساحة التحرير مع تضاعف أعداد المتظاهرين في الساعات الأخيرة من ليل الاثنين.
وأعلنت وسائل إعلام عراقية مقتل متظاهر في قضاء الشطرة شمالاً وإصابة 15 آخرين بعد صدامات مع القوات الأمنية.
كانت مصادر عراقية قد أفادت بمقتل 4 متظاهرين خلال تفريق قوات الأمن لتظاهرات أمام القنصلية الإيرانية في المدينة.
وأظهرت صور بثها ناشطون عددا من الجرحى يتلقون إسعافات أولية بعد تعرضهم للإصابة خلال الاحتجاجات في كربلاء.
انقطاع الإنترنت في بغداد
من جانب آخر، أعلن مرصد نتبلوكس لمراقبة الإنترنت، مساء الاثنين، أن خدمات الإنترنت انقطعت في بغداد ومعظم أنحاء العراق.
وقال مرصد نتبلوكس في بيان "في أثناء كتابة البيان انخفضت اتصالات الإنترنت العامة لما دون 19 بالمئة عن المستويات المعتادة مما قطع الخدمة عن عشرات الملايين من المستخدمين في بغداد، وتأثرت أيضا البصرة وكربلاء ومراكز سكانية أخرى".
وأضاف "نعتقد أن الانقطاع الجديد هو أكبر انقطاع نرصده في بغداد حتى اليوم".
وكانت السلطات العراقية قد قطعت خدمات الإنترنت من قبل في مواجهة موجة الاحتجاجات.
ويوم الاثنين، قتل 5 أشخاص على الأقل بعد أن فتحت قوات الأمن العراقية النار في بغداد على المحتجين، الذين واصل الآلاف منهم الاحتشاد في أكبر موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية منذ عقود.
وأسفر العنف ضد المتظاهرين على مقتل ما يزيد على 250 عراقيا في المظاهرات، التي انطلقت مع بداية أكتوبر، احتجاجا على حكومة يرونها فاسدة وتأتمر بأمر قوى أجنبية.
قد يهمك أيضًا :
أحد المشاركين الإيرانيين في أزمة الرهائن خلال ثورة 1979 يبدي ندمه على ما وقع