أبوظبي ـ سعيد المهيري
شهدت الإمارات، والعالم مساء الجمعة، الخسوف الأكبر للقمر طوال مائة عام، والذي بدأ في الساعة 22:24 ، واستمر حتى الساعة 2:19 من فجر السبت، وطوال 103 دقائق، أي نحو ساعة و43 دقيقة.
ورصدت الإمارات الظاهرة وتعايش معها الغالبية، حيث تمكنوا من متابعتها بالعين المجردة، من دون أي ضرر عليهم، حسبما أكد إبراهيم الجروان، نائب المدير العام بمركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، خلال متابعة الظاهرة ورصدها في المركز.
وأفاد الجروان بأن الإمارات والعالم، "معظم المنطقة العربية ووسط آسيا وشرق وغرب أفريقيا وجنوب أميركا وأوروبا"، رصدوا الظاهرة التي تزامن معها تقابل كوكب المريخ مع الشمس، وتواجد أربعة كواكب ظاهرة في السماء في آن واحد، وهي: الزهرة والمريخ والمشتري وزحل، وشوهدت أيضًا بالعين المجردة.
وقال "ظهر القمر كان بدرًا خلال ظاهرة الخسوف الحالية، وبدأ ظل الأرض بالدخول تدريجيًا على القمر الساعة العاشرة 24 دقيقة مساء بتوقيت الإمارات، ليحجب ضوء القمر الذي يتحول إلى اللون الأحمر، ورصد بالأجهزة الفلكية، حيث كان القطر الظاهري للقمر صغيرًا نوعًا ما، وبمقدار نحو 31 دقيقة قوسية، "الدرجة تعادل 60 دقيقة"، وانتهت الظاهرة كليًا بجلاء القمر من منطقة شبه الظل للأرض في الساعات الأولى من الفجر".
وبيّن الجروان أن ظاهرة الخسوف تحدث عند الاقتران الكوكبي لكل من الشمس والأرض والقمر "البدر"، على خط واحد، بحيث تتوسط الأرض بينهما ويكون القمر مقابلًا للشمس، وأن اللون الأحمر الداكن وقت الخسوف، يعود لحجب الأرض لأشعة الشمس عن القمر، متوقعاً أن يكون الخسوف المقبل للقمر في 21 يناير/كانون الأول من العام المقبل.
ونفى الباحث في علوم الفضاء والفلك أن يكون هناك للظاهر ارتباط بظواهر أو كوارث أخرى طبيعية قد تلازمها، في العالم، مؤكدًا عدم وجود أي حقائق علمية لذلك، باستثناء ظاهرة المد والجزر والتي تحدث في وقت البدر.
وأضاف "سنشهد اقتراب المريخ في أقرب نقطة له مع الأرض يوم 31 من شهر يولي/تموزو الجاري ليصل إلى أقرب مسافة بينهما،59.57 مليون كم، وسيظهر المريخ بمقدار مميز من الإضاءة يمكن تميزها بالعين المجردة، وأن ظاهرة الاقتراب لا تتكرر إلا كل 15 عامًا، وكان آخر اقتراب بينهما في 28 أغسطس/آب 2003".