واشنطن - رولا عيسى
أكد والد أحد ضحايا الهجوم المتطرف، في سان برناردينو، أن عدم الحكم مدى الحياة، على المتطرفين، الذين ساعدوا على القتل الجماعي، "مهزلة"، وكان إنريكي ماركيز أمام المحكمة في ريفرسايد، كاليفورنيا، الخميس للإقرار بالذنب كجزء من صفقة مقابل الحكم عليه بالسجن لمدة أقصاها 25 عامًا.
واعترف أنه اشترى رشاشات آلية استخدمت في المجزرة وساعد في التخطيط لهجمات متطرفة أخرى لأعوام، مع سيد رضوان فاروق، تلك التهم التي كانت من المفترض أن تسجنه لمدة تصل إلى 50 عاما وراء القضبان إذا كان قد أدين.
وقف غيريجوري كاليبورن البالغ من العمر 58 عام من لوس انجليس، كاليفورنيا، أمام القاضي خيسوس بيرنال للمطالبة بالحكم على المتهم بالسجن مدي الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط، وخارج المحكمة، قال ان الصفقة التي عقدوها مع المتهم "مهزلة"، كانت ابنة كاليبورن، "سيينا" البالغة من العمر 27 عاما، واحدة من 14 شخص قتلوا بالرصاص من قبل فاروق البالغ 29 عاما، وزوجته الباكستانية تاشفين مالك البالغة 30 عاما، في المركز التجاري في سان برناردينو يوم 2 كانون الأول/ديسمبر 2015.
تغالب دموعه، ويضيف: "لماذا هذا الرجل "ماركيز"، لم يواجه اتهامات بالقتل؟ إذا لم يكن قد تم شراؤها تلك الأسلحة، لن نكون هنا، وأضاف: ينبغي أن يحاكم بالسجن مدي الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط، وهناك 22 شخصًا أصيبوا لن تكون حياتهم كما كانت بسببه، حياتي لن تكون هي نفسها.
وتحدث خارج المحكمة عقب اختتام الجلسة، ووصف كاليبورن العقوبة القصوى التي حصل عليها المتهم لمدة 25 عاما بأنه "مهزلة" واشتكى من أن "للمجرمين لهم المزيد من الحقوق أكثر مما نقوم بهز.
تحدث عن الحكم قائلا "حطم قلبي، وإذا كان المسؤولين في هذا الموقف، وإذا كانوا لديهم أطفال قتلوا بأيدي هؤلاء الناس، وبدأ في ذكر جميع الناس الذين يعملون، مهاجما: "إن النظام القضائي يحتاج إلى إصلاحه"، وسئل عما إذا كان يعتقد أن ماركيز لا يعرف شيئا عن خطط فاروق، وأجاب كاليبورن "لا".
وأكد وزير العدل الأميركي ايلين ديكر، ردا على كاليبورن بشأن الصفقة، أنهم قاموا بها استنادا إلى الأدلة المتاحة وأن السبيل الوحيد لأن يحكم على ماركيز فترة الحياة برمتها هي توجيه تهمة القتل، وأضافت: أن وظيفتي هي اتباع الأدلة والقانون، لكني أفهم لماذا هو وبعض أسر الضحايا الآخرين اعتقدوا أن 25 عاما ليست كافية، أتعاطف مع وجهة نظرهم".
خلال جلسة الاستماع، اعترف ماركيز بإدانته بتهمتين واحدة بالتآمر لتقديم دعم مادي للمتطرفين والأخري هي الإدلاء بافادة كاذبة بشأن اقتناء سلاح ناري، كان مكبل اليدين ويرتدي بذلة بيضاء بالسجن، وقدم إجاباته بهدوء وأبلغ المحكمة بأنه كان يزور طبيب نفساني وأخذ الليثيوم الذي يستخدم لعلاج الاكتئاب والقلق.
سمع القاضي برنال نداء ماركيز وأجل الحكم حتى 24 أب/أغسطس، كان من المتوقع أن يحكم على ماركيز بمدة تصل إلى 50 عاما في السجن ولكن من المرجح أن تكون بحد أقصى 25 تليها أمر مراقبة مدى الحياة وغرامة قدرها 500 ألف دولار.
اعتقل ماركيز في 6 كانون الأول/ديسمبر 2015 بعد ثلاثة أيام من المذبحة، التي قام بها صديقه فاروق مع زوجته مالك في المركز التجاري في سان برناردينو، الزوجين، الذين لقوا حتفهم بوابل من الرصاص على يد رجال الشرطة بعد ظهر اليوم ذاته، تعهد بالولاء لداعش على الرغم من أن فاروق قد أعرب في وقت سابق عن رغبته في الانضمام إلى تنظيم القاعدة.
في تلك الليلة، نشر ماركيز رسالة على الفيسبوك قائلا "كان من دواعي سروري معرفة الجميع، ماركيز، الذي كان مدفوعا إلى المحكمة التقي لأول مرة بفاروق عام 2005 عندما كان عمره 14 عاما، بعد ذلك بعامين، اعتنق الإسلام، وبدأ يحضر مسجد في كورونا، كاليفورنيا، وأصبح مفتونا بأنور العولقي.
العولقي، رجل الدين الأميركي المتطرف، قتل في غارة طائرة بدون طيار في اليمن عام 2011 وكان رائد في تنظيم "القاعدة"، خطط ماركيز مع فاروق، الهجمات التي كانت من شأنها ضرب الطريق السريع 91 وكلية مدينة ريفرسايد.
وشملت كلا من المؤامرات استخدام قنابل أنبوبية تليها اطلاق النار بندقية متعددة بأسلوب مماثل لهجوم سان برناردينو، كلف ماركيز بشراء الأسلحة بسبب مظهره القوقازي اشتري الأول في تشرين الثاني عام 2011 والثانية في شباط/فبراير التالي، لكن بحلول نهاية ذلك العام، كان ماركيز من المحبطين الذين توقفوا عن التآمر والتطرف، سيصدر الحكم النهائي على ماركيز في أب/أغسطس، انتظارا لتقرير ما قبل النطق بالحكم، وفقا لمصادر قضائية، ومن المرجح أن يقضي الحد الأقصى 25 عاما في السجن الاتحادي.