أبوظبي ـ سعيد المهيري
بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وشينزو آبي رئيس وزراء اليابان، علاقات التعاون الاستراتيجي بين البلدين الصديقين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، ومجمل القضايا الإقليمية والدولية، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك. ورحب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارة شينزو آبي والوفد المرافق له إلى الدولة، معربًا عن تمنياته بأن تسهم الزيارة في مواصلة تطوير مسار العلاقات التاريخية المتميزة واستمرار تجديد أفق أوسع للتعاون المشترك بين دولة الإمارات واليابان في مختلف المجالات.
وجاء ذلك خلال المحادثات الرسمية التي عقدت، الاثنين، بين الجانبين في قصر الرئاسة بأبوظبي. وقال بن زايد "تشرفنا اليوم زيارتكم لدولة الإمارات، هذه زيارة مهمة لنا، خاصة في ظل العلاقة المتميزة التي تربط الإمارات واليابان، علاقة قديمة وقوية. وفي وجودك يا رئيس طورنا هذه العلاقة وضاعفناها، وكان تعاوننا مع الشركات اليابانية تعاوناً متميزاً، نتمنى لهذه العلاقة أن تتطور خلال السنوات المقبلة".
واستعرض الجانبان، خلال اللقاء، السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية وتنمية التعاون المشترك بين البلدين الصديقين. وجرى خلال اللقاء استعراض آخر التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وأشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال جلسة المحادثات، بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان في المجالات كافة، والحرص المشترك على دفع هذه العلاقات إلى الأمام، ورفدها بالمزيد من أسباب النمو والازدهار، معربًا عن ارتياحه للتطورات الإيجابية في مسار هذه العلاقات.
وأكد أن العلاقات الإماراتية - اليابانية علاقات استراتيجية تستند إلى تاريخ طويل من التعاون والتفاهم منذ بداية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين، تقوم على أسس قوية من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، ما جعلها نموذجًا متميزًا للعلاقات بين الدول الصديقة التي تعمل من أجل رفاهية وتنمية وتقدم شعوبها، وتسعى إلى السلام بين الدول والشعوب المختلفة.
وأشار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حريصة على تعزيز علاقاتها وتطويرها مع اليابان على المستويات كافة، منوهاً خلال حديثه مع الجانب الياباني، بالتجربة اليابانية بصفتها تجربة ملهمة، خاصة فيما يتعلق بتنمية وتطوير الموارد البشرية والابتكار والتكنولوجيا، والحفاظ على الهوية والأصالة في ظل الحداثة. وأضاف أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعطي أهمية خاصة لتعميق التعاون مع اليابان في مجالات الطاقة والتكنولوجيا المتقدمة والابتكار والصناعة، وغيرها من المجالات التي تخدم استراتيجية التنمية الإماراتية، القائمة على التنويع الاقتصادي، وبناء الاقتصاد المبني على المعرفة.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن أهم ما يميز العلاقات الإماراتية - اليابانية أنها علاقات متجدِّدة وشاملة، حيث لا تقتصر على الجوانب السياسية أو الاقتصادية فحسب، وإنما تمتد إلى الجوانب الثقافية والتنموية والإنسانية. وأشار إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان شريكتان في العمل من أجل السلام والتنمية والاستقرار على المستويَين الإقليمي والعالمي ونشر قيم التسامح والتعايش والحوار بصفتها قيماً أساسية لبناء أسس السلام والتقدم في العالم كله، مؤكداً أن اليابان تمثل قوة استقرار وسلام في القارة الآسيوية، وتحظى سياستها الخارجية بالتقدير والاحترام على مستوى العالم كله، وهذه أحد العوامل المهمة التي تعزز العلاقات الإماراتية - اليابانية في المجالات كافة.
وقال إن دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن خلال نموذجها ونشاطها الدبلوماسي، تسعى إلى المساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة التي عانت خلال العقد الماضي عدم الاستقرار، مؤكدًا أن الاستقرار المبني على رؤية إيجابية تجاه المستقبل يمثل خيارنا في الإمارات ونموذجاً يقي المنطقة من شرور الفتنة ويعزز موقع العالم العربي النهضوي ضمن نسق إنساني.
وعبَّر عن ثقته بأن العلاقات الإماراتية - اليابانية سوف تشهد نقلات نوعية خلال السنوات المقبلة، وأن زيارة معالي رئيس وزراء اليابان لدولة الإمارات العربية المتحدة لها أثر بالغ في تنمية هذه العلاقات وترقيتها إلى المستويات التي تحقق الطموحات المشتركة. من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الياباني عن سعادته بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تجمعها ببلاده علاقات تاريخية متميزة ومتنامية على الصعد كافة، منوهاً بأن هذه الزيارة التي تأتي في عام مميز، عام زايد ستبحث في تعزيز العلاقات وتطويرها إلى مزيد من العمل المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية وشؤون الطاقة.
وقال رئيس وزراء اليابان، إن العلاقة بين البلدين لا تقتصر على الاقتصاد والطاقة، بل تشمل العديد من المحالات، متمنياً أن تتطور العلاقات في المجالات السياسية والدفاعية والتعليم والزراعة والتكنولوجيا المتقدمة، حيث ستعزز هذا التعاون الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وأضاف: "نسعى إلى فتح تعاون جديد مع دولة الإمارات في تحقيق تقدم مستدام في قارة أفريقيا".
من جانبه، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن دولة الإمارات لديها علاقات وثيقة مع دول العالم، ويسعدها أن ترحب بأي تعاون مشترك مع اليابان يهدف إلى إقامة المشاريع وتحقيق التنمية المستدامة في الدول الأفريقية. وتمنى شينزو آبي لدولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها المزيد من تحقيق النهضة الحضارية والتنموية والتقدم والازدهار، مرحباً معاليه بتعاون البلدين في المجالات الثقافية والتعليمية.
وجرى خلال اللقاء مراسم تبادل اتفاقية بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان لتشجيع وحماية الاستثمار، والتي وقعها في وقت سابق عبيد حميد الطاير وزير الدولة لشؤون المالية وفوجيكي تايشي سفير اليابان لدى الدولة. وسجل رئيس الوزراء الياباني كلمة في سجل كبار الزوار اعرب فيها عن سعادته بزيارة دولة الإمارات، وبمستوى العلاقات التاريخية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الصديقين.
وقد أقام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مأدبة غداء تكريمًا لضيف البلاد شينزو آبي والوفد المرافق. حضر اللقاء الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين، والفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، و الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، والشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان مدير مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي عهد أبوظبي، والشيخ ذياب بن طحنون بن محمد آل نهيان، وعبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني، والدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، وعبيد بن حميد الطاير وزير الدولة للشؤون المالية، وسهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة، وحسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، ومحمد بن أحمد البواردي وزير دولة لشؤون الدفاع، و نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، وجميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، والدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة، وزكي أنور نسيبة وزير دولة، والدكتور أحمد مبارك المزروعي الأمين العام للمجلس التنفيذي، وخلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، واللواء محمد خلفان الرميثي القائد العام لشرطة أبوظبي عضو المجلس التنفيذي، ورياض عبدالرحمن المبارك رئيس دائرة المالية عضو المجلس التنفيذي، وسيف محمد الهاجري رئيس دائرة التنمية الاقتصادية عضو المجلس التنفيذي، ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي.
ومن الجانب الياباني ياسوتشي نيشيمورا نائب رئيس ديوان مجلس الوزراء، وايسي هاسيجاوا مستشار خاص لرئيس الوزراء، وتوبوكاتسو كانيهارا مساعد رئيس بديوان مجلس الوزراء، وهيروشي سوزوكي أمين عام لرئيس الوزراء تاكبوموري نائب وزير للشؤون الخارجية، وروؤ مانابي نائب وزير الدفاع للشؤون الدولية، وهيروشي اوكا مدير مكتب الشرق الأوسط وأفريقيا، وتاداو ياناسي نائب وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة، وهيروشي ناراهيرا نائب وزير النقل، وهيروميشي ماتاسوشيما نائب الوزير للشؤون الدولية بوزارة الزراعة، وكانجي فوجيكي سفير اليابان لدى الدولة.