عناصر من ميليشيات البنيان المرصوص

حذر قائد في مليشيات "البنيان المرصوص" المتشددة أهالي مدينة تاورغاء شمالي ليبيا من العودة إلى مدينتهم، متوعدا السكان المدنيين بمواجهة مسلحة. ولليوم الثاني على التوالي لم يتمكن أهالي مدينة تاورغاء من العودة إليها، وذلك إثر استمرارًا لقيام ميليشيات البنيان المرصوص بمنعهم من الوصول إلى المدينة.

واحتشدت أكثر من 250 سيارة تقل الأسر النازحة على الطريق العام الخارج من مدينة بني وليد، بعدما فشلت جميع محاولاتهم لإكمال الطريق إلى تاورغاء.  وذكرت مصادر أن آمراً لإحدى الميليشيات التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني واسمه " محمد الشويهدي" قد هدد أهالي تاورغاء العائدين بالمواجهة المسلحة في حال استمروا في التقدم صوب مدينتهم.

وعبرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا الجمعة عن "عميق أسفها" لمنع مئات من أفراد الأسر النازحة من تاورغاء من العودة إلى منازلهم بموجب اتفاق مسبق مع ممثلي مدينة مصراتة المجاورة. وأعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية في ديسمبر/كانون الأول 2017 أن هؤلاء النازحين سيعودون في بداية فبراير/شباط، وذلك تنفيذا لاتفاق أبرم مع ممثلي مدينة تاورغاء وممثلي مدينة مصراته (200 كلم شرق العاصمة طرابلس) التي تتبعها منذ 2011.

وقالت بعثة الأمم المتحدة في بيان، إنها تعبر "عن عميق أسفها إزاء منع أبناء تاورغاء وعائلاتهم من العودة لمنازلهم من قبل بعض العناصر المتشددة، وتندد البعثة بالتهديدات التي طالتهم أثناء محاولتهم العودة، كما تنتقد بشدة محاولات ابتزازهم مالياً للسماح لهم بالعودة الآمنة إلى ديارهم".

وأضاف البيان "لقد رعت الأمم المتحدة منذ سنتين ونيف مشروع المصالحة بين مصراته وتاورغاء ورحبت بقرار حكومة الوفاق الوطني بتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه - بدعم ومتابعة حثيثين من قبل البعثة- وبتخصيص الأموال اللازمة لتعويض المتضررين من جراء الاحداث الأليمة التي حصلت في تلك المنطقة". وصباح الخميس توجت مئات الأسر إلى تاورغاء، لكن تم منعهم من الوصول عند حواجز نصبها مسلحون على مداخل المدينة.

وبعد إخراجهم من مدينتهم قبل سبع سنوات، عاش الأهالي منغلقين داخل مخيمات على أطراف العاصمة الليبية، وفي مدينة بنغازي في الشرق أو مشتتين في أنحاء البلاد في ظروف مأسوية في مواجهة انعدام الأمن وتعرضهم لهجمات فصائل مسلحة من مصراته خصوصا. وغرقت ليبيا في الفوضى منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.