طرابلس _فاطمة سعداوي
أعلن المركز الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص" ، أن الاستراتيجية العسكرية أصبحت قائمة على أساس التريث وعدم الزج بالقوة بشكل غير مدروس حتى و إن طال أمد معركة تحرير سرت من تنظيم "داعش" لأيام أخرى، معتبرًا أن ذلك أفضل من المخاطرة بالتقدم في ظل وجود التفخيخ بشكل كامل في المنطقة التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف. وأشار مدير المركز أحمد هدية في تصريحات صحفية، الى أن عملية اقتحام منطقة الجيزة البحرية و عمارات الـ600 ستطول نتيجة تواجد عناصر تنظيم "داعش" في جزء من عمارات الـ600 و الجيزة البحرية، لافتاً الى قيام قواتهم بشق الطريق بين عمارات الـ600 و الجيزة البحرية مما جعل الحركة غير ممكنة لعناصر التنظيم.
وأكد مدير المركز الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص"، على عدم وجود أي حركة لوجيستية بين الجيزة البحرية و عمارات الـ600 لعناصر التنظيم مشيراً لعدم وجود مكان أو ملجأ لعناصر “تنظيم الدولة” يمكنهم الفرار إليه، معتبرًا أن العملية العسكرية للبنيان المرصوص وصلت الى نهايتها و ما تبقى من أجزاء صغيرة من الممكن أنهاؤها في غضون أيام، وأن سياسة التريث هي من صالح القوات في المقام الأول و ليس من صالح هذا التنظيم.
وكشف هدية عن أن 100 عنصر من عناصر التنظيم متواجدون في منطقة العمارات 600 و الجيزة البحرية، و من الممكن أن يكون لهم تأثير كبير على القوات لأنهم جميعهم مشروع انتحاري، مؤكداً على أن تحرير سرت لن يعلن قبل إنهاء مقاومة التنظيم و فقدانهم للسيطرة بشكل كامل.
وأفاد مصدر من الشرطة العسكرية بأن قوات "البنيان المرصوص" أوقفت أكثر من 40 عنصراً من سرية الشرطة العسكرية بالمنطقة الوسطى،على ذمة التحقيق لأسباب أمنية وعسكرية، وفق المصدر. إلى ذلك، أكد آمر اللواء 12 مجحفل التابع للقيادة العامة للجيش الليبي محمد بن نايل إنه يمتلك كل التفاصيل عن الغارة التي تمت على مشروع نينا الزراعي بالقرب من سكنة على بعد 460 كلم جنوب مصراتة.
وأضاف المصدر أن الطائرة المغيرة حطت أولاً في مطار الجفرة للتمويه ثم خرجت وقصفت المشروع، مؤكداً استعداده لتزويد أولياء الدم بكافة المعلومات بما فيها أسماء الطيارين، محذرا الجهات التي أرادت قصف اللواء 12 مجحفل من مغبة هذا الهجوم، مؤكداً في ذات السياق انضمام أعداد وصفها بالكبيرة من أفراد الجيش النظامي للواء بشكل فاق كل التوقعات.
وسط ذلك أجرى السفير الليبي لدى المملكة العربية السعودية عبد الباسط البدري، مباحثات شملت عدة عواصم أوروبية عديدة، من بينها موسكو، في إطار الحصول على دعم الجيش الوطني وحربه على الإرهاب. والتقى البدري، أمس، في العاصمة الروسية موسكو ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الشخصي للرئيس فلاديمير بوتين للشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وحمل السفير البدري رسالة خطية من المشير حفتر للرئيس بوتين ووزير دفاعه سيرغي شويغو، لم يكشف عن فحوى ومضمون الرسالة.
وكشف مصدر مقرب من البدري أنه قام خلال الأسابيع الماضية بمحادثات في عدة عواصم أوروبية في إطار حشد جهود دعم الجيش الوطني وحربه على الإرهاب، كما سبق للبدري زيارة العاصمة الروسية موسكو عدة مرات اتسمت بالسرية في معظمها.
كما أطلع البدري، الرئيس بوتين على آخر تطورات الوضع في ليبيا، من بينها مستجدات منطقة الهلال النفطي وبسط الجيش الوطني سيطرته على الموانئ النفطية الأكبر في البلاد.
وقدم البدري نيابة عن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح شكر بلاده على موقف روسيا الأخير في مجلس الأمن ودعمها لمجلس النواب المعترف به دولياً، ودعمها للجيش الوطني في حربه على الجماعات الإرهابية.
في اثناء ذلك،استبعد خبير استراتيجي ايطالي ان يكون هناك دافع إرهابي وراء اختطاف فنيي الجمعية الايطالية للانشاءات برونوكاكاش ودانيلو كالونيغو في مدينة غات. ودعت وزيرة الدفاع الايطالية روبيرتا بنيوتي إلى الالتزام بالتحفظ التام بشأن حادثة اختطاف مواطنيها في ليبيا وفق ما أوردته وكالة اكي الايطالية للأنباء. من جانبه نفى عميد بلدية غات أحمد هيما وجود اية دلائل على ضلوع تنظيم "القاعدة" في عملية اختطاف الايطاليين الاثنين والكندي.
وفي نيويورك، التقى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي فايز سراج، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي. وتركزت مداولات الجانبين خلال هذا اللقاء على تبادل وجهات النظر حول مستجدات الوضع الليبي ،والتحديات الأمنية والسياسية التي لا تزال تعرقل إتمام العملية السياسية الشاملة في البلاد.
وفي مستهل حديثه شكر سراج الشيخ عبد الله بن زايد على الدعم السياسي والمادي الذي تقدمه دولة الإمارات إلى بلاده وشعبه للتخفيف من محنتها، وأحاطه بالجهود التي يبذلها أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني لتحقيق المصالحة السياسية وإنفاذ القانون وبسط السيادة على كافة الأراضي الليبية وتقديم الخدمات للشعب الليبي، كما ألقى سراج الضوء على المساعي التي تبذلها الحكومة في مجال محاربة الإرهاب داخل ليبيا والتحديات الكبيرة التي لا تزال تواجه تحقيق هذه الغاية.
وجدد الشيخ عبد الله دعم دولة الإمارات للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي، وأعرب عن أمله في أن تنجح جهوده في استعادة الأمن والاستقرار لكافة ربوع ليبيا. وحضر اللقاء كل من فارس محمد المزروعي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الأمنية والعسكرية.
وفي نيويورك أيضًا، أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر أنه يجب إنشاء جيش ليبي موحد يضم قائد القوات المسلحة التابعة لمجلس النواب خليفة حفتر. وأضاف كوبلر خلال مداخلة تلفزيونية عقب اجتماع عقد في نيويورك، أن "حفتر قام بعمل جيد في بنغازي، وقد خسر عددا من قواته في الحرب التي تخوضها في المدينة مثلما خسرت مصراتة".
وكان كوبلر قد رحب باستعداد حفتر للانسحاب من الموانئ النفطية، وتسليمها إلى المؤسسة الوطنية للنفط، مضيفا أن مسألة النفط يجب أن توحد الليبيين لا أن تفرقهم. وتأتي هذه التصريحات بعيدا عن الجدل حول نص المادة الثامنة من الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات المغربية، والتي تنص على أن تنتقل جميع صلاحيات المناصب العسكرية والمدنية والأمنیة العلیا المنصوص علیھا في القوانین والتشریعات اللیبیة النافذة إلى مجلس رئاسة الوزراء. وبحسب المادة ذاتها، يعتبر منصب القائد العام للقوات المسلحة وغيره من المناصب شاغرة في خلال 20 يوما من توقيع الاتفاق السياسي واعتماده.
وأعرب أمين عام منظمة حلف شمال الأطلسي ينس ستلوتنبيرغ عن استعداد الحلف تقديم الدعم الى ليبيا في قطاعي الدفاع والأمن كجزء من المجهود الدولي لمساعدة ليبيا التي تواجه تحديات أمنية متعددة . وخلال لقاء جمع ستلوتنبيرغ برئيس المجلس الرئاسي فائز السراج في مقر البعثة الليبية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك بحث الجانبان تطورات الموقف السياسي والأمني في ليبيا والحرب التي تخوضها القوات المسلحة الليبية على تنظيم "داعش" . وأشاد ستلوتنبيرغ بالانتصارات التي حققتها القوات الليبية على التنظيم الارهابي، مؤكدا ان هذا التقدم مهم لليبيا وللمنطقة وللعالم .وجدد الأمين العام دعم الحلف لحكومة الوفاق الوطني برئاسة السيد فائز السراج مشيداً بجهوده لتحقيق الاستقرار والسلام .