مظاهر الترحيب بزيارة ولي العهد إلى بريطانيا

في خرق للبروتوكول يُعتبر سابقة استقبلت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وأقامت مأدبة غداء على شرفه، وهذا تكريم لا يحظى به سوى رؤساء الدول.

وازدانت شوارع لندن بصور ولي العهد، وعبارات تحمل عناوين الإصلاحات التي أدخلها في حياة السعوديين، والتقى الأمير محمد بن سلمان والوفد السعودي رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وأعضاء حكومتها، ودشن معها "مجلس الشراكة الإستراتيجية" البريطاني- السعودي، الذي يهدف إلى ترسيخ التعاون بين البلدين في مجالات التعليم والثقافة والأمن والسياسة، ووقع الجانبان اتفاقات اقتصادية مقدارها مئة بليون جنيه استرليني، وقالت ماي إن زيارة الأمير محمد بن سلمان "تفتتح فصلاً جديداً مع أحد أقدم الأصدقاء سيجعل المملكتين أكثر أمناً وازدهاراً".

وسبقت زيارة الأمير محمد بن سلمان لندن إنجازاته كرجل إصلاح، من خلال الخطوات التي اتخذها وأضفت على السعودية صورة جديدة، مثل فتح المجالات أمام الاستثمارات الأجنبية في قطاعات غير قطاع النفط من أجل تعدد مصادر الدخل الوطني، وقرار يسهل الدخول إلى المملكة والتنقل فيها لمدة 30 يوماً (يبدأ العمل بإعطاء تأشيرات دخول للراغبين في نيسان- أبريل المقبل)، كما اتخذ قرارات مهمة على صعيد الانفتاح على الخارج، وغيَر بعض القوانين لطمأنة المستثمرين والشركات، وأطلق حملة لمحاربة الفساد.

وقال ناطق باسم ماي إن اللقاء تطرق إلى العلاقات التاريخية بين السعودية وبريطانيا، والشراكة في محاربة الإرهاب، والتعاون الأمني. وأشادت رئيسة الوزراء بالعلاقات بين البلدين في مجالي الدفاع والأمن، وقالت رداً على سؤال إن هذه العلاقات "التي تربطنا تاريخية. وأنقذت أرواح مئات الأشخاص".

وأضافت: "هناك إصلاحات في السعودية ونحن نشجعها". وأكد مصدر حكومي لـ "الحياة" أن ماي "تقر الخطوات التي اتخذتها الرياض مؤخراً للتعامل مع الأزمة اليمنية"، وهي تشدد على أهمية التوصل إلى حل سياسي لهذه الأزمة.
وكانت رئيسة الوزراء أصدرت بياناً جاء فيه أن الزيارة هي الأولى لولي العهد السعودي منذ توليه منصبه عام 2017، أي السنة التي وضع خلالها برنامجه للإصلاحات الكبيرة في المملكة "القوة الأكبر سياسياً وديبلوماسياً واقتصادياً في الشرق الأوسط". وشدد البيان على أن الزيارة ستنطلق من الأرضية التي وضعت أسسها ماي خلال زيارتها الرياض في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، و"ستساهم في تنسيق التعاون لمواجهة تحديات دولية مثل الإرهاب والتطرف والصراع الدائر في اليمن، علاوة على ملفات إقليمية أخرى مثل العراق وسورية".

إلى ذلك، كان للجانب الاقتصادي نصيب كبير في محادثات ماي مع الأمير محمد بن سلمان، ويشكل إدراج شركة "أرامكو" السعودية في بورصة لندن أولوية بالنسبة إلى بريطانيا، إذ يقدر الجزء المعروض بمئة بليون دولار. ويمثل الطرح العام الأولي لـ "أرامكو" إحدى الركائز الأساسية التي تستند إليها "رؤية المملكة 2030" التي يقودها ولي العهد السعودي لتنويع موارد الاقتصاد وتقليص الاعتماد على النفط.

ويتوقع أن يبدأ الأمير محمد بن سلمان زيارة للولايات المتحدة في 19 آذار (مارس) الجاري، حيث يلتقي الرئيس دونالد ترامب ويعقد اجتماعات مع رجال أعمال وصناعيين، في إطار سعيه إلى دعم الاستثمارات في السعودية. وقال مصدر في واشنطن إن عشرات من كبار المديرين التنفيذيين في السعودية سينضمون إليه في استكشاف الفرص الاستثمارية في المملكة، لا سيما في مجالات التكنولوجيا والترفيه والسياحة، وقال مسؤول أميركي بارز إن جدول أعمال الزيارة سيتضمن مسعى جديداً لإنهاء الخلاف بين دول الخليج وقطر.