لندن ـ سليم كرم
عيّنت رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، نائب وزير الرعاية الاجتماعية، المؤيدة الشرسة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بيني موردونت، كوزيرة جديدة للتنمية الدولية، خلفًا لوزيرة التنمية الدولية المستقيلة بريتي باتيل، لتتجنب بذلك تعديلات حكومية كبيرة وتحافظ على التوازن الدقيق المؤيد لاتفاق "بريكست" في الحكومة، وذلك بعدما برز اسمها لتحل محل وزير الدفاع، والذي استقال الأسبوع الماضي.
وأعلنت باتيل، مساء الأربعاء، استقالتها على خلفية اجتماعات لها بمسؤولين اسرائيليين بينهم رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، من دون علم الحكومة خلال عطلة في إسرائيل في آب/ أغسطس الماضي، وباتيل من أبرز المؤيدين لبريكست وكان بعض النواب المحافظين طالبوا ببديل من الوزيرة المستقيلة يحافظ على التوازن السياسي، واستقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، في الأسبوع الماضي، من منصبه، قائلا إن سلوكه في السابق "لم يرق" إلى المعايير المتوقعة من الجيش البريطاني.
وفالون هو أول وزير يستقيل بعد الكشف أخيرًا عن مزاعم تحرش جنسي خطيرة في البرلمان، وقالت ماي إنها تقّدر "الأسلوب الجاد" الذي تعامل به مايكل فالون مع دوره في مجلس الوزراء، وتأتي هذه التعينيات بعد أن حذّر أعضاء البرلمان الأوروبي من أن خليفة السيدة باتيل لا يمكن أن تكون صوتًا يؤيد البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، وحذر حلفاء باتيل من أن اجتماعها مع مسؤوليين إسرائيليين في اجتماعات سرية سيحدث أضرارًا جسيمة، وبالفعل استقالت على خلفية ذلك.
ووبخت ماي باتيل، يوم الإثنين الماضي؛ لعدم كشفها عن اجتماعها بـ13 شخصية إسرائيلية، في نيروبي، كما اقترحت تقديم مساعادات بريطانية للجيش الإسرائيلي بدافع العمل الإنساني في مرتفعا الجولان المحتلة على الحدود السورية، واستعدت السيدة باتيل أثناء زياراتها إلى كينيا، ودخلت من الباب الخلفي للحكومة البريطانية، لتحضر اجتماعًا استمر معها لمدة 6 دقائق، وسمحت ماي لباتيل بالاستقالة، حيث فشلت في فصلها أوطردها من منصبها، مما يراه البعض دليلا على ضعف رئيسة الوزراء.
وطالب النائب المؤيد لبريكست جايكوب ريس موغ، ببديل من باتيل يكون من مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي، لكن النائب المؤيد للاتحاد الأوروبي تشوكا اومونا من حزب العمال المعارض كتب على تويتر "هذه الوزيرة نفسها التي زعمت خطأ خلال الاستفتاء أن تركيا تكاد تنضم للاتحاد .. أعجز عن الكلام"، والسيدة مورداونت، 43 عاما، من المعروف أنها ظهرت في برنامج تليفزيون الواقع "سبلاش"، وهي معروفة أيضا بخطابها المليء بالتلميحات أثناء مناقشة مشتركة حول رعاية الحيوان، بعدما فقدت أحد حيوانتها الأليفة، ومن المعروف أن السيدة مورداونت، تستخدم الألفاظ الخادشة للحياء في خطبها العامة، وهذا ماحدث في خطاب عن رفاهية الدواجن في عام 2013.
وقبل أن تصبح السيدة مورداونت عضوا في البرلمان، شغلت منصب مدير الاتصالات في اليناصيب الوطني، ورئيس حملات داء السكري في المملكة المتحدة، ورئيس الصحافة الأجنبية لحملات الانتخابات الرئاسية الأميركية التي فاز بها جورج بوش في عامي 2000 و 2004، وعاشت طفولة صعبة، وفقدت والدتها وهي في سن 15 بفعل مرض سرطان الثدي، وفي نفس العام شخص والدها أيضا بالإصابة بالسرطان، وتزوجت السيدة مورداونت من حبيبتها بول موراي في عام 1999، عندما كانت 26 عاما، ولكن الزواج انتهى بعد فترة وجيزة، وهي تعيش الآن مع شريكها إيان ليون، المغني الكلاسيكي، وعددا من القطط.