مقتل مواطنين في غارة جوية على "الجفرة" يتفاعل وقيادة "البنيان المرصوص" تنفي مسؤوليتها

نفت غرفة عمليات "اللواء 12 مجحفل" التابع للجيش الليبي، إصابة أي من أفراد وآليات اللواء جراء القصف الجوي الذي وقع في محيط مشروع "نينا" الزراعي في بلدة الجفرة جنوب ليبيا.
وقال النقيب عبدالله الراشد ، في تصريح مساء الثلاثاء، إن الغارة الجوية لم تسجل أية إصابات في أفراد أو آليات اللواء الذي يقوده العميد محمد بن نايل التابع للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي. وأكد أن الغارة الجوية التي نفذتها طائرة حربية أسفرت عن إصابة عدد من العائلات كانت تقوم بإجراءات العلاج قرب حوض ماء ساخن عند البئر الكبريتي الفوار في مشروع نينا الزارعي ببلدية الجفرة، يستخدم في علاج أمراض العظام والبرد.
وأدى قصف الموقع المذكور إلى مقتل 6 نساء وطفلة من سكان بلدة "الشقيقة" غرب ليبيا، وجرح ثلاثة آخرين جرى نقلهم إلى مستشفى العافية في مدينة هون في بلدية الجفرة. وقالت مصادر في بلدة الشقيقة إن القتلى من قبيلة المشاشية، وهم: عائشة علي أبوالقاسم، وزكية محمد علي، وخديجة العاقوبي إبراهيم، وسعاد المبروك مسعود، وذهيبة محمد عمر بلعوب والعاقلة عبدالله مسعود، والطفلة سها عبدالسلام كريد.
ودان نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني موسى الكوني بشدة الغارة الجوية، قائلاً في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر" إن الغارة نُفذت من جهة خارجة عن القانون. فيما حمل الناطق باسم القيادة العامة للجيش، عقيد أحمد المسماري، المسؤولية لطيران سلاح الجو بمصراتة.
لكن الناطق باسم غرفة عمليات الطوارئ في سلاح الجو في مصراتة التابعة لغرفة عمليات "البنيان المرصوص"، المقدم الطيار محمد قنونو، نفى مسؤولية سلاح الجو التابع لهم عن قصف أي أهداف بمشروع نينا الزراعي في بلدية الجفرة.
وفي مدينة سرت، عثرت قوات "البنيان المرصوص" في أحد مقرات تنظيم "داعش" في المدينة عن عقود نكاح منها زواج شخص يدعى أبومنصور التونسي من عناصر التنظيم بامرأة نيجرية تدعى مريم بصداق مؤجل قدره “حزام ناسف. وكشف المركز الإعلامي للبنيان المرصوص عن وثيقة أخرى تحمل عقد نكاح لشخص يدعى أبو سعيد المالي على امرأة تدعى فاطمة النيجيرية بصداق مؤجّله بندقية كلاشنكوف.

وأشارت الوثائق إلى أن بعض حالات الزواج كان وكيل الزوجة فيها ما وصف بالمكلّف من السلطان، فيما تظهر الحالة الاجتماعية لإحدى الزوجات بأنها "مخالعة لزوج سابق".
وفي طبرق، اعتبر رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، أن المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، "فشل فشلا ذريعا" في مهمته. وقال: "هو (كوبلر) يتصور أنه حاكم ليبيا، بدليل قيامه بالاتصال بكل الأشخاص حتى الذين لا صفة لهم".
وأشار صالح، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية إلى أن "هذا الأمر عمّق الخلاف بدلاً من تقريب وجهات النظر، وظهر أنه منحاز لأحد الأطراف". وكشف صالح عن أن مجلس النواب يتجه إلى تقديم رسالة للأمم المتحدة لتغيير المبعوث الدولي "في حال لم يكف عمّا يقوم به"، وأضاف "هذا رجل يتدخل في كل شيء، لن يستطيع عمل أي شيء إيجابي في ليبيا".
وكان القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر هاجم أيضا المبعوث الأممي، وقال إنه يحشر أنفه في قضايا حساسة لا علاقة لمهمته بها. وأضاف حفتر في حوار أجرته معه جريدة "الأهرام" أمس الاثنين أن كوبلر طلب اللقاء معه لمناقشة الهيكل التنظيمي للجيش الليبي وتساءل المشير: هل هذا معقول؟".
واتهم حفتر المبعوث الأممي إلى ليبيا بتجاوز حدوده إلى درجة لا يمكن تصورها، مشيرا إلى أنه طلب أيضا "مناقشة أبعاد الزيارة التي قام بها رئيس الأركان اللواء عبد الرازق الناظوري إلى مدينة الزنتان"، معلقا بقوله "نحن وقتنا ثمين.. ولا يمكننا أن نضيعه في نقاش أجوف مع السيد كوبلر في مواضيع لا علاقة له بها".
 وتساءل حفتر عن علاقة كوبلر في محاربة الإرهاب، موضحا موقفه بالقول "نحن لا نحارب الإرهاب بناء علي توجيهات منه أو من غيره". وقال إن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا مارتن كوبلر خلال زيارته له في ديسمبر/كانون الأول الماضي تجاهل نصيحته بعدم الاستعجال في توقيع اتفاق الصخيرات، مضيفا أن كوبلر "عاد إلى الصخيرات وضرب بكل ما دار في زيارته السابقة عرض الحائط، وأصر على توقيع الاتفاق في اليوم التالي، ثم انقطع تواصله معنا أكثر من ستة أشهر، والآن يريد منا أن نجلس معه ونناقش الهيكل التنظيمي للجيش الليبي، وكذلك الإرهاب، وهو الذي وصف الجيش الليبي البطل بأنه خليط من المرتزقة وأنصار النظام السابق".

ووجه حفتر نصيحة إلى المبعوث الأممي إلى ليبيا مفادها "إذا خطر ببال السيد كوبلر طلب مقابلة في المستقبل أرجو منه  تقديم طلبه مكتوبا في رسالة رسمية موجهة إلى القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية بدلا من الاتصالات الهاتفية عن طريق وسطاء، حتى يمكننا الرد عليه كتابيا وبصفة رسمية أيضا".
من جهة أخرى، تعهد حفتر بتحرير طرابلس، مشددا على أن ذلك سيتم من دون إراقة دماء قائلا: "نحن نرفض أن تتحول طرابلس إلى ساحة قتال، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن تبقى العاصمة رهينة في يد العصابات إلى الأبد، طرابلس سيتم تحريرها دون إراقة دماء بإذن الله، هذا هو ما نسعى إليه".
من جهة ثانية، أكدت مصادر مطلعة فجر الأربعاء، مغادرة أول ناقلة محملة بالنفط من ميناء راس لانوف، بعد سيطرة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على منطقة الهلال النفطي شرق ليبيا. وقالت المصادر إن الناقلة والتي تعد كذلك أول شحنة تصدر من أكبر بئر نفطية في  ليبيا، منذ اندلاع المعارك في منطقة الهلال النفطي في أواخر 2014، توجهت إلى إيطاليا.

وأكد منسق عمليات استقبال وشحن النفط في راس لانوف،عمران الفيتوري، في تصريح أدلى به لوكالة “فرانس برس” أن  ” سفينة “سي-دلتا” التي تحمل علم مالطا غادرت ميناء راس لانوف.. محملة بـ776 الف برميل من النفط، على أن تتوجه إلى إيطاليا”.