طرابلس ـ فاطمه سعداوي
دعا الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية العقيد أحمد المسماري، المواطنين إلى وقف حركة التنقل من المنطقة الممتدة من رأس لانوف شرقًا حتى مدينة سرت غربًا اعتبارًا من ساعات الصباح الأولى لليوم الاثنين. ونبَّه المسماري عبر حسابه على موقع "فيسبوك" المواطنين قائلا: "على جميع المواطنيين تقييد الحركة في المنطقة من رأس الانوف حتى سرت وذلك اعتبارا من ساعات الصباح الاولى لهذا اليوم الاثنين ".
وكان المسماري أعلن مساء الأحد عن حشد جوي وبري كبير للـقوات المسلحة الليبية لدحر العناصر الإرهابية في منطقة الهلال النفطي، بحسب ما نشره عبر صفحته على موقع "فيسبوك". وخلال مؤتمر صحفي عقده مساء أمس الأحد، قال المسماري، إن الكتائب المسلحة التي دخلت إلى منطقة الهلال النفطي تتبع "القاعدة والدروع الإخوانية"، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة الليبية تقدمت بعد ظهر الاحد إلى ما بعد المنطقة الصناعية في رأس لانوف، وتعاملت مع الميليشيات المسلحة.
وكشف متحدث عسكري ليبي الأحد عن أن طائرات "قوات شرق ليبيا" قصفت فصائل مسلحة في محاولة لطردها من مواقع محيطة بميناءي السدرة ورأس لانوف النفطيين. ويحاول الجيش الليبي المتمركز في شرق البلاد استعادة السيطرة على الميناءين بعدما اضطرته "سرايا الدفاع عن بنغازي" الجمعة الماضي للانسحاب من محيطهما.
وأعلنت ميليشيات في مصراتة تابعة لحكومة الوفاق الوطني دعمها لتنظيم القاعدة ، الذي يسيطر على عدة بلدات في الهلال النفطي الليبي، عبر تدخل عسكري شرقي رأس لانوف، مما دفع بقطعات الجيش الوطني الليبي على التراجع نحو البريقة.
وقالت ميليشيات "الحلبوص" التابعة للمجلس العسكري في مصراتة المنضوي تحت وزارة دفاع "حكومة الوفاق الوطني، إن مسلحيها تحركوا باتجاه منطقة الهلال النفطي لدعم مسلحي "القاعدة" الذين سيطروا على ثلاث بلدات منها الجمعة.وأفاد الناطق الرسمي باسم الهلال الأحمر الليبي في اجدابيا منصور عاطي، بأن فرق الهلال انتشلت 13 جثة أمس من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر قتلوا في الاشتباكات مع سرايا الدفاع عن بنغازي في المواجهات الدائرة وسط ليبيا.
وقال عاطي إن نقل الجثث جرى بالتنسيق مع الطرفين المتحاربين بعد التواصل معهم، حيث تم الاتفاق على تسليم الجثث في بلدة بشر ، مؤكدا أن فرق الهلال لم تدخل إلى منطقة راس لانوف.وكان الجيش الليبي قد أطلق عملية عسكرية واسعة لاستعادة منطقة الهلال النفطي بعد اكتمال جاهزية قوات الجيش، ووصول دعم من كتائب القوات المسلحة الليبية إلى مشارف رأس لانوف غربي البريقة. وقالت مصادر عسكرية إن سلاح الجو الليبي دمر في مستهل العملية 25 آلية عسكرية للتنظيم جنوب بلدة بن جواد الواقعة شرقي سرت.
وقال رئيس ما يسمى "مجلس حكماء مصراتة" إبراهيم بن غشير، إن أبناء مدينة بنغازي وما حولها من جميع قبائل المنطقة الشرقية جميعهم يدافعون عن مدينتهم. يشار إلى أن من وصفهم بن غشير بـ"أبناء بنغازي" هم مجموعات فرت من الجيش الوطني الليبي بعد إطلاق عملية الكرامة ضد الإرهاب في 2014 في مدن درنة وبنغازي وأجدابيا لتحريرها من تنظيمات داعش و القاعدة.وتلقت تلك المجموعات الدعم من قبل شخصيات وميليشيات متطرفة ليحشدوا صفوفهم بمنطقة الجفرة جنوبي سرت في سبيل محاربة الجيش الوطني الليبي الذي صدَّ حتى الآن أربع محاولات لهم للتقدم صوب الهلال النفطي وبنغازي.