أبو ظبي - صوت الإمارات
أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، أن الحوار والطرق السلمية واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية هو المدخل الصحيح لتسوية النزاعات والصراعات في المنطقة، مشيراً سموه إلى أن دولة الإمارات دائما تعمل من أجل السلام الذي يـحقق طموحات وتطلعات الشعوب.وقال سموه إن دولة الإمارات تتابع باهتمام التطورات في منطقة شرق المتوسط؛ نظراً لأهمية هذه المنطقة في الاستقرار والسلام الإقليمي والعالمي، لافتاً سموه إلى أن الإرهاب يمثل أكبر تهديد للسلام والتنمية في العالم، والإمارات من منطلق نهجها في دعم التسامح والتعايش ترفض استغلال الشعارات الدينية لبث خطابات الكراهية التي تُسيء إلى العلاقات بين الشعوب.
استقبال
جاء ذلك خلال استقبال سموه أمس كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء جمهورية اليونان الصديقة، ورحب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء الذي جرى في قصر الشاطئ في أبوظبي، بزيارة رئيس وزراء اليونان والوفد المرافق إلى الدولة، وبحث سموه ورئيس وزراء اليونان خلال اللقاء علاقات الصداقة المتميزة التي تجمع دولة الإمارات واليونان وإمكانات تنمية التعاون بينهما وتعزيز مصالحهما المتبادلة في جميع المجالات، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.واستعرض سموه وكيرياكوس ميتسوتاكيس مسارات التعاون المتعددة بين دولة الإمارات وجمهورية اليونان والفرص الواعدة لتطويرها خاصة في الجوانب الاستثمارية والاقتصادية والسياسية والثقافية والدفاعية بما يحقق المصالح المشتركة لشعبيهما الصديقين إضافة إلى تطورات جائحة كورونا، ودعم جهود المجتمع الدولي والعمل المشترك لاحتواء تداعياتها على المستويات الإنسانية والاقتصادية.
قضايا
كما تبادل سموه ورئيس وزراء اليونان وجهات النظر بشأن مستجدات الملفات والقضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في منطقة شرق البحر المتوسط، وأكد الجانبان خلال الجلسة العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين، وتستند إلى إرادة سياسية قوية وقاعدة متينة من المصالح المشتركة والعمل المتواصل على تطويرها بما يعود بالخير على شعبيهما.كما أكدا توافق الرؤى بين دولة الإمارات واليونان بشأن العديد من القضايا والملفات، خاصة ما يتعلق بالعمل على إيجاد تسويات سلمية للنزاعات والأزمات التي تشهدها المنطقة ودفع المساعي الدبلوماسية التي تسهم في تحقيق تطلعات شعوبها إلى السلام والازدهار والتنمية وتعزز الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تدوينة عبر حسابه في تويتر: «سعدت بلقاء الصديق كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان وإعلان إقامة الشراكة الاستراتيجية لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين البلدين».
علاقات
من جانبه أشاد كيرياكوس ميتسوتاكيس بمستوى العلاقات الثنائية الإماراتية ـ اليونانية والتعاون الفاعل بينهما في مختلف المجالات، مؤكداً حرص بلاده على تطوير آفاق التعاون وتعزيزه مع دولة الإمارات التي نرتبط معها بعلاقات صداقة متينة.. مثمناً الدعم الذي قدمته دولة الإمارات إلى بلاده لتعزيز جهود العاملين في القطاعات الصحية في مواجهة تداعيات جائحة كورونا «كوفيد 19».وأشاد بالمبادرات العالمية الإنسانية التي تطلقها دولة الإمارات والرامية إلى ترسيخ القيم الإنسانية في التعايش والتسامح والتعاون بين الشعوب في مختلف الظروف خاصة أوقات الأزمات، كما أكد أهمية «معاهدة السلام» التاريخية التي وقعتها دولة الإمارات مع إسرائيل في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة وفتح آفاق جديدة للعلاقات بين دول المنطقة تخدم شعوبها ومستقبلها.
شراكة
وشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء جمهورية اليونان الصديقة، تبادل اتفاقية البيان المشترك لإنشاء الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات وجمهورية اليونان، إضافة إلى تبادل مذكرة للتعاون في مجال السياسات الخارجية والدفاعية.وتبادل البيان المشترك والمذكرة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ونيكوس دندياس وزير الخارجية اليوناني، حيث يهدف الإعلان إلى تحقيق مزيد من النتائج والمبادرات والعمل المشترك في المجالات الرئيسية ذات الاهتمام المشترك.
وأكدت حكومتا البلدين في الإعلان المشترك التزام البلدين الثابت بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والمبادئ المنصوص عليها فيه أساساً للسلام والأمن وعلاقات حسن الجوار والحل السلمي للنزاعات لجميع دول المنطقة.وأشار الإعلان إلى أن معاهدة السلام التي وقعتها دولة الإمارات وإسرائيل بشأن إقامة العلاقات تشكل إنجازاً تاريخياً يسهم في إحلال السلام والاستقرار والتفاهم المتبادل بين شعوب منطقة الشرق الأوسط.وأكدت الحكومتان التزامهما بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، كما تؤكدان ضرورة العمل المنسق بين المجتمع الدولي لمواجهة التدخل الإقليمي المستمر ودعم احترام سيادة الدول، حيث أشار الإعلان إلى قلق الحكومتين إزاء تصدير الإرهاب والتطرف في جميع أنحاء المنطقة واستغلال الظروف في مناطق الصراع.
وأكد الجانبان التزامهما المشترك بمكافحة الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله ويحثان المجتمع الدولي على اتخاذ موقف حازم ضد هذا العدوان، كما اتفقت الحكومتان على القيمة المضافة المتمثلة في زيادة توسيع تعاونهما مع الآليات الإقليمية والمتعددة الأطراف.وفي هذا الصدد، تلتزم جمهورية اليونان بلعب دور بنّاء في الإسهام في تعزيز العلاقات التاريخية والودية بين دولة الإمارات والاتحاد الأوروبي، وتشمل الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الإمارات واليونان، على سبيل المثال لا الحصر؛ التعاون السياسي والتنمية الإنسانية الدولية، حيث اتفقت دولة الإمارات وجمهورية اليونان على تعزيز الحوار السياسي والمشاورات الاستراتيجية وزيادة التوافق مع القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.. كما اتفقت الحكومتان على العمل المشترك في المشاريع الإنسانية الدولية ومبادرات التنمية وتعزيز تعاونهما في المحافل متعددة الأطراف.
وفي التجارة والاستثمار والسياحة، ستعمل الحكومتان على تطوير علاقتهما الاقتصادية من أجل تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية والسياحية بينهما، وتسهيل تبادل الخبرات والمعلومات في جميع المجالات المتعلقة بالاستثمار المشترك ذي الاهتمام المشترك، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال، وتطوير بنى شبكات الأعمال التي تشجع التعاون، مثل حاضنات الأعمال التجارية والتجمعات، وتدابير تعزيز بناء القدرات والترويج لريادة الأعمال في كلا البلدين.
تعاون
وتقديراً لأهمية تعزيز المعرفة المتبادلة وفهم التراث الثقافي لكلا البلدين، ستعمل الحكومتان على تعزيز التعاون في مجال الصناعات الإبداعية الثقافية، مع التركيز على الهندسة المعمارية والتصميم وفنون الأداء والفنون الجميلة والسينما والأدب والمنشورات والتعاون بين المتاحف والمؤسسات الثقافية.
الدفاع
كما أكدت الحكومتان استعدادهما لتوسيع التعاون الدفاعي واستكشاف إمكانيات جديدة في هذا المجال، بهدف التصدي الفعال للتحديات المشتركة التي تهدد السلام والأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والعالمي.حضر اللقاء سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وسليمان حامد المزروعي سفير الدولة المعين لدى جمهورية اليونان، ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي.فيما حضره من الجانب اليوناني كل من نيكوس دندياس وزير الخارجية، وسبيريدون أدونيس جيورجياديسوزير التنمية والاستثمار، وكونستانتين فراجوجيانيس نائب وزير الخارجية، وديونيزيوس زويس سفير اليونان لدى الدولة.
تعزيز الشراكة
ستعمل الحكومتان في الإمارات واليونان على تعزيز شراكتهما في مجالات تحول الطاقة والبتروكيماويات والطاقة المستدامة والنظيفة، بالإضافة إلى تبادل المعرفة والمهارات والخبرات التقنية وتعزيز تعاونهما فيما يتعلق بالأنشطة الرقمية والخدمات الحكومية، مع التركيز على المسرعات الحكومية، والخدمات الذكية، والأداء الحكومي، والابتكار والتميز، والرؤية الاستراتيجية، والتخطيط،وإدارة الاستراتيجية. وستعزز الحكومتان تعاونهما في مجالات الأغذية والزراعة ومصائد الأسماك، بالإضافة إلى تعزيز المشاريع والشراكات ذات الصلة لتعزيز استراتيجيات وأهداف الأمن الغذائي المشتركة بينهما.
قد يهمك أيضا